13 نوفمبر 2024
دولة الاحتلال تكرّر التذكير بألمانيا النازية
في مقال سابق (11/1/2017) أشرنا إلى مقاربةٍ آخذةٍ في التواتر في دولة الاحتلال الإسرائيلية، ترى أن مجتمع هذه الدولة يشهد، في الآونة الأخيرة، ظواهر شبيهة، إلى حد كبير، بظواهر شهدتها أوروبا، وخصوصًا ألمانيا النازية قبل عشرات السنوات. وينطلق القائلون بهذه المقاربة من أن حياة البشر بوئام مع هذه الظواهر نابعةٌ من قدرتهم على العيش بمثل تلك الطريقة. وبناء عليه، ليس النظام المسبّب الأوحد بتوحّش الإنسان، كما درج على القول فاتسلاف هافل.
وانضم إلى هذه المقاربة، قبل فترة وجيزة، نائب رئيس هيئة الأركان العامة للجيش، اللواء يائير غولان، على خلفية قضية الجندي الذي أعدم الشهيد عبد الفتاح الشريف بدم بارد في الخليل. قال هذا المسؤول العسكري في خطاب في مايو/ أيار 2016، بمناسبة ذكرى الهولوكوست إنه "إذا كان هناك شيء يخيفني في هذه الذكرى فهو رؤية تطوراتٍ مثيرةٍ للرعب حدثت في أوروبا عامة، وفي ألمانيا في ذلك الحين، ووجود ما يشبهها هنا بيننا، عام 2016".
وفي أعقاب هجوم من وزراء وأعضاء كنيست من اليمين، أصدر الناطق بلسان الجيش بيانًا توضيحيًا، جاء فيه أن غولان لم يقصد المقارنة بين الجيش ودولة الاحتلال من جهة والتطورات التي حدثت في ألمانيا قبل 70 عامًا من جهة ثانية، وأن هذه "المقارنة سخيفةٌ ولا أساس لها". ويبدو أن غولان الذي ذُعر من الانتقادات التي وجهها إليه اليمين سارع إلى تمويه كلامه، غير أن صداه ما يزال يتردّد منذ ذلك الوقت.
وانعكس هذا الصدى، مثلًا، في تأكيد أستاذ التاريخ في "الجامعة العبرية" (القدس) البروفسور دانييل بلتمان أن دولة الاحتلال تعيد التذكير أكثر فأكثر بألمانيا عام 1933. ولإثبات هذا سجّل ما يلي، في مطلع العام الجديد الحالي:
أولًا، في فبراير/ شباط 1933، ألقى هرمان نف، أحد قادة الحزب النازي في ألمانيا، والذي تولى فيما بعد منصب رئيس رابطة القطاع العام (الحكومي)، خطابًا تحدث فيه حول الطابع الذي يتعين أن يتسم به موظفو القطاع العام في ألمانيا الجديدة، بمن في ذلك المدرسون وموظفو التربية والتعليم. ووفقًا لنف، يمثل تطهير القطاع العام هدفًا مشتهى، يجب تحقيقه على وجه السرعة. ونظرًا لأن هذا القطاع مسؤول عن مصالح الأمة الألمانية، لا بُد من ضمان أن يكون أي مستخدم فيه يتملكه شعور طاغ بأنه ألماني، وأن يعمل بموجب ما يمليه شعورٌ كهذا.
وبرأي بلتمان، ينطبق جوهر هذا التوجه على إعلان رئيس حكومة دولة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بعد أيام قليلة من إعلان فوز المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، برئاسة الولايات المتحدة، أنه ينوي تبني نهج العمل في الرئاسة الأميركية فيما يتعلق بوظائف القطاع الحكومي. وادّعى نتنياهو أن أنظمة التعيينات في سلك الجهاز الحكومي على مستوى المسؤوليات الكبرى والأقل درجة (السلك المهني) لا تساعد من يتم انتخابه على فرض حكمه. وأعلن عن إقامة لجنة وزارية أنيط بها تقديم توصيات لتغيير أنظمة التعيينات، على نحوٍ يسمح للوزراء بتعيين موظفين بشكل مباشر أكثر مما هو مسموح لهم به حاليًا.
ثانيًا، حدّد وزير التربية والتعليم والعلوم في ألمانيا النازية، برنارد روست، الهدف الرئيسي لجهاز التربية والتعليم بأنه "إنتاج نازيين"! وفي الأيام الأخيرة، أكد وزير التربية والتعليم في دولة الاحتلال، في سياق اقتراح تعديل قانون التعليم الإلزامي، أن هدف جهاز التعليم هو "التثقيف للخدمة العميقة في الجيش وللحفاظ على مكانة الجيش واحترامه في المجتمع الإسرائيلي".
في هذه النقطة، قصد الوزير برشاشه منظمةً للجنود الإسرائيليين باسم "لنكسر الصمت"، تعمل في مجال كشف ممارسات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية. وبذا "وضع إصبعه" على "عدو داخليّ" يجب لفظه، والالتفاف حول القيادة في حربها ضده. ومثلما يشير هذا الأستاذ الجامعي، سبق لهتلر في كتابه "كفاحي" أن أكد أن "أي فكرةٍ ومثالٍ ورأيٍ يجب أن يخدم هذا الهدف (محاربة الأعداء الداخليين)"!
وانضم إلى هذه المقاربة، قبل فترة وجيزة، نائب رئيس هيئة الأركان العامة للجيش، اللواء يائير غولان، على خلفية قضية الجندي الذي أعدم الشهيد عبد الفتاح الشريف بدم بارد في الخليل. قال هذا المسؤول العسكري في خطاب في مايو/ أيار 2016، بمناسبة ذكرى الهولوكوست إنه "إذا كان هناك شيء يخيفني في هذه الذكرى فهو رؤية تطوراتٍ مثيرةٍ للرعب حدثت في أوروبا عامة، وفي ألمانيا في ذلك الحين، ووجود ما يشبهها هنا بيننا، عام 2016".
وفي أعقاب هجوم من وزراء وأعضاء كنيست من اليمين، أصدر الناطق بلسان الجيش بيانًا توضيحيًا، جاء فيه أن غولان لم يقصد المقارنة بين الجيش ودولة الاحتلال من جهة والتطورات التي حدثت في ألمانيا قبل 70 عامًا من جهة ثانية، وأن هذه "المقارنة سخيفةٌ ولا أساس لها". ويبدو أن غولان الذي ذُعر من الانتقادات التي وجهها إليه اليمين سارع إلى تمويه كلامه، غير أن صداه ما يزال يتردّد منذ ذلك الوقت.
وانعكس هذا الصدى، مثلًا، في تأكيد أستاذ التاريخ في "الجامعة العبرية" (القدس) البروفسