يستعدّ وفد من مجلس النواب المصري، المخصص للردّ على توصيات البرلمان الأوروبي حول العلاقات مع مصر، للسفر إلى فرنسا، في الأيام المقبلة. وقد قرّر مجلس النواب تشكيل وفد من أعضائه، لدراسة توصيات البرلمان الأوروبي التي صدرت على خلفية مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، ومن ثم إعداد ردود عليها، خلال زيارة مرتقبة، يوم الاثنين المقبل.
وتتضمن التوصيات مراجعة دول الاتحاد الأوروبي لعلاقاتها مع مصر، ومنْع تصدير المعدات العسكرية والأمنية إليها.
في هذا الإطار، يكشف أحد أعضاء وفد مجلس النواب، لـ"العربي الجديد"، عن خلافات وأزمة قبل السفر إلى فرنسا، ويقول إن "الخلافات تتعلق بمسألة الخطاب الموجّه إلى البرلمان الأوروبي، وما إذا كان خطاب تبرير للقتل والانتهاكات التي تشهدها مصر، أم أن هناك تغيّراً في اللهجة المقدمة للغرب". ويضيف أن "فكرة تبرير القتل والانتهاكات لن تجدي مصر مطلقاً، في ظل معرفة العالم كله بما يجري ويحدث فيها، ولا مجال لمحاولة الالتفاف على التوصيات التي أصدرها البرلمان الأوروبي". ويشير إلى أن "الوفد التقى قيادات في وزارتي الداخلية والخارجية، وكان الحديث يسير في اتجاه تبرير ما يحدث ونفي كل ما جاء في توصيات البرلمان الأوروبي".
ويُشدّد على أن "هذه اللهجة في خطاب وفد مجلس النواب المصري، ستؤدي إلى تأزم الوضع، خصوصاً في ظلّ عدم الكشف عن قتلة ريجيني". ويوضح عضو الوفد أن "إيطاليا غير مقتنعة بمبررات وتحركات الأجهزة المصرية، وبالتالي فإن الوضع في طريقه للتأزم أكثر وأكثر"، مبدياً عدم تفاؤله بنتائج الزيارة. ويذهب إلى أنه "من الأفضل الاعتراف بالأخطاء وإيصال رسالة جيدة عن مجلس النواب المصري، باعتباره ليس جزءاً من النظام الحالي". ويتعجّب من فكرة اتجاه الوفد لتبرير الانتهاكات، ويعتبر أن "مجلس النواب يملك صلاحيات كبيرة وفقاً لتعديلات الدستور، والأهم هو أنه قطع وعوداً على نفسه بإدخال تعديلات تشريعية على القوانين المقيّدة للحريات، ومراجعة أداء الأجهزة الأمنية". ويُشدّد على أن "استعانة الوفد بروايات وزارة الداخلية حول مقتل ريجيني، كانت واردة، ولكن الآن مع رفض الجانب الإيطالي لها، تصعب إمكانية الاستعانة بها".
كما أعربت وزارة الخارجية المصرية عن أسفها لصدور توصيات البرلمان الأوروبي، التي لا تتفق مع حقيقة الأوضاع في مصر، وتعتمد على أحاديث مرسلة لا تستند لأي دلائل. وقال المتحدث باسم الوزارة، السفير أحمد أبو زيد، إن "إقحام قضية مقتل جوليو ريجيني في قرار يتناول أوضاع حقوق الإنسان في مصر يحمل إيحاءات مرفوضة، ويستبق عمليات التحقيق الجارية التي تقوم بها السلطات المصرية بالتعاون والتنسيق الكامل مع السلطات الإيطالية".
وكان قد بدأ في المدرسة العليا للشرطة بالعاصمة الإيطالية روما، أمس، اجتماع ضمّ المحققين والمسؤولين الأمنيين المصريين والإيطاليين حول واقعة مقتل ريجيني. وأفاد التلفزيون الإيطالي الرسمي بأن "الوفد المصري جاء بملف من ألفي صفحة، مع محاضر تحقيقات شملت نحو 200 شخص كانت لهم صلة بريجيني، فيما طلب الجانب الإيطالي تسجيلات لشرائط فيديو لمكان اختفاء ريجيني، وسجلات اتصالاته الهاتفية، والتقارير الطبية، في سبيل إلقاء الضوء على ملابسات الجريمة".