خطوات للمجلس العسكري السوداني والمعارضة تتجاوب: إلغاء حظر التجوال وحوار لانتقال السلطة

13 ابريل 2019
F64AF7AC-1FF0-42AC-8F10-6E473896698A
+ الخط -
ألغى رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان، عبد الفتاح البرهان، اليوم السبت، حظر التجوال المفروض في البلاد، ومهام ولاة الولايات، داعيًا القوى السياسية والأحزاب إلى الحوار، ضمن سلسلة خطوات رحبت بها المعارضة، معلنة عن اجتماع اليوم مع المجلس العسكري للتفاوض حول المرحلة الانتقالية، كما أكّدت في الوقت نفسه رفضها التدخلات الخارجية، وتحويل السودان لمسرح لتصفية الحسابات.

وأعلنت قوى الحرية والتغيير بالسودان أن وفداً مؤلفاً من 10 من أعضائها، برئاسة عمر الدقير، يستعد للتفاوض مع المجلس العسكري. 

البرهان يدعو إلى الحوار

وفي كلمة متلفزة له، دعا البرهان إلى الحوار مع كل أطياف العمل السياسي في السودان، مؤكداً وقف إطلاق النار وإلغاء الأحكام الصادرة بحق المتظاهرين منذ بداية الاحتجاجات.

ودعا البرهان المواطنين إلى المساعدة في العودة إلى ممارسة الحياة الطبيعية، وكافة الأحزاب والقوى السياسية إلى التعامل مع المرحلة التي تمرّ البلاد فيها بتجرد، مؤكداً التزام المجلس بتسليم السلطة لحكومة مدنية خلال فترة أقصاها عامان.

وأعلن البرهان التزامه بـ"بمحاكمة من سفكوا الدماء وتورطوا في قتل الأبرياء"، موجهاً تحية للمرأة السودانية التي شاركت بفاعلية في الحراك الشعبي الداعي لإسقاط نظام عمر البشير، وللقوات المسلحة.

المعارضة تستجيب

من جهته، أعلن تحالف المعارضة السودانية، وعلى رأسه "تجمع المهنيين السودانيين"، رفضه الوصاية الدولية والتدخلات الإقليمية في المشهد السوداني.

كذلك أعلنت المعارضة، في بيانٍ، موافقتها على الحوار مع المجلس العسكري الانتقالي، مشددة على رفضها تولي أي تشكيل عسكري للسلطة في السودان، وعدم مراهنتها على أي جهة لحل الأزمة الذي يجب أن يكون بيد الشعب.

واعتبرت المعارضة مجدداً أن إسقاط النظام سيؤدي إلى حل الأزمة في السودان، مطالبة برحيل النظام بأكمله وتفكيك الدولة العميقة وبتشكيل حكومة مدنية.

وأكدت المعارضة رفضها أي وصاية من المجتمع الدولي لرسم مسار حل الأزمة في السودان، مطالبة بإطلاق سراح كل السجناء السياسيين.

وقالت "نحترم تماماً العلاقات الخارجية للسودان، لكننا نرفض أن تتحول البلاد لمسرح تصفية أي حسابات سياسية".

وفي بيان صحافي، أعلنت قوى إعلان الحرية والتغيير موافقتها على تلبية دعوة من قيادة القوات المسلحة إلى اجتماع يعقد اليوم السبت، والجلوس إلى طاولة التفاوض.

وأوضحت في البيان أنها ستلبي الدعوة بهدف الانتقال إلى سلطة مدنية انتقالية، تنفذ بنود "إعلان الحرية والتغيير" كاملةً، وفقاً لمطالب الثورة السودانية المنتصرة لا محالة.

وأشارت إلى أن وفد قوى إعلان الحرية والتغيير سيمثل مطالب الشارع، وأنه يتكون من 10 أعضاء يرأسهم عمر الدقير، وفي عضويته مريم الصادق المهدي وصديق يوسف وعلي الريح السنهوري ومحمد ناجي الأصم وأحمد ربيع والطيب العباسي وأيمن خالد وحسن عبد العاطي ومدني عباس مدني.  

وأكدت أنها ستوافي الجماهير بالتطورات بصورة مستمرة ولحظة بلحظة، قائلة "أنتم أصحاب الحق ومصدره والأمر لكم تختارون طريق التغيير الذي فتحتوا دروبه عبر ثورة ديسمبر المجيدة التي ستبلغ أهدافها بتمسكنا بوحدتنا وسبل مقاومتنا السلمية التي لن نحيد عنها حتى تنفذ مطالب الثورة كاملة".

إلى ذلك، قال نشطاء سودانيون إن 16 شخصاً، بينهم جندي، قتلوا منذ إعلان إطاحة الرئيس عمر البشير.



وذكرت لجنة أطباء السودان المركزية، التابعة لـ"تجمع المهنيين السودانيين"، اليوم السبت، أن 13 شخصاً قتلوا رمياً بالرصاص يوم الخميس الماضي، بينما قتل ثلاثة آخرون، بينهم جندي، الجمعة.

وأضافت اللجنة أن الضحايا لقوا حتفهم "على أيدي قوات النظام ومليشيات الظل"، فيما قالت الشرطة السودانية إن الستة عشر قُتلوا "برصاص طائش"، وإن 20 شخصاً على الأقل أصيبوا في تجمعات واعتصامات في جميع أنحاء البلاد.

ذات صلة

الصورة
مخيم نزوح في مدينة القضارف - شرق السودان - 14 يوليو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

في تحذير جديد، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأنّ الجوع والنزوح وتفشي الأمراض، وسط حرب السودان المتواصلة، تشكّل "مزيجاً قاتلاً".
الصورة
توزيع مساعدات غذائية لنازحات من الفاشر إلى القضارف (فرانس برس)

مجتمع

ترسم الأمم المتحدة صورة قاتمة للأوضاع في مدينة الفاشر السودانية، وتؤكد أن الخناق يضيق على السكان الذين يتعرّضون لهجوم من كل الجهات.
الصورة
متطوعون في مبادرة لإعداد وجبات طعام بود مدني (فرانس برس)

مجتمع

زادت الحرب في السودان عدد المحتاجين الذين وقعوا ضحايا للظروف السيئة وواقع خسارتهم ممتلكاتهم وأعمالهم واضطرارهم إلى النزوح.
الصورة

سياسة

كوارث هائلة لا تزال حرب السودان تتسبب بها بعد مرور عام على اندلاعها. مقدار المآسي وغياب آفاق الحل والحسم يفاقمان هشاشة أحوال هذا البلد.