اقتحم مسلحون موالون لمليشيا الحوثي في صنعاء، أمس السبت، وزارة الصحة والسكان في أثناء اجتماع قيادة الوزارة، وهددوا الوزير المحسوب على حزب المؤتمر الشعبي العام بالاعتقال.
وبحسب خطاب من وزير الصحة في حكومة الانقلابيين في صنعاء، محمد سالم بن حفيظ، إلى رئيس حكومة الحوثيين عبد العزيز بن حبتور، فإن المسلحين الحوثيين، وعلى رأسهم عبد السلام المداني، ونشوان العطاب، وعبد العزيز الديلمي، اقتحموا مكتبه وشرع أحدهم بإشهار السلاح في وجهه لولا تدخل الموظفين ومنعه.
وجاء في الخطاب، الذي حصل "العربي الجديد" على نسخة منه، أن القيادي الحوثي المداني مارس مهام الوزير من المكتب بقوة السلاح، وحاول مسلحوه نهب ختم الوزارة.
وبحسب تصريح لبن حفيظ، نشرته وسائل إعلامية، أكد بأن المسلحين أفشلوا اجتماعاً خُصص لمناقشة نتائج حملة التطعيم ضد شلل الأطفال التي نفذت خلال الأشهر الماضية، لافتا إلى أن عملية الاقتحام جعلته يلغي الاجتماع "وأبلغت الحاضرين بأن يعقد الاجتماع في وقت لاحق، وانصرفت إلى مكتبي، ولحقني المسلحون رفقة القيادي الحوثي إلى مكتبي وأشهر أحدهم المسدس في وجهي".
وتشهد وزارة الصحة والسكان بالعاصمة صنعاء خلافات واسعة، على رأسها مطالبات نقابة الموظفين فيها بالرواتب التي لم تسلم منذ أشهر.
وبحسب رئيس الهيئة الإدارية لنقابة موظفي وزارة الصحة العامة والسكان الديوان العام، دليل الشميري، فإن الموظفين وجهوا نداءات استغاثة متكررة لكل الجهات المعنية والمهتمة بالوضع الصحي في اليمن للحد من الانتهاكات، ما جعل المجلس السياسي الأعلى التابع للحوثيين يوجه بتشكل لجنة رئاسية للنظر في المشاكل التي تعانيها الوزارة.
وعبّر الشميري من خلال "العربي الجديد" عن أسفه "للحالة التي وصلت إليها الوزارة نتيجة التصرفات غير المسؤولة من بعض القيادات داخلها في ظل الصراع القائم، والذي كان سبباً في شل حركتها، وأعاق قدرتها على مواجهة الوضع الصحي المأساوي الذي تمر به البلاد".
ولفت إلى أن الوزارة عجزت عن "توجيه وتسخير جميع الطاقات والإمكانيات المحلية المتاحة، والدعم الأجنبي لمواجهة تلك المخاطر الصحية المحدقة بأبناء الشعب اليمني".
وتعتبر وزارة الصحة والسكان من أكثر المؤسسات الحكومية التي تتلقى دعم المنظمات الدولية في اليمن، بل تكاد تعتمد على دعم المنظمات في تسيير أعمالها.