بالتزامن مع إعلان الرئيس الفلسطيني، محمود عباس عن "مبادرة فرنسية" لحل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي على أساس "تثبيت حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967 مع تبادل أراضٍ بين الطرفين، وجعل القدس عاصمة مشتركة بين الدولتين"، وبخلاف ما تروجه الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وغيرها من الهيئات الدولية، حول "إمكانية إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي عبر المفاوضات بين الطرفين"، فإن 67 في المائة من الشباب الفلسطيني يعتقدون أن المفاوضات غير قادرة على وضع حد للصراع. وكشف استطلاع أجراه أخيراً مركز "القدس للإعلام" أن 43 في المائة فقط ممن شاركوا في الاستطلاع يفضّلون حل الدولتين.
تعكس هذه البيانات هوة واسعة بين وجهات نظر زعماء العالم، بمن فيهم القيادة الفلسطينية، والشباب الذين يعيشون في ظل السلطة الفلسطينية. وفي مقال بعنوان "الموت الهادئ لحل الدولتين"، يقول الباحث المشارك في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المعهد الملكي البريطاني "تشاتام هاوس"، يوسي ميكلبيرغ، إن الانعدام التام للثقة، وغياب الحنكة السياسية الحقيقية، وبناء المستوطنات، إضافة إلى إحجام المجتمع الدولي عن تقديم الدعم الوازن لعملية السلام ودفع الطرفين للوصول إلى اتفاق نهائي، كلها عوامل جعلت قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة أمراً مستحيلاً.
وبحسب ميكلبيرغ، فمع أن الإجماع هو سلعة نادرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، إلا أن هناك إجماعاً متزايداً بسرعة بين الغالبية من الطرفين على أن نافذة "حل الدولتين" إما أُغلقت تماماً أو أنها مواربة قليلاً، وهذا الإجماع ناجم عن انهيار كامل للثقة بين الطرفين، مما يُعمّق الشعور باليأس لدى المجتمعين. ويقول الكاتب إن هذه الحالة دفعت إلى تحوّل الخطاب السياسي للأطراف المعنية نحو خيارات أخرى أكثر واقعية من غيرها، من قبيل تجدد الحديث عن "حل الدولة الواحدة"، و"خيار الكونفدرالية الأردنية الفلسطينية"، و"الانسحابات الإسرائيلية أحادية الجانب" على غرار الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، وخيار "إدارة الصراع" من دون التوصل إلى حل، أو حتى خيار التصعيد في المواجهة لكسر الجمود ودفع جميع الأطراف نحو القبول بـ"حل ما".
ويبدو أن المجتمع الدولي بات أكثر ميلاً للاعتقاد بـ"موت خيار الدولتين"، فقد لمّح تقرير أممي صدر منتصف الشهر الحالي عن منسّق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف إلى تضاؤل حل الدولتين. وعزا التقرير الذي ناقشته لجنة الاتصال المخصصة خلال الاجتماع نصف السنوي في بروكسل الأسبوع الماضي، السبب في هذا "التشاؤم" إلى الاتجاهات السلبية على الأرض، من بينها تواصل أعمال العنف، واستمرار الأنشطة الاستيطانية وعمليات الهدم، والتحريض المُتبادل، وغياب الوحدة الفلسطينية.
اقــرأ أيضاً
أما على المستوى الأوروبي، فترى النائبة السابقة، والرئيسة السابقة لمجموعة دعم فلسطين في مجلس العموم البريطاني، فيليس ستاركي، أن الاتحاد الأوروبي الذي يقدّم حوالي 45 في المائة من مجموع المساعدات الخارجية للسلطة الفلسطينية، بات أكثر تشاؤماً من إمكانية تحقيق "حل الدولتين". وتعزو ذلك إلى استمرار إسرائيل في تسريع الاستيطان ومصادرة الأراضي في القدس الشرقية والضفة الغربية، والمناورة تحت غطاء المفاوضات التي لا نهاية لها، من دون "اتخاذ خطوة واحدة نحو السلام"، على حد تعبير المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، في انتقاد واضح لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو. وفي مراجعة لجدوى المساعدات المالية الأوروبية للسلطة الفلسطينية، تقول ستاركي إن الدول الأوروبية ترى أن هذه المساعدات وإنّ كانت تساعد في بناء قدرات السلطة الفلسطينية وإنشاء المؤسسات اللازمة لإقامة دولة فلسطينية، إلا أنها في المقابل تعفي إسرائيل من واجباتها كقوة احتلال وتشجعها على التهرب من الدخول في التفاوض الجدي والواقعي لإنهاء الاحتلال، لا سيما أن "المساعدات الأوروبية المُقدمة لأجهزة أمن السلطة الفلسطينية باتت توجّه لحماية إسرائيل، في حين تبقى هذه الأجهزة عاجزة عن حماية السكان الفلسطينيين من عنف المستوطنين أو قوات الجيش الإسرائيلي.
