قال مندوبون في منظمة أوبك ومحللون، إنه من المستبعد أن يتمخض اجتماع يعقده خبراء في سوق النفط من المنظمة وخارجها، هذا الأسبوع، عن تنامي احتمالات التعاون المشترك لكبح الإمدادات أو إظهار دعم قوي للنطاق السعري الذي اقترحته فنزويلا.
ودعت منظمة البلدان المصدرة للبترول ثماني دول غير أعضاء فيها من بينها روسيا لإجراء محادثات حول الأوضاع في السوق، غداً الأربعاء، في مقر المنظمة في فيينا، ومن المنتظر أن تعقد أوبك اجتماعها لتحديد سياسة الإنتاج في الرابع من ديسمبر/كانون الأول.
ويرفض المنتجون من خارج أوبك التعاون مع المنظمة لخفض إمدادات لتقليص فائض المعروض في السوق، الذي دفع الأسعار للهبوط دون 50 دولاراً للبرميل من 115 دولاراً في يونيو/حزيران 2014، وبدورها ترفض أوبك تقليص الإمدادات وحدها وقام كثير من أعضائها بزيادة إنتاجهم.
ورغم ذلك تطالب فنزويلا، العضو في أوبك، منتجي المنظمة وغيرهم بخفض الإنتاج واقترحت إعادة العمل بآلية النطاق السعري لأوبك في محاولة لوضع حد أدنى للأسعار عند 70 دولاراً للبرميل، لكن مندوبَين في أوبك قالا إن احتمال الخفض المشترك للإنتاج يبدو ضعيفاً، بينما من المستبعد أن يلقى مقترح النطاق السعري دعماً قوياً.
ونقلت وكالة "رويترز" عن أحد المندوبين: "لا أعتقد حقيقة أن فنزويلا ستنجح في محاولاتها.. دول أوبك لديها الآن فائض في الإنتاج ولذا فإن الخفض يجب أن يبدأ من داخل المنظمة قبل طلب التعاون من المنتجين الآخرين".
وانتعشت أسعار النفط، اليوم الثلاثاء، حيث أقدم متداولون على تغطية مراكز قصيرة بعد أن هبطت الأسعار 3% على الأقل في الجلسة السابقة، لكن المخاوف بشأن تخمة المعروض ومتانة الاقتصاد العالمي حدت من مكاسب الخام.
وارتفع مزيج برنت تسليم ديسمبر/كانون الأول عشرة سنتات إلى 48.71 دولاراً للبرميل، بعد أن هبط 1.85 دولار تعادل 3.7% في تسوية الجلسة السابقة.
وتشير بيانات أوبك إلى أن المنظمة تضخ 31.57 مليون برميل يومياً من النفط الخام، وهو أعلى كثيراً من المستوى الرسمي المستهدف للإنتاج البالغ 30 مليون برميل يومياً، ويشكل نصيب الأسد من فائض المعروض في السوق البالغ نحو مليوني برميل يومياً.
وأرسلت معظم دول أوبك ممثلين عنها، وهم خبراء نفطيون أقل مرتبة من الوزراء، لحضور الاجتماع رغم أنه من المتوقع أن يشارك وزير النفط الفنزويلي إيولوخيو ديل بينو ونظيره الإكوادوري بدرو ميريزالد بافون في المحادثات.
وقال مندوب آخر في أوبك: "لن يكون أفضل من سابقه"، في إشارة إلى اجتماع خبراء من أوبك وخارجها في مايو/أيار، والذي أخفق في تحقيق تعاون بين الجانبين.
وتبدو توقعات بعض المراقبين لأوبك أيضاً منخفضة نظراً لأن السعودية لم تبد اهتماماً بالعودة إلى استراتيجية دعم الأسعار.
وقال وزير البترول السعودي علي النعيمي، الخميس الماضي، إن: "السوق وحدها هي التي تحدد الأسعار وليس أحد آخر".
من جهته قال المحلل لدى آي.إتش.إس والخبير بشؤون أوبك، جيمي ويبستر، إنه: "لدى الاجتماع فرصة جيدة للتوصل إلى اتفاق على تبادل المعلومات أو خطط رامية لمواصلة تقييم السوق أو كليهما.. لكن من حيث ما تتطلع إليه السوق.. فإن من المستبعد جداً التوصل إلى خطة حاسمة وواضحة لخفض الإنتاج".
اقرأ أيضاً: أسعار النفط تدخل نفقاً مظلماً مع اشتداد المنافسة