15 سبتمبر 2019
حماس وإسرائيل
محمد عياش
كاتب وباحث سياسي فلسطيني، يؤمن بمقولة "من طلب الشيء قبل أوانه، عوقب بحرمانه".
من معرفتنا بالعدو الصهيوني، وانطلاقاً من الثوابت الإسرائيلية، والمسلمات الأميركية والغربية التي تدعم الكيان الصهيوني حتى الأسنان، وإدراكاً لردّات الفعل الإسرائيلية على أي فعل من الجانب الفلسطيني، وتحت مسميات كثيرة، أولها المقاومة، وآخرها اليقين بتحرير فلسطين من براثن الاحتلال، فإن لكل فعل رد فعل يساويه في الشدة، ويعاكسه في الاتجاه، حسب القانون الثالث لنيوتن.
مشروع إسرائيل في قلب الوطن العربي، غربي المولد والمنشأ، قبل أن تتسلم الولايات المتحدة الأميركية زمام الدفاع المستميت عن إسرائيل، وهذا لا يعني تخلّي الأوروبيين عن مهامهم بالدعم المطلق، مع بعض الإدانات الخجولة والامتناع عن استقبال المنتجات الصهيونية.
التصعيد أخيرا في قطاع غزة، يبعث على الريب والدهشة معاً، وذلك لأن العملية الأخيرة، إطلاق صاروخ مجهول الهوية، نحو المستوطنات المتاخمة للقطاع، لن يجعل إسرائيل تغيّر عادتها.
إظهار القوة الإسرائيلية والتجارب على تصدي القبة الحديدية للصواريخ الفلسطينية، والحديث عن سقوط صاروخ في قرى تل أبيب، لا يبدو أنه يحمل الطابع الجدي، وذلك لأن إسرائيل قامت على أساس الأمن، ولا شيء سوى الأمن يؤرق وجودها، فهي تتأثر بالكلام وعدم الاعتراف بمشروعها الإحلالي، وتذهب بعيداً لاغتيال أصحاب الفكر والقلم، ولا وقت لذكر قافلة الشهداء الفلسطينيين الذين اغتالتهم إسرائيل.
اتجاه الحركة نحو المأسسة أضرّ كثيراً بسلوكها ونهجها وأبعدها عن الجماهير، ومطالبتها بالاشتراك في السلطة ومنظمة التحرير أفقدها جوهر الوجود المقاوم، إضافة إلى التصادم مع السلطة صاحبة الشرعية الدولية، والإعلان عن نهاية المحاولات التصالحية، ووصولها إلى طريق مسدود، كل ذلك يقف سداً منيعاً أمامها، وهي التي تعاني قلة الدعم.
وبالعودة إلى العدو الصهيوني المتسلح بأقوى السلاح المتطور، والذي يُسخر أقماراً صناعية تعود ملكيتها له، وأقماراً للدول الداعمة، حتى يكاد يستطيع تصوير نملة تقوم بنقل الحنطة والبذور على مدار الساعة، فكيف فاته تصوير قاعدة الصاروخ ومكانها؟ مع العلم أن القطاع فيه مليونا إنسان فلسطيني، ومع ذلك لم يعجز الاحتلال سابقا عن توجيه صاروخ للمجاهد أحمد ياسين، وهو خارج من صلاة الفجر، فيما قادة حماس الحاليون فوق الأرض، يخرجون للخارج ويعودون.
تقاوم حركة حماس الانتفاضة الشعبية، والتي تحمل شعار "بدنا نعيش"، وتنهال بالضرب المبرح على رؤوس المواطنين المطالبين بالحياة والكرامة، في مشهد وكأنه في دولة مستقرة سياسياً، وكل همها إخماد الثورة وإسكات نأمة الشعب المنتفض. ولا تدل هذه المشاهد على مصداقية الحركة في التحرير والعمل النضالي الذي يستند على الدعم الشعبي والجماهيري بالدرجة الأولى، ويؤكد الفراق بين الحركة والشعب الذي يرى في وجودها سبباً يضاف إلى جملة أسباب بتردي الحالة الاقتصادية والمعيشية.
أحكمت إسرائيل السيطرة على القطاع، ومنعت وقتلت نشطاء بارزين حاولوا كسر الحصار، وهي التي تدير المعابر البرية والجوية، من وإلى القطاع، وما من مسؤول يريد الذهاب إلى القطاع إلا بموافقة إسرائيل.
مشروع إسرائيل في قلب الوطن العربي، غربي المولد والمنشأ، قبل أن تتسلم الولايات المتحدة الأميركية زمام الدفاع المستميت عن إسرائيل، وهذا لا يعني تخلّي الأوروبيين عن مهامهم بالدعم المطلق، مع بعض الإدانات الخجولة والامتناع عن استقبال المنتجات الصهيونية.
التصعيد أخيرا في قطاع غزة، يبعث على الريب والدهشة معاً، وذلك لأن العملية الأخيرة، إطلاق صاروخ مجهول الهوية، نحو المستوطنات المتاخمة للقطاع، لن يجعل إسرائيل تغيّر عادتها.
إظهار القوة الإسرائيلية والتجارب على تصدي القبة الحديدية للصواريخ الفلسطينية، والحديث عن سقوط صاروخ في قرى تل أبيب، لا يبدو أنه يحمل الطابع الجدي، وذلك لأن إسرائيل قامت على أساس الأمن، ولا شيء سوى الأمن يؤرق وجودها، فهي تتأثر بالكلام وعدم الاعتراف بمشروعها الإحلالي، وتذهب بعيداً لاغتيال أصحاب الفكر والقلم، ولا وقت لذكر قافلة الشهداء الفلسطينيين الذين اغتالتهم إسرائيل.
اتجاه الحركة نحو المأسسة أضرّ كثيراً بسلوكها ونهجها وأبعدها عن الجماهير، ومطالبتها بالاشتراك في السلطة ومنظمة التحرير أفقدها جوهر الوجود المقاوم، إضافة إلى التصادم مع السلطة صاحبة الشرعية الدولية، والإعلان عن نهاية المحاولات التصالحية، ووصولها إلى طريق مسدود، كل ذلك يقف سداً منيعاً أمامها، وهي التي تعاني قلة الدعم.
وبالعودة إلى العدو الصهيوني المتسلح بأقوى السلاح المتطور، والذي يُسخر أقماراً صناعية تعود ملكيتها له، وأقماراً للدول الداعمة، حتى يكاد يستطيع تصوير نملة تقوم بنقل الحنطة والبذور على مدار الساعة، فكيف فاته تصوير قاعدة الصاروخ ومكانها؟ مع العلم أن القطاع فيه مليونا إنسان فلسطيني، ومع ذلك لم يعجز الاحتلال سابقا عن توجيه صاروخ للمجاهد أحمد ياسين، وهو خارج من صلاة الفجر، فيما قادة حماس الحاليون فوق الأرض، يخرجون للخارج ويعودون.
تقاوم حركة حماس الانتفاضة الشعبية، والتي تحمل شعار "بدنا نعيش"، وتنهال بالضرب المبرح على رؤوس المواطنين المطالبين بالحياة والكرامة، في مشهد وكأنه في دولة مستقرة سياسياً، وكل همها إخماد الثورة وإسكات نأمة الشعب المنتفض. ولا تدل هذه المشاهد على مصداقية الحركة في التحرير والعمل النضالي الذي يستند على الدعم الشعبي والجماهيري بالدرجة الأولى، ويؤكد الفراق بين الحركة والشعب الذي يرى في وجودها سبباً يضاف إلى جملة أسباب بتردي الحالة الاقتصادية والمعيشية.
أحكمت إسرائيل السيطرة على القطاع، ومنعت وقتلت نشطاء بارزين حاولوا كسر الحصار، وهي التي تدير المعابر البرية والجوية، من وإلى القطاع، وما من مسؤول يريد الذهاب إلى القطاع إلا بموافقة إسرائيل.
محمد عياش
كاتب وباحث سياسي فلسطيني، يؤمن بمقولة "من طلب الشيء قبل أوانه، عوقب بحرمانه".
محمد عياش
مقالات أخرى
25 اغسطس 2019
25 يوليو 2019
21 يونيو 2019