استمع إلى الملخص
- أشار استراتيجيون إلى مخاطر محتملة تتعلق بالعجز الفيدرالي وضغوط التضخم بسبب سياسات ترامب، مثل التعريفات الجمركية المرتفعة، مع دخول مؤشر راسل 2000 نطاق "التشبع الشرائي".
- ارتفعت أسهم شركات مثل تسلا وأكسون إنتربرايزس، مدعومة بثقة المستثمرين، بينما ساهم بنك الاحتياط الفيدرالي في تعزيز السوق بخفض أسعار الفائدة، رغم المخاوف بشأن التقييمات المرتفعة.
رفع فوز الرئيس السابق دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية سوق الأسهم الأميركية إلى مستويات غير مسبوقة، لتسجل المؤشرات الرئيسية مستويات قياسية جديدة، وسط تفاؤل المستثمرين حول احتمالات ارتفاع معدلات النمو الاقتصادي وتخفيف القيود التنظيمية في الاقتصاد الأكبر في العالم.
وأدت نتائج الانتخابات إلى موجة ارتفاع ضخمة في مؤشرات الأسهم الأميركية الرئيسية، ليسجل مؤشرا داو جونز الصناعي وإس أند بي 500 أفضل أسبوع خلال عام، في علامة على استعداد وول ستريت للاستفادة من سياسات يُتوقع أن تكون مواتية للأعمال في ظل إدارة جمهورية، وذلك على الرغم من الارتفاعات القياسية التي تم تحقيقها بالفعل هذا العام.
وخلال تعاملات يوم الجمعة، ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 259.65 نقطة، ليغلق عند مستوى قياسي بلغ 43,988.99، متجاوزاً مستوى 44,000 نقطة لأول مرة خلال التداول. وبالمثل، أغلق مؤشر إس أند بي 500 عند 5,995.54 بعد أن تجاوز مستوى 6,000 الرمزي لفترة وجيزة. وعلى الرغم من تباطؤ مكاسب مؤشر ناسداك المركب المتخم بشركات التكنولوجيا، إلا أنه سجل أيضاً أعلى مستوى في تاريخه له خلال اليوم، ما عكس قوة قطاعات السوق المختلفة، بعد ثلاثة أسابيع شهدت موجات بيع قوية في العديد من شركات التكنولوجيا الكبرى.
وكان ارتفاع الأسهم الأميركية شاملاً، حيث تجاوزت المكاسب الشركات ذات رؤوس الأموال الكبيرة، مع قفزة مؤشر راسل 2000 للشركات الصغيرة بنسبة 8.57% هذا الأسبوع، مما يؤكد ثقة المستثمرين بإمكانات النمو للشركات المحلية الأصغر، التي قد تستفيد من مقترحات ترامب بشأن الإصلاحات الضريبية والتنظيمية.
وتزايد تفاؤل المستثمرين بأن سياسات ترامب ستعزز بيئة أكثر دعماً للأعمال من خلال تقليل القيود التنظيمية، وربما تقديم تخفيضات ضريبية للشركات. وارتفع مؤشر إس أند بي 500 بنسبة 4.66% خلال الأسبوع، في حين زاد مؤشر داو بنسبة 4.61%، مسجلين أعلى مكاسب أسبوعية لهما منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023. وتفوق مؤشر ناسداك المركب على هذه الزيادات بارتفاع نسبته 5.74%، ما أبرز قدرة قطاع التكنولوجيا على الصمود، وأبرز آفاق النمو تحت التغيرات الاقتصادية المرتقبة.
ومع ذلك، يشير استراتيجيون في السوق إلى المخاطر المصاحبة لهذا الزخم. فعلى الرغم من وعود ترامب بالنمو الاقتصادي، تثير سياساته مخاوف تتعلق بالعجز الفيدرالي وضغوط التضخم. فالتعريفات الجمركية المرتفعة، وزيادة الإنفاق الحكومي، وخفض الضرائب المحتمل قد تؤدي جميعها إلى زيادة التضخم، مما قد يدفع في النهاية إلى رفع أسعار الفائدة. وأشار محللون إلى أن مؤشر راسل 2000 قد دخل نطاق "التشبع الشرائي"، مما يعني أن أسعار الأسهم الأميركية الحالية قد تكون مرتفعة بشكل غير مستدام.
وعلى الرغم من هذه المخاطر، شهدت الأسهم المرتبطة بحملة ترامب ارتفاعاً ملحوظاً، حيث ارتفعت أسهم شركة تسلا، المملوكة جزئياً للملياردير الشهير إيلون ماسك، بنسبة 8.2%، بعد الدعم القوي الذي أبداه الأخير للمرشح الجمهوري خلال الحملة الانتخابية. وقفزت أيضاً شركة أكسون إنتربرايزس Axon Enterprises للتكنولوجيا الأمنية بأكثر من 28% بعد أن رفعت توقعاتها للإيرادات السنوية، مستفيدةً من ثقة المستثمرين بسياسات ترامب المتعلقة بالإنفاق الأمني. وارتفعت أسهم شركة ترامب ميديا بنسبة 15% بعد إعلان الرئيس المنتخب نيته الاحتفاظ بأسهمه في الشركة.
وعزز بنك الاحتياط الفيدرالي قوة السوق هذا الأسبوع، بعد إعلان قراره خفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، مما عزز ثقة المستثمرين باستمرار سعي البنك المركزي الأكبر في العالم لتعزيز النمو، ومن ثم زيادة أرباح الشركات. وأعرب رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول عن تفاؤله بشأن صحة الاقتصاد، مما أضاف إلى الزخم الإيجابي العام للسوق.
وبينما احتضنت وول ستريت فوز ترامب حافزاً إلى النمو في السوق، لا تزال هناك مخاوف بشأن التقييمات التي وصلت إلى مستويات يراها البعض مبالغاً فيها، وذلك إضافة إلى السرعة التي ارتفعت بها أسعار الأسهم خلال الأشهر الأخيرة. وقال كيث ليرنر، الرئيس المشارك للاستثمار في ترويست ويلث Truist Wealth لإدارة الثروات، في مذكرة: "عندما يبدو أن كل شيء يسير بشكل جيد، يراودنا سؤال عن الذي قد يضربنا؟". ومع ذلك، اعترف ليرنر بزخم الاتجاه الصعودي، مشيراً إلى أن الالتزام بالاتجاه الأساسي قد يحقق مزيداً من المكاسب.
ومع إدارة جمهورية مستعدة لدعم السياسات المؤيدة للأعمال، ستكشف الأشهر القادمة ما إذا كانت هذه الارتفاعات التاريخية مستدامة أم أن السوق ستشهد تصحيحاً. لكن في الوقت الحالي، يبدو أن فوز ترامب قد عزز ثقة المستثمرين، دافعاً بمؤشرات الأسهم إلى مستويات قياسية في أسبوع تاريخي لوول ستريت.