"أسبوعان ونعود. لا تأخذي ملابس الشتاء معك".. هي العبارة التي قالها النازح العراقي الحاج خالد عمر (54 عاماً) لزوجته يوم تهجير عائلته من الفلوجة بداعشها ومليشياتها. لكنّ إقامة الحاج وعائلته في المبنى الطيني المتهالك الذي لجأوا إليه في أقصى شمال العراق، طالت.
يقول عمر: "تركنا المنزل يوم سقوط الفلوجة في يناير/ كانون الثاني 2014. كانت زوجتي تجمع أغراض المنزل وتضعها في أكياس وحقائب. ظننت أنّنا سنعود سريعاً، فلا حاجة لأغراض تملأ السيارة. لكنّ زوجتي وحدها كانت المحقة. فها نحن بعد نحو عام ونصف، لم نعد. وفي رحلة النزوح هذه نفدت أموالنا بالكامل. فبعد أن أمضينا الأشهر الأولى في بيت كبير في العاصمة وانتقلنا بعده إلى فندق، لم نجد أمامنا إلاّ المضيّ شمالاً إلى إقليم كردستان حيث أقمنا في بيت رخيص الإيجار، ومن بعده نحن اليوم في شبه منزل".
ما يخفف على عمر وعائلته المصيبة، بحسب ما يقول، هو أنّه ليس وحده فيها. فثمة نحو ثلاثة ملايين عراقي يتشاركون معه المصير نفسه.
لدى الحاج عمر أربعة أبناء وبنتان. أما زوجته، فقد أصيبت بالروماتيزم بسبب رطوبة المنزل الحالي، كذلك هي تعاني من اكتئاب حاد منذ سنوات. اكتئاب لم يتمكن رجال الدين الذين لجأ إليهم الزوجان من معالجتها منه، في ظل غياب الطبابة النفسية المجانية.
كان عمر يعمل حدّاداً في مدينة الفلوجة. وكان يملك ورشة كبيرة لها زبائنها ورزقها الوفير، وسيارة فارهة باعها أخيراً لمتابعة حياته. يأسف الحاج على منزله في الفلوجة الذي استولى عليه داعش وقصِف مرتين، وورشة حدادته التي لا يعرف مصيرها. ويأسف أكثر على أبنائه الذين تركوا الجامعات والمدارس، وكذلك على زوجته التي هدّها المرض.
أما الحياة الحالية التي يكافح من أجلها، فهي سيئة للغاية. حتى أنّ زوجته وابنتيه لا يدخلن الحمام إلاّ ليلاً خوفاً من نظرات نازحين آخرين.
حياتهم اليوم تعتمد على الصدقات والمساعدات من منظمات دولية ورجال أعمال يأتون بالغذاء والدواء. فإن جاء هؤلاء أكلت عائلة الحاج، وإن غابوا جاعت. أما الحكومة فيقول إنّها لم تقدم لهم شيئاً، فيما لا يُسمح للنازحين بالعمل في كردستان لتحصيل رزقهم، خوفاً من مزاحمة مواطني الإقليم.
يقول عمر وهو يبكي: "حسبنا الله ونعم الوكيل.. الكوارث لا تقع إلاّ على المساكين البسطاء. السياسيون في النعيم، وزعيم داعش في النعيم. والحرب هذه لم تحصد سوى البسطاء".
إقرأ أيضاً: العراق.. أمراض وأوبئة وسط النازحين
يقول عمر: "تركنا المنزل يوم سقوط الفلوجة في يناير/ كانون الثاني 2014. كانت زوجتي تجمع أغراض المنزل وتضعها في أكياس وحقائب. ظننت أنّنا سنعود سريعاً، فلا حاجة لأغراض تملأ السيارة. لكنّ زوجتي وحدها كانت المحقة. فها نحن بعد نحو عام ونصف، لم نعد. وفي رحلة النزوح هذه نفدت أموالنا بالكامل. فبعد أن أمضينا الأشهر الأولى في بيت كبير في العاصمة وانتقلنا بعده إلى فندق، لم نجد أمامنا إلاّ المضيّ شمالاً إلى إقليم كردستان حيث أقمنا في بيت رخيص الإيجار، ومن بعده نحن اليوم في شبه منزل".
ما يخفف على عمر وعائلته المصيبة، بحسب ما يقول، هو أنّه ليس وحده فيها. فثمة نحو ثلاثة ملايين عراقي يتشاركون معه المصير نفسه.
لدى الحاج عمر أربعة أبناء وبنتان. أما زوجته، فقد أصيبت بالروماتيزم بسبب رطوبة المنزل الحالي، كذلك هي تعاني من اكتئاب حاد منذ سنوات. اكتئاب لم يتمكن رجال الدين الذين لجأ إليهم الزوجان من معالجتها منه، في ظل غياب الطبابة النفسية المجانية.
كان عمر يعمل حدّاداً في مدينة الفلوجة. وكان يملك ورشة كبيرة لها زبائنها ورزقها الوفير، وسيارة فارهة باعها أخيراً لمتابعة حياته. يأسف الحاج على منزله في الفلوجة الذي استولى عليه داعش وقصِف مرتين، وورشة حدادته التي لا يعرف مصيرها. ويأسف أكثر على أبنائه الذين تركوا الجامعات والمدارس، وكذلك على زوجته التي هدّها المرض.
أما الحياة الحالية التي يكافح من أجلها، فهي سيئة للغاية. حتى أنّ زوجته وابنتيه لا يدخلن الحمام إلاّ ليلاً خوفاً من نظرات نازحين آخرين.
حياتهم اليوم تعتمد على الصدقات والمساعدات من منظمات دولية ورجال أعمال يأتون بالغذاء والدواء. فإن جاء هؤلاء أكلت عائلة الحاج، وإن غابوا جاعت. أما الحكومة فيقول إنّها لم تقدم لهم شيئاً، فيما لا يُسمح للنازحين بالعمل في كردستان لتحصيل رزقهم، خوفاً من مزاحمة مواطني الإقليم.
يقول عمر وهو يبكي: "حسبنا الله ونعم الوكيل.. الكوارث لا تقع إلاّ على المساكين البسطاء. السياسيون في النعيم، وزعيم داعش في النعيم. والحرب هذه لم تحصد سوى البسطاء".
إقرأ أيضاً: العراق.. أمراض وأوبئة وسط النازحين