يبدأ النهار بطيئاً في ورشة خالد الحلبي التي يصنع فيها آلات العود والبزق في العاصمة اللبنانيّة بيروت. يرتب الشاب الثلاثيني ما تبقى من عدّة الشغل في الليلة السابقة، استعداداً لليوم الجديد. يرفع أكواب الشاي الصغيرة والإبريق القديم، ويفسح مكاناً على الطاولة للعود الذي يصنعه.
لم يصبح العود عوداً بعد، لكنّه أخذ شكله الخارجي في انتظار إضافة الزند وبيت المفتاح وتلميعه قبل التجربة. يؤكّد أنّه لا يتقن عزف العود، وهي شهادة إضافية له للدلالة على إتقانه صنع آلة موسيقية لا يعزف عليها. ورث المهنة أباً عن جد، ووصلت إحدى آلات العود التي صنعها جدّه إلى أم كلثوم كهدية.
انتقل خالد من دمشق إلى بيروت نتيجة الحرب التي جعلته يستغني عن ورشة آل الحلبي الكبيرة في منطقة داريا في ريف دمشق، ويستبدلها بغرفة صغيرة في بيروت. كان قد حاول نقل الورشة إلى دمشق، لكن "السوق السوري ليس بخير، ولم نشهد الإقبال المعهود على شراء العود والبزق، فقررت الانتقال إلى بيروت".
في لبنان، صار يعتمد على خشب الجوز الأميركي بدلاً من خشب الجوز السوري، علماً أن الجوز البلدي في دمشق يتميّز بتعدد النقشات والألوان، على حدّ قوله. تتراوح مدة صناعة العود بين ساعات قليلة وشهر كامل، وذلك بسبب اختلاف أحجام العود وغيرها من التفاصيل. وأكثر ما يتطلّب وقتاً وجهداً في صناعة العود الدمشقي هي الزخارف التي يطلبها الزبون.
يقارن خالد بين السوقين اللبناني والسوري في مجال صناعة العود. يقول إن "السوق السوري أرخص وهناك طلب كبير عليه. وقد استطعنا تلبية كل تلك الطلبات في ورشتنا الكبيرة في داريا. أما السوق اللبناني، ومع أنه أصغر، إلا أنه يتميز بارتفاع كلفة الإنتاج وقبول الزبون بالسعر المرتفع".
لا يقتصر عمل خالد على لبنان. يقول إن عمله مطلوب في دبي والولايات المتحدة، لافتاً إلى أن هذه الصناعة لا تشهد منافسة كبيرة في لبنان بسبب قلة عدد العاملين فيها. جمع خالد بين ما ورثه عن أجداده، وبين دراسة فن الديكور والمنجور العربي في دمشق. لم ينقل ورشة صناعة العود الدمشقي من سورية إلى بيروت فقط، بل كان الانتقال إلى لبنان بمثابة تحدٍّ جديد. يشير إلى أنه في البلد الجديد، رزق بطفلة. كما أن المدة القصيرة التي قضاها في بيروت كانت حافلة على الصعيدين المهني والشخصي.
يضحك خالد لدى سؤاله عن توريث مهنة العائلة إلى أطفاله، فهذا محسوم. يعود إلى قصّة العود الذي أهداه جدّه إلى أم كلثوم، وكتب على زنده عبارة: "لا يُعرف المرء في عصره".
اقــرأ أيضاً
لم يصبح العود عوداً بعد، لكنّه أخذ شكله الخارجي في انتظار إضافة الزند وبيت المفتاح وتلميعه قبل التجربة. يؤكّد أنّه لا يتقن عزف العود، وهي شهادة إضافية له للدلالة على إتقانه صنع آلة موسيقية لا يعزف عليها. ورث المهنة أباً عن جد، ووصلت إحدى آلات العود التي صنعها جدّه إلى أم كلثوم كهدية.
انتقل خالد من دمشق إلى بيروت نتيجة الحرب التي جعلته يستغني عن ورشة آل الحلبي الكبيرة في منطقة داريا في ريف دمشق، ويستبدلها بغرفة صغيرة في بيروت. كان قد حاول نقل الورشة إلى دمشق، لكن "السوق السوري ليس بخير، ولم نشهد الإقبال المعهود على شراء العود والبزق، فقررت الانتقال إلى بيروت".
في لبنان، صار يعتمد على خشب الجوز الأميركي بدلاً من خشب الجوز السوري، علماً أن الجوز البلدي في دمشق يتميّز بتعدد النقشات والألوان، على حدّ قوله. تتراوح مدة صناعة العود بين ساعات قليلة وشهر كامل، وذلك بسبب اختلاف أحجام العود وغيرها من التفاصيل. وأكثر ما يتطلّب وقتاً وجهداً في صناعة العود الدمشقي هي الزخارف التي يطلبها الزبون.
يقارن خالد بين السوقين اللبناني والسوري في مجال صناعة العود. يقول إن "السوق السوري أرخص وهناك طلب كبير عليه. وقد استطعنا تلبية كل تلك الطلبات في ورشتنا الكبيرة في داريا. أما السوق اللبناني، ومع أنه أصغر، إلا أنه يتميز بارتفاع كلفة الإنتاج وقبول الزبون بالسعر المرتفع".
لا يقتصر عمل خالد على لبنان. يقول إن عمله مطلوب في دبي والولايات المتحدة، لافتاً إلى أن هذه الصناعة لا تشهد منافسة كبيرة في لبنان بسبب قلة عدد العاملين فيها. جمع خالد بين ما ورثه عن أجداده، وبين دراسة فن الديكور والمنجور العربي في دمشق. لم ينقل ورشة صناعة العود الدمشقي من سورية إلى بيروت فقط، بل كان الانتقال إلى لبنان بمثابة تحدٍّ جديد. يشير إلى أنه في البلد الجديد، رزق بطفلة. كما أن المدة القصيرة التي قضاها في بيروت كانت حافلة على الصعيدين المهني والشخصي.
يضحك خالد لدى سؤاله عن توريث مهنة العائلة إلى أطفاله، فهذا محسوم. يعود إلى قصّة العود الذي أهداه جدّه إلى أم كلثوم، وكتب على زنده عبارة: "لا يُعرف المرء في عصره".