ويتساءل رئيس تحرير وناشر "الأسبوع اليهودي"، غاري روزنبلات، في مقالة بعنوان "الحالة المُؤسفة لحل الدولتين"، عما إذا كان الجمود في عملية المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، قد ينكسر قبل خروج الرئيس الأميركي باراك أوباما من البيت الأبيض بسبب تصاعد نبرة الانتقادات للدعم الأميركي المستمر لإسرائيل بين الديمقراطيين، أو أن الانصراف الأميركي لملفات الصراع السوري وتمدّد "داعش"، وتوسع جبهة الإرهاب، وتصاعد قوة إيران، سوف يستمر خلال الحقبة الرئاسية المُقبلة. ولا يبدو أن أياً من مرشحي الرئاسة في الانتخابات المقبلة مهتم بحل الصراع على أساس حل الدولتين، باستثناء الديمقراطي بيرني ساندرز، مما يعني منح إسرائيل المزيد من الوقت للتوسع في الاستيطان والتهويد، وبالتالي يُعزز قناعة البعض بأن "حل الدولتين" بات أمراً بعيداً عن الحقيقة، وأبعد من أي وقت مضى، كما عبر عن ذلك صراحة الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون.
ويبدو أن المجتمع الدولي بات أكثر ميلاً للاعتقاد بـ"موت خيار الدولتين"، فقد لمّح تقرير أممي صدر منتصف الشهر الحالي عن منسّق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف إلى تضاؤل حل الدولتين. وعزا التقرير الذي ناقشته لجنة الاتصال المخصصة خلال الاجتماع نصف السنوي في بروكسل الأسبوع الماضي، السبب في هذا "التشاؤم" إلى الاتجاهات السلبية على الأرض، من بينها تواصل أعمال العنف، واستمرار الأنشطة الاستيطانية وعمليات الهدم، والتحريض المُتبادل، وغياب الوحدة الفلسطينية.
أما على المستوى الأوروبي، فترى النائبة السابقة، والرئيسة السابقة لمجموعة دعم فلسطين في مجلس العموم البريطاني، فيليس ستاركي، أن الاتحاد الأوروبي الذي يقدّم حوالي 45 في المائة من مجموع المساعدات الخارجية للسلطة الفلسطينية، بات أكثر تشاؤماً من إمكانية تحقيق "حل الدولتين". وتعزو ذلك إلى استمرار إسرائيل في تسريع الاستيطان ومصادرة الأراضي في القدس الشرقية والضفة الغربية، والمناورة تحت غطاء المفاوضات التي لا نهاية لها، من دون "اتخاذ خطوة واحدة نحو السلام"، على حد تعبير المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، في انتقاد واضح لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو. وفي مراجعة لجدوى المساعدات المالية الأوروبية للسلطة الفلسطينية، تقول ستاركي إن الدول الأوروبية ترى أن هذه المساعدات وإنّ كانت تساعد في بناء قدرات السلطة الفلسطينية وإنشاء المؤسسات اللازمة لإقامة دولة فلسطينية، إلا أنها في المقابل تعفي إسرائيل من واجباتها كقوة احتلال وتشجعها على التهرب من الدخول في التفاوض الجدي والواقعي لإنهاء الاحتلال، لا سيما أن "المساعدات الأوروبية المُقدمة لأجهزة أمن السلطة الفلسطينية باتت توجّه لحماية إسرائيل، في حين تبقى هذه الأجهزة عاجزة عن حماية السكان الفلسطينيين من عنف المستوطنين أو قوات الجيش الإسرائيلي.