يومٌ رياضيٍ بامتياز عاشه أهالي حي الوعر المحاصر في مدينة حمص. فقد حظيت المباراة غير الرسمية، التي أقيمت أخيراً بين فريقي الوثبة والكرامة الحمصيّين، بالمئات الذين تجمهروا للمتابعة في محيط الملعب.
واحتشد الجمهور، على الرغم من القصف الشديد الذي قامت به قوات النظام على الحي في اليوم السابق، والذي هدد المباراة بالتأجيل.
ويُرجع المصوّر مهند عنتبلي، حجم الحضور الملفت إلى "تعطّش أهالي حمص للرياضة، خاصة كرة القدم التي تتمتع بجماهيرية كبيرة في المدينة، فلطالما عرف الحماصنة بتعصبهم الشديد في تشجيع فرقهم.
ويوضح أنّ "شباب الحي قاموا أخيراً بتجهيز الملعب، التابع لإحدى المدارس، تمهيداً لإقامة المباريات فيه"، ويشير إلى أن الفرق تكوّنت من مجموعة من شباب هواة في العشرينات من العمر، كانوا يلعبون ويتدربون ضمن أزقة وشوارع الحي، وقد انضم كل منهم إلى الفريق الذي يشجع خلال المباراة".
وتضمنّت الفعالية استعراضاً لفرق من أطفال الحي لكل من كرة القدم ولعبة الجودو.
ولم تغب ملامح الحرب كلياً عن الفعالية الرياضية، فقد شهدت هذه المباراة تكريماً لأهالي الشهيد طارق عنتبلي، لاعب نادي الوثبة، والذي استشهد أخيراً إثر مشاركته في معركة تحرير مدينة إدلب، والشهيد محمد كريم جبر، لاعب نادي الكرامة، الذي استشهد برصاص قناص في الحي.
وكان الشهيدان قد توقفا عن اللعب في الفريقين الرسميين بعد انخراطهما في أنشطة الثورة السورية.
الجدير بالذكر أن الفعالية كسرت طابع الحرب والحصار الذي تفرضه قوات النظام السوري منذ أكثر من سنتين على الحي، الذي يشهد كثافة سكانية بعد أن لجأت إليه الكثير من الأسر التي هُجّرت من أحياء حمص القديمة، إثر اتفاق الهدنة الذي أبرم بين قوات النظام والمعارضة خلال السنة الماضية.
اقرأ أيضاً:
سورية لاجئة تقاوم نظام الأسد بـ"الريشة والألوان"
أفلام الثورة: توثيق ذاكرة السوريين خارج الرقابة
ملامح من ثورتنا الضاحكة