حقوقيون يطالبون إيران بالإفراج عن رافضات الحجاب الإلزامي

20 ابريل 2019
ناشطات يتلقين التهديد بمكالمات هاتفية (عطا كينار/Getty)
+ الخط -
جدد المركز الدولي لحقوق الإنسان، اليوم السبت، دعوته للسلطات الإيرانية بالإفراج عن الناشطات الموقوفات والمحكومات بالسجن بسبب احتجاجهن السلمي ضد قوانين إلزامية الحجاب في إيران، في حين تواصل الإيرانيات المعارضات للحجاب الإلزامي مناصرة المعتقلات لخلعهن غطاء الرأس في الفضاء العام، ونشر الفيديوهات التي تظهر محاولات التعرض لبعضهن من قبل رجال دين أو غيرهم.

يشار إلى أن الشرطة الإيرانية ألقت القبض يوم 10 إبريل/نيسان الجاري على الناشطة ياسمين أرياني، البالغة من العمر 23 عامًا، في منزلها بسبب معارضتها للحجاب، ثم اعتقلت في اليوم التالي والدتها منيرة عربشاهي، حين توجهت الأخيرة إلى مكتب المدعي العام في طهران للسؤال عن ابنتها.

ودعا المركز الحقوقي، ومقره الرئيسي في تورنتو، في كندا، في تقرير نشره أول من أمس الخميس، وأعاد نشره عبر "تويتر"، اليوم السبت، "بقوة الحكومة الإيرانية إلى الكف فوراً عن مضايقة النساء الناشطات في مجال حقوق المرأة والمتظاهرات ومهاجمتهن واعتقالهن وسجنهن. وكذلك الإفراج الفوري عن كافة المعتقلات والمعتقلين على هذا الأساس".

وطالب "حكومة إيران بالإفراج عن جميع الناشطات المحكومات بسبب احتجاجهن السلمي على قوانين الحجاب الإلزامية في البلاد، ووقف إدانتهن"، مذكراً بأن السلطات أقدمت الأسبوع الماضي على إلقاء القبض على أم وابنتها بعد احتجاجهما على قوانين الحجاب الإلزامية، في حين أن السلطات حاكمت ما لا يقل عن ست ناشطات بتهمة خلع الحجاب.


وقال مدير المركز عن إيران والشرق الأوسط، أديرشير زرزاده: "إنه لأمر شائن للغاية أن تقوم السلطات الإيرانية باعتقال ومحاكمة النساء بسبب احتجاجهن على قوانين الحجاب التمييزية والمهينة. يتعين على السلطات الإفراج الفوري عن ناشطات حقوق المرأة وإصلاح قوانين الحجاب المهينة والتمييزية هذه".

الجدير ذكره أن ظاهرة خلع الحجاب في إيران بدأت في ديسمبر/كانون الأول 2017، بعد تنشيط حملة بعنوان Girls of Revolution Street خلعت في سياقها العديد من النساء الحجاب، ووقفن على صناديق المرافق الكهربائية في جميع أنحاء البلاد للاحتجاج على قانون الحجاب الإجباري. ومنذ ذلك الحين واصلت النساء الاحتجاج على القانون في جميع أنحاء البلاد، كذلك ردت السلطات عليهن بالاعتقالات والمحاكمات.


والجدير ذكره أيضاً أن القضاء الإيراني أنزل أقسى عقوبة بحق المحامية الإيرانية وناشطة حقوق الإنسان نسرين سوتودة، إذ حكم عليها بالسجن ثلاثين عاماً وبـ149 جلدة، كذلك اعتقل زوجها رضا خندان والحقوقي فرهاد ميسامي، وهما معارضان سلميان لقانون الحجاب الإلزامي.

ولا يتوقف نشر الفيديوهات عن تعرض المعارضات للحجاب الإلزامي لمحاولات الزجر أو الاعتداء من قبل رجال دين أو آخرين في الشارع الإيراني، في حين تستمر الناشطات في التحدي، وبعضهن يغنين في الشارع وهن سافرات.


وفي هذا السياق، نشرت منظمة العفو الدولية، أول من أمس، تقريراً دعت فيه السلطات الإيرانية للكف عن مضايقة المدافعات عن حقوق النساء واعتقالهن وسجنهن بسبب احتجاجهن السلمي على القوانين المهينة والتمييزية التي تتعلق بارتداء الحجاب الإلزامي في إيران، وإطلاق سراحهن فوراً، ودون قيد أو شرط.


وإلى جانب إشارة المنظمة إلى اعتقال ياسمين أرياني ووالدتها منيرة عربشاهي، في الأسبوع الماضي، بيّنت أن ناشطة ثالثة، هي ويدا موحدي، المحتجزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2018، حكم عليها بالسجن لمدة عام في 2 مارس/آذار الماضي، بسبب الاحتجاج السلمي على ارتداء الحجاب الإلزامي. وتُعرف موحدي باسم "فتاة ثورة الشارع" الأولى، بعد أول احتجاج من نوعه في ديسمبر/كانون الأول 2017، عندما صعدت إلى صندوق الدوائر الكهربائية في شارع انقلاب (ثورة)، وخلعت غطاء رأسها، ولوحت به مثل العلم في طرف عصا.


ولفت تقرير المنظمة إلى أن أجهزة الاستخبارات والأمن الإيرانية وجهت إلى العديد من المدافعات عن حقوق المرأة تهديدات من خلال مكالمات هاتفية، وحذرتهن من أنه سيتم إلقاء القبض عليهن إذا واصلن حملتهن ضد ارتداء الحجاب الإلزامي، إضافة إلى استدعاء بعضهن للاستجواب، وسط مخاوف من اعتقالهن الوشيك.


وقالت نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، ماجدالينا مغربي: "يبدو أن السلطات الإيرانية تشن هجوماً ضارياً رداً على التحدي المتزايد الذي أبدته النساء الإيرانيات والحركة الشعبية السلمية المتصاعدة ضد قوانين ارتداء الحجاب الإلزامي، في محاولة لترهيبهن من أجل إسكات أصواتهن وإخضاعهن".


وتلقت منظمة العفو الدولية معلومات تشير إلى أن اعتقال ياسمين ووالدتها كان بسبب مقطع فيديو انتشر بشكل واسع في يوم المرأة العالمي، يظهرهما وعدة مدافعات أخريات عن حقوق المرأة بلا حجاب، وهن يوزعن الزهور على راكبات في قطار المترو في طهران، ويناقشن آمالهن في حقوق المرأة في إيران. وفي مقطع الفيديو، تقول منيرة عربشاهي إنها تأمل بـ"أن يأتي اليوم الذي لا تُجبر فيه النساء على المعاناة" من أجل حقوقهن، وتسلم ياسمين أرياني زهرة لامرأة ترتدي الحجاب وتقول إنها تأمل في يوم من الأيام أن تسيرا جنباً إلى جنب في الشارع: "أنا بدون الحجاب وأنت بالحجاب".

ويُعتقد أن كلا من ياسمين أرياني ومنيرة عربشاهي تواجهان تهمًا تشمل "نشر الدعاية ضد النظام" و"التحريض على الفساد والدعارة" في ما يتعلق بهذا الفيديو. ولم تسمع عائلة ياسمين أرياني أي أخبار عنها حتى 15 إبريل/نيسان عندما سُمح لها بإجراء مكالمة هاتفية قصيرة واحدة. ورفضت السلطات حتى الآن الكشف عن مكان وجودها بالضبط، قائلة إنها محتجزة في مركز احتجاز "أمني". وتحتجز منيرة عربشاهي في سجن شهرري (المعروف أيضًا باسم قرجك) مع عدة مئات من النساء الأخريات، في ظروف مكتظة للغاية وغير صحية، ودون توفر مياه شرب آمنة، أو طعام أو أدوية كافية، وهواء نقي.