حليم جرداق: تمثّلات صاحب "عين الرضا"

ينطلق معرض الفنان اللبناني حليم جرداق في التاسع من الشهر الجاري في غاليري "جنين ربيز" في بيروت ليستمر حتى نهاية العام.

قد يكون جرداق (1926) من رواد الحفر في العالم العربي، وقد لجأ إلى تقنيات معقّدة للحفر مباشرة على النحاس والزنك والرقائق المعدنية المختلفة.

لطالما عُرف عن جرداق قوة ألوانه العميقة والحارّة، لكنه يقدّم في "جنين ربيز" هذه المرة مجموعة من أعماله التي تقوم على فكرة البحث عن احتمالات منسجمة لمقطوعات لونية أقل حرارة وأكثر ترابية، يتوصل إليها الفنان من خلال تكونياته ذات الخطوط المتباينة والأسطح الختلفة والمواد والأشكال المتغايرة.

تبدو الأعمال ذات الألوان الخفيفة كما لو كانت تحقّق متعة خاصة على المساحة البيضاء من خلال نسج الخطوط التي تبدو متحركة وحيوية. الخطوط والأشكال فيها بعيدة عن عنف اللون أو الفكرة، كما اعتدنا في أعمال ذات ألوان فاقعة وتجريدية فوضوية، أو تلك الأعمال التي حفر فيها العزلة والخوف من الآخر. هنا، سنجد المقاطع التشكيلية وقد انفردت على المساحة، كل شكل على حدا، باشتباكات أقل مما اعتدنا وحضور مستريح، ثمّة صفاء واسترخاء كبيرين في اللوحة.

يعتبر جرداق الذي قدّم عشرات المعارض ما بين بيروت وباريس وغيرها من العواصم، أنه جرّب في مدارس مختلفة حتى وصل إلى هذا اللعب في اللوحة، فقد مرّ من الواقعية الأكاديمية إلى التكعيبية، إلى التجريد الرمزي إلى التجريد غير المجازي، ثم إلى الأشكال والأنماط والتراكيب غير الموضوعية.

تحيلنا هذه الحالة اللونية الطلقة إلى كتابه "عين الرضا"، وكأن الشيخ الآن يفض اشتباك الألوان الحارة ويسترخي بين البيج والأزرق والأبيض وبضعة خطوط مزركشة وخفيفة. 


اقرأ أيضاً: أحمد نعواش: من عين كارم إلى الطفولة الخالدة