قال مدير عام مصلحة المطارات بوزارة المواصلات الليبية، التابعة لحكومة الإنقاذ الوطني في العاصمة طرابلس، محمد بيت المال، إن عمليات صيانة سوف تبدأ في مطار طرابلس الدولي (أكبر مطار في البلاد) بعد اعتماد الموازنة العامة خلال هذا الأسبوع، وذلك بعد تعطله ما يقرب من عشرة أشهر عن العمل.
وأشار بيت المال، في تصريحات لـ "العربي الجديد"، إلى أن صالة الركاب، وفقاً للتقارير الفنية، تحتاج إلى 50 مليون دينار ليبي (36.5 مليون دولار)، لإصلاحها، من إجمالي 60 مليون دينار (46 مليون دولار) يحتاجها المطار لكي يعود للعمل الطبيعي في غضون أربعة
أشهر؛ وذلك بعد تعرض بعض أجزائه للتدمير، بسبب النزاعات المسلحة التي تشهدها البلاد.
وشهد المطار عمليات تدمير وحرق، إثر معارك بين قوات فجر ليبيا التابعة لحكومة طرابلس مع كتائب القعقاع والصواعق التابعة لحكومة طبرق، منذ شهر أغسطس/آب من العام الماضي، كما تعرضت 13 طائرة تابعة للخطوط الأفريقية لإصابات بأعيرة نارية وشظايا من أصل 20 طائرة كانت موجودة بالمطار، أثناء اشتباكات جرت في محيط المطار.
وتقدر موازنة حكومة الإنقاذ الوطني بطرابلس بنحو 43 مليار دينار (32 مليار دولار)، في ظل توقعات بارتفاع العجز في موازنة العام الجاري إلى 33 مليار دينار (24.2 مليار دولار)، مقارنة بالعام الماضي البالغ 20 مليار دينار (14.7 مليار دولار)، حسب تصريحات رئيس اللجنة الاستشارية الاقتصادية في البنك المركزي الليبي، محمد أبو سنينة، أول أمس.
اقرأ أيضاً: تعطل 80% من مطارات ليبيا
وأوضح بيت المال، أن مطار طرابلس تم إنشاؤه من 36 سنة أي عمره الافتراضي شارف على الانتهاء.
وطلبت حكومة تصريف الأعمال بطرابلس، مؤخراً، من جهاز تنمية المراكز الإدارية، البدء في التصاميم اللازمة لصيانة المطار، تحت إشراف وزارة المواصلات.
وذكرت وزارة المواصلات بحكومة الإنقاذ الوطني في بيان صحافي سابق أن مطار طرابلس أعطي لشركة تركية، من أجل القيام بعمليات الصيانة في تجهيز المكاتب وصالة المسافرين.
وقال مسؤولون في قطاع الطيران الليبي، إن البلاد تحتاج إلى 3 سنوات لاستعادة حركة الطيران طبيعتها، بعدما شهدت عدة مطارات أعمال عنف وتخريب خلال الأشهر الماضية، فيما
تعرض معظم أسطول الطيران الليبي للحرق بعد استهداف مطار طرابلس.
وأضاف مدير عام مصلحة المطارات الليبية، أن بلاده لديها ما يقرب من 18 مطارا مدنيا، يعمل منهم حالياً 4 مطارات فقط هي معيتيقة (غرب) ومصراتة (وسط) والأبرق وطبرق (شرق)، مُشيراً إلى أن هناك عددا من المطارات التي تحتاج إلى بعض الخدمات الفنية فقط
لكي تستأنف نشاطها.
وأوضح أن المطارات العاملة في ليبيا غير قادرة على العمل في الوقت الحالي، بسبب الظروف والأوضاع الأمنية المتوترة، مشيرا إلى أن مطار زواره، الذي يقع في غرب طرابلس على بعد 150 كيلومترا، على سبيل المثال يستطيع استقبال الرحلات الجوية للطائرات صغيرة الحجم لأن مساحة المطار محدودة، ولا يمكنه أن يستقبل الطائرات ذات الحجم الكبير، إلا انه رغم ذلك فإن المطار متوقف عن العمل.
وتواجه ليبيا حالة من الانقسام المالي، حيث تسلمت حكومة الإنقاذ الوطني التابعة للمؤتمر الوطني المنتهية ولايته، جميع حسابات الوزارات في طرابلس، وتقوم بالصرف من الميزانية، على النفقات الحكومية، في حين تعقد حكومة عبد الله الثني، التابعة لمجلس النواب المُنعقد بطبرق، جلساتها في مدينة البيضاء، وتمارس عملها هناك، رغم وجود جميع أرصدة الدولة في طرابلس.
اقرأ أيضاً: النار تلتهم طائرات ليبيا