ذكرت صحيفة ذي ماركر الاقتصادية، والإذاعة الإسرائيليتان، أن تعليق 32 شركة طيران رحلاتها باتجاه المناطق الخاضعة لسيطرة الاحتلال الأسبوع الماضي، كاد يعصف باقتصاد إسرائيل لولا الضغوطات التي فرضتها جماعات الضغط اليهودية في العالم.
وقالت كل من الصحيفة والإذاعة اليوم الثلاثاء، على لسان مسؤولين في وزارة مالية الاحتلال، إن أكثر الأمور قلقاً خلال العام الجاري، كان تعليق رحلات الطيران.
وأشار المسؤولون إلى أن أكثر من 750 رحلة تم إلغاؤها خلال خمسة أيام، مع استمرار وقف بعض الدول رحلاتها، كالأردنية والإندونيسية والكورية.
ونقلت صحيفة "ذي ماركر"، عن مسؤول كبير في وزارة المالية الإسرائيلية قوله "هي سابقة اقتصادية خطيرة، لا تزال تبعاتها حتى يومنا هذا.. ما جرى من تعليق للرحلات يكشف مدى ضعفنا في عدم قدرتنا على حماية المجال الجوي".
وزادت مخاوف شركات الطيران الأميركية والأوروبية والآسيوية، من تسيير رحلاتها لإسرائيل، بعد سقوط صاروخ للمقاومة الفلسطينية، يوم الثلاثاء الماضي، بالقرب من مطار بن جوريون، رداً على عدوان الاحتلال على قطاع غزة.
وتتواصل في اليوم الثاني والعشرين العملية العسكرية الإسرائيلية على غزة، ما أسفر عن سقوط 1119 شهيداً وجرح أكثر من 6200 مواطن.
وتتخوف شركات الطيران العالمية من سيناريو مشابه لعملية إسقاط الطائرة الماليزية فوق أوكرانيا الأسبوع الماضي، والتي كان على متنها 300 راكب، فيما تم اتهام الانفصاليين الأوكرانيين بإسقاطها.
وكان وزير مالية الاحتلال الإسرائيلي يائير لابيد، قد صرح مطلع الأسبوع الجاري، بأنه "لولا جماعات الضغط اليهودية في العالم، ودورها في إعادة تسيير رحلات باتجاهنا، لكانت أرقام النمو الاقتصادي للربع الثالث الحالي تقترب من 1٪، بينما كانت التوقعات تشير إلى بلوغه 3.8 في المائة".
وقال الباحث في الاقتصاد الإسرائيلي مهند عقل، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن "الأمر لا يتعلق فقط بحركة السفر، وإنما التجارة والاستثمار".
وأضاف أن 55 في المائة من الصادرات الإسرائيلية تجري جواً، و30 في المائة بحراً، و15 في المائة براً، وهذا يعني أن حركة التجارة جواً توقفت ولو مؤقتاً خلال الأسبوع الماضي، كما أن الصادرات بحراً توقفت لفترة عبر ميناء أسدود البحري، الذي كان في مرمى صواريخ المقاومة الفلسطينية، قبل تحويل البضائع والسفن نحو ميناء يافا.
وردت المقاومة الفلسطينية بمئات الصواريخ باتجاه المناطق المحتلة، حيث أضحت مناطق جنوب ووسط مناطق الاحتلال الإسرائيلي في مرمى الصواريخ، الأمر الذي خلق حالة من الهلع في صفوف الإسرائيليين.
وجاء تعليق 32 شركة طيران رحلاتها لإلى إسرائيل، للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط منذ 23 عاماً، أي منذ حرب الخليج عام 1991، عندما أوقفت 20 شركة طيران رحلات إلى عدة دول عربية، لأسباب أمنية.
وتشمل الشركات التي أوقفت رحلاتها "لوفتهانزا" وإير برلين" الألمانيتين و"إير كندا" الكندية و"تركش إير لاين" التركية، و"الطيران الإيطالية"، و"إير فرانس" الفرنسية، وثلاث شركات طيران أميركية هي "دلتا" و"يو إس إير لاين"، و"يونايتد إير لاين"، والهولندية "كاي ال ام"، والسويسرية "سويس إير لاين"، والبريطانية "إيزي جت".
وحتى الآن، لم يصدر عن السلطات الإسرائيلية، رسمياً، أي أرقام أو بيانات تتعلق بالخسائر المالية الناجمة عن إطلاق صواريخ المقاومة وتكاليف العملية العسكرية ضد القطاع.
غير أن مركز جلوبز الإسرائيلي للدراسات الاقتصادية ذكر في تقرير له، أمس الثلاثاء، أن إسرائيل تتكبد خسائر بنحو 100 ألف دولار لصد كل صاروخ تطلقه المقاومة الفلسطينية اتجاه الأراضي الخاضعة للاحتلال.
وأشار الجيش الإسرائيلي نهاية الأسبوع الماضي إلى أن الفلسطينيين يطلقون يومياً 145 صاروخاً، بما يعادل صاروخاً كل 10 دقائق.
وحسب جلوبز، فإن خسائر إسرائيل من عملياتها العسكرية، ضد قطاع غزة تتعدى 2.5 مليار دولار، لافتاً إلى أن هذه الأرقام مرشَحة للازدياد، إذا ما طال أمد العملية العسكرية على القطاع.