وقال المصدر، متحفظاً عن الكشف عن هويته، لـ "العربي الجديد"، أن "الأجهزة الأمنية عثرت أيضاً على أربع جثث مجهولة الهوية في منطقة المنصور ومنطقة السيدية، من جانب الكرخ وتسع جثث أخرى في منطقة الحسينية، ومنطقة جسر ديالى من جانب الرصافة"، لافتاً إلى أن جميع الجثث قضى أصحابها رمياً بالرصاص ووجدت موثوقة الأيدي.
وتتهم قوى سياسية مختلفة مليشيات مسلحة تعمل ضمن ما يعرف بـ "الحشد الشعبي" بتورطها بعمليات الاختطاف والإعدام التي تستهدف بالدرجة الأولى نازحي محافظة الأنبار.
وفي هذا السياق، سجلت بغداد، أمس الإثنين، هجوماً جديداً قادته مجموعة مسلحة استخدمت فيها قنابل يدوية ضد النازحين في منطقة الدورة، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات بينهم أطفال ونساء.
وأعلنت عضو لجنة المرحلين والمهجرين النيابية عن محافظة الأنبار، لقاء وردي، في حديث مع "العربي الجديد"، أن العوائل النازحة من الأنبار قدمت شكوى إلى مجلس النواب بشأن القتل على الهوية لمجرد أنهم من "السنّة".
وأوضح وردي، أن "نازحي الرمادي الذين نجوا من سطوة تنظيم (داعش) وقعوا ضحية رصاص المليشيات التي ذبحت الأبرياء، ليس لذنب إلا لكونهم من سكان مدينة سنية تقاتل التنظيم"، مبيناً أن "مليشيات مسلحة ترتدي زياً عسكرياً في بغداد قتلت أمس ثمانية مدنيين من أفراد أسرته بينهم أربع نساء".
وفي محافظة ديالى (شرقاً)، عثرت قوة أمنية على ست جثث مجهولة الهوية قضى أصحابها رمياً بالرصاص شمال شرقي بعقوبة. وقال المتحدث الإعلامي باسم قيادة شرطة ديالى، غالب عطية، إن قوة من الشرطة عثرت الليلة الماضية على ست جثث مجهولة الهوية قرب بستان في قرية الكف بقضاء المقدادية، شمال شرقي بعقوبة، وعليها آثار طلقات نارية".
ولفت عطية، في حديث إلى "العربي الجديد"، إلى أن "قيادة شرطة ديالى شكلت لجنة تحقيق عليا للنظر في ملابسات خطف مدنيين في قضاء بلدروز جنوب شرقي بعقوبة قبل يومين".
وأوضح أن "الأجهزة الأمنية تجري عمليات تحرٍ وتفتيش بحثاً عن المخطوفين"، مبيناً أن "قائد شرطة ديالى، جاسم السعدي، أكّد أن عمليات خطف المدنيين في مناطق متفرقة في المحافظة، لن تمر من دون عقاب وسيقود بنفسه عملية مطاردة عصابات الخطف المنظمة وإنزال القصاص العادل بهم".
من جهته، أكّد رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، أن الأحداث الأخيرة في محافظة ديالى تستوجب وقفة جادة ومسؤولة لإعادة النظر بكامل الملف الأمني هناك وطريقة إدارته.
من جهة ثانية، أشار مقرر مجلس النواب عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، نيازي معمار أوغلو لـ "العربي الجديد"، إلى أن الأحداث التي شهدتها أقضية الخالص والمقدادية وبلدروز قد تقوض أي مساعٍ لمصالحة وطنية حقيقية، إذا لم يتم معالجتها وتجاوز آثارها وكشف الجهات التي تقف وراءها.
وأكّد أوغلو، أن رئيس البرلمان شدّد على ضرورة أهمية دور المواطن وأبناء العشائر في هذا الجانب، بما يسهم في تعزيز أمن واستقرار المحافظة، مشدداً على أن أي مسؤول أمني يخفق في أداء واجباته الأمنية في حماية المدنيين سيواجه عقوبة شديدة.
اقرأ أيضاً: عودة شبح الجثث مجهولة الهوية تقلق بغداد