ويشرح التقرير الاستراتيجي، في 19 صفحة، تفاصيل الحملة الجوية والبحرية التي يخطط لها الاتحاد الأوروبي في البحر الأبيض المتوسط وفي المياه الإقليمية الليبية بعد موافقة الأمم المتحدة، والتي لا تستبعد خيار تنفيذ عمليات برية في ليبيا لتدمير سفن المهربين ومراكزهم.
اقرأ أيضاً: ليبيا... حلم العبور إلى أوروبا
وتوقعت "ذي غارديان" أن يُصادق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على الخطة، يوم الاثنين المقبل، قبل أن يتم إعطاء أمر التنفيذ من رؤساء الحكومات في قمة الاتحاد الأوروبي المقررة في يونيو/ حزيران المقبل. وذكرت الصحيفة بأن العملية تتطلب مجموعة واسعة من القدرات الجوية والبحرية والبرية، بما فيها فرق الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، دوريات مراقبة جوية وبحرية، قدرات برمائية، قدرات هجومية جوية وبحرية وبرية، بالإضافة الى وحدات من القوات الخاصة.
وتتحدث الوثيقة عن عمليات محتملة لتدمير مواقع المهربين على طول الساحل الليبي، وفي الموانئ حيث ترسو السفن والقوارب التي يستخدمها المهربون في تهريب المهاجرين. وتقول "ذي غارديان"، تعليقاً على هذا الاحتمال، إنه "لطالما استبعد الدبلوماسيون وكبار المسؤولين في بروكسل، خيار إنزال قوات أوروبية على الأراضي الليبية، لكنّ الوثيقة التفصيلية تكشف، أن هذا الخيار لم يعد مستبعداً".
وكان قادة دول الاتحاد الأوروبي، قد طلبوا قبل ثلاثة أسابيع من منسقة السياسة الخارجية والأمنية للاتحاد، فيديريكا موغريني، إعداد مقترح حول القيام بعمل عسكري لمهاجمة شبكات مهربي المهاجرين في ليبيا. وبالفعل توجهت موغريني، هذا الأسبوع، إلى نيويورك للضغط على مجلس الأمن الدولي والحصول منه على الدعم لإصدار قرار تعمل على صياغته بريطانيا يجيز استخدام القوة. وكانت منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي قد زارت الصين في الأسبوع الماضي. ويُعتقد أن بكين لن تعترض على القرار في مجلس الأمن. كما أن روسيا مستعدة "للتعاون" لكن قد تعترض على بعض العبارات القوية في القرار، حسب "ذي غارديان" البريطانية.
وتقول الصحيفة، إن المطلعين على تفاصيل الخطط الأوروبية، يؤكدون أن الحملة الأوروبية العسكرية تهدف إلى عرقلة عمليات تهريب المهاجرين من خلال جهود منهجية لتحديد مواقع المهربين والانقضاض عليها، والقبض على أفراد العصابات، وتدمير السفن والمراكز التي تستخدم في عمليات التهريب. وتضيف الصحيفة أن الحملة تعتمد بشكل كبير على المراقبة وجمع المعلومات وتبادلها، ورصد نشاطات التهريب عبر المنطقة الوسطى من جنوب البحر الأبيض المتوسط.
وبناءً على مستوى الضوء الأخضر من الأمم المتحدة، سوف تنفذ الحملة عمليات عسكرية داخل المياه الإقليمية لليبيا وعلى الساحل. كما سيتم التفويض للحملة بالقيام بأعمال اعتراض سفن التهريب وتدميرها في أعالي البحار أو في المياه الدولية في البحر الأبيض المتوسط، كما تقول الوثيقة.
وتشير الصحيفة إلى "أن وثيقة الخطة الأوروبية تعترف بأن الحملة قد تؤدي الى قتل أبرياء خلال عمليات اعتراض سفن التهريب أو قصف المراكز التي يستخدمها المهربون".
اقرأ أيضاً: أوروبا مُتهمة في "الهجرة غير الشرعية"