الباب وسط الجدار (The Door In The wall- by H. G. Wells ،1911) هو عنوان قصة قصيرة للكاتب إتش جي ويلز، وكانت ضمن منهاج اللغة الإنكليزية لامتحانات الثانوية العامة في العام 1975، أي تلك السنة التي تقدّمتُ خلالها إلى تلك الامتحانات.
هكذا علّمتنا مدرّسة اللغة الإنجليزية، سلمى الماضي، واحداً من النصوص التي رافقني أثرها إلى يومنا هذا، وبقي يسطع حيناً ويخبو أحياناً أخرى، لكنه ظلّ معشعشاً في أنحاء روحي. القصة تحكي عن رجل سياسة كان قد اكتشف في طفولته باب الحديقة السحرية، وحين أخبر والده بالموضوع اتّهمه بالكذب، وعاقبه. فامتنع عن ذكر الباب من بعدها. لكنّ حنينه إلى تلك الحديقة السريّة رافقه طوال عمره.
كبر الطفل وصار رجل سياسة مشهوراً، وكان باب الحديقة يلوح له من فترة إلى أخرى، لكنّه كان مشغولاً جداً بالمضيّ قدماً متجاوزاً، منافسيه في الحزب. لم يمتلك الجرأة أبداً ليترك حياته هذه ويمضي وراء حلم طفولته البعيد. وراحت تمضي الأيام ويتقدّم الرجل في السنّ، إلى أن اكتشف بعد فوات الأوان أنّه خسر أحلى وأجمل أيام عمره في الركض وراء سراب السياسة، التي اعتقد أنّها ستجلب له السعادة والاكتفاء. وفي يوم وُجِدَت عربته في منحدر إلى جانب الطريق وإلى جانبها جثّته. فاستغرب الجميع الحادث... على الأغلب أنّه وجد باب الحديقة، لكن بعد فوات الأوان.
تلاحقني تفاصيل تلك القصّة كثيراً حتّى اليوم، خصوصاً عندما أمرّ في مواقف تجعلني أتجاهل فرص الفرح، وأواصل الركض مع الراكضين في دوّامة هذه الحياة.
يوم الجمعة الماضي، عادت تفاصيل القّصة إلى ذاكرتي من جديد، بعد حادثة "قوس القزح"، وهذا الذي حصل.
ذهبت باكراً إلى محطة باصات الناصرة، وكان يوما ماطراً، وكنت جداً مستعجلة لألحق باص السابعة والنصف. فجأة، ظهر قوس قزح كبير جداً من بين الغيمات، وتردّدت بين التمتع برؤية هذا المنظر النادر، وبين اللحاق بالباص. لم أتردّد إلا دقائق معدودة، ثم قرّرت أن أتبع قلبي. فوقفت أتأمّل قوس القزح بدهشة طفلة، وكأنّي أراه للمرّة الأولى.
لم أتمالك حالي، وأخذت أصوّر قوس القزح مراراً. شاركت إحدى الصور مع أصدقاء صفحتي المهنية على الفايسبوك، وعنوانها "الحكواتية دنيس أسعد"، ولم أنتبه إلا والباص يترك المحطة، وأنا أقف عاجزة عن اللحاق به.
في البداية زعلت جداً لأنّني سأتأخر عن ورشاتي مع أطفال مدرسة "مسار". لكنّ الفرح الذي تغلغل في زوايا روحي كان بمثابة تعويض كبير عن انزعاجي، ولاحقاً أخذت باص الثامنة ووصلت إلى المدرسة واعتذرت للأطفال الذين انتظروني. وكتعويض أطلعتهم على الصور، التي التقطتها سابقاً، "فانعجقوا" معي، وبدأتُ يومي الطويل بكلّ طاقات الفرح والحب، التي منحتني إيّاها ألوان قوس القزح وزيّنت صباحي.
بقي أن أذكر أنّ السيدة سلمى الماضي، أطال الله عمرها، علّمتني حبّ الأدب والتعامل النقدي مع الحياة. وما زلت أزورها من حين إلى حين، لأتزوّد منها ببعض النصائح كي أتجاوز وجع الحياة.
هكذا علّمتنا مدرّسة اللغة الإنجليزية، سلمى الماضي، واحداً من النصوص التي رافقني أثرها إلى يومنا هذا، وبقي يسطع حيناً ويخبو أحياناً أخرى، لكنه ظلّ معشعشاً في أنحاء روحي. القصة تحكي عن رجل سياسة كان قد اكتشف في طفولته باب الحديقة السحرية، وحين أخبر والده بالموضوع اتّهمه بالكذب، وعاقبه. فامتنع عن ذكر الباب من بعدها. لكنّ حنينه إلى تلك الحديقة السريّة رافقه طوال عمره.
كبر الطفل وصار رجل سياسة مشهوراً، وكان باب الحديقة يلوح له من فترة إلى أخرى، لكنّه كان مشغولاً جداً بالمضيّ قدماً متجاوزاً، منافسيه في الحزب. لم يمتلك الجرأة أبداً ليترك حياته هذه ويمضي وراء حلم طفولته البعيد. وراحت تمضي الأيام ويتقدّم الرجل في السنّ، إلى أن اكتشف بعد فوات الأوان أنّه خسر أحلى وأجمل أيام عمره في الركض وراء سراب السياسة، التي اعتقد أنّها ستجلب له السعادة والاكتفاء. وفي يوم وُجِدَت عربته في منحدر إلى جانب الطريق وإلى جانبها جثّته. فاستغرب الجميع الحادث... على الأغلب أنّه وجد باب الحديقة، لكن بعد فوات الأوان.
تلاحقني تفاصيل تلك القصّة كثيراً حتّى اليوم، خصوصاً عندما أمرّ في مواقف تجعلني أتجاهل فرص الفرح، وأواصل الركض مع الراكضين في دوّامة هذه الحياة.
يوم الجمعة الماضي، عادت تفاصيل القّصة إلى ذاكرتي من جديد، بعد حادثة "قوس القزح"، وهذا الذي حصل.
ذهبت باكراً إلى محطة باصات الناصرة، وكان يوما ماطراً، وكنت جداً مستعجلة لألحق باص السابعة والنصف. فجأة، ظهر قوس قزح كبير جداً من بين الغيمات، وتردّدت بين التمتع برؤية هذا المنظر النادر، وبين اللحاق بالباص. لم أتردّد إلا دقائق معدودة، ثم قرّرت أن أتبع قلبي. فوقفت أتأمّل قوس القزح بدهشة طفلة، وكأنّي أراه للمرّة الأولى.
لم أتمالك حالي، وأخذت أصوّر قوس القزح مراراً. شاركت إحدى الصور مع أصدقاء صفحتي المهنية على الفايسبوك، وعنوانها "الحكواتية دنيس أسعد"، ولم أنتبه إلا والباص يترك المحطة، وأنا أقف عاجزة عن اللحاق به.
في البداية زعلت جداً لأنّني سأتأخر عن ورشاتي مع أطفال مدرسة "مسار". لكنّ الفرح الذي تغلغل في زوايا روحي كان بمثابة تعويض كبير عن انزعاجي، ولاحقاً أخذت باص الثامنة ووصلت إلى المدرسة واعتذرت للأطفال الذين انتظروني. وكتعويض أطلعتهم على الصور، التي التقطتها سابقاً، "فانعجقوا" معي، وبدأتُ يومي الطويل بكلّ طاقات الفرح والحب، التي منحتني إيّاها ألوان قوس القزح وزيّنت صباحي.
بقي أن أذكر أنّ السيدة سلمى الماضي، أطال الله عمرها، علّمتني حبّ الأدب والتعامل النقدي مع الحياة. وما زلت أزورها من حين إلى حين، لأتزوّد منها ببعض النصائح كي أتجاوز وجع الحياة.