لم يخطر إطلاقاً ببال ضباط القاعدة الجوية الأوكرانية في شبه جزيرة القرم وجنودها أنهم سيكونون يوماً تحت قصف نيران الجيش الروسي أو سيتم اقتحام قاعدتهم عنوة من قبل الروس. كانوا يعيشون في قاعدتهم آمنين، رغم ما وقع في بلادهم من ثورة أطاحت الحاكم.
لكن الأمور تطورت سريعا في شبه جزيرة القرم بترتيب روسي أدى إلى انفصال شبه الجزيرة بعد استفتاء شعبي، لم يتوقف عند قرار الانفصال وإنما تحول في النهاية إلى قرار شبه متوقع منذ البداية بالانضمام إلى روسيا.
قبل ساعات فقط من اقتحام القوات الروسية لقاعدة "بلبيك" كان ضباطها وجنودها يحتفلون بزواج اثنين من زملائهم داخل القاعدة، جالينا فولوسيانشك وصديقها ايفان بينيرا وقد قررا الزواج، وأقاما حفلا بسيطا لإعلان زواجهما داخل القاعدة بمشاركة زملائهما.
رقص الجنود والضباط وشربوا الخمور احتفالا بالزواج، قبل أن يترك العروسان القاعدة لقضاء شهر العسل خارجها وفق ما نقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، التي نشرت صوراً للعروس تبكي بعد اتمام الزفاف بينما رفاقها في القاعدة العسكرية يرقصون.
ساعات قليلة فقط بعد الحفل وتغيرت الأوضاع تماما، حيث سمعت أصوات طلقات رصاص ثقيلة ودوي انفجارات في القاعدة قبل أن يبدأ عدد من المدرعات العسكرية اقتحامها بالقوة في عملية أصيب خلالها اثنان من الجنود الأوكرانيين الذين تصدوا للاقتحام.
لم يكتف المهاجمون باقتحام القاعدة والسيطرة عليها، وإنما اقتادوا أيضا قائدها الكولونيل يولي مامشير إلى مكان مجهول وتم استجوابه على حد قوله.
يوم غريب بدأ بالفرح والرقص.. وانتهى باقتحام وإطلاق رصاص وإصابات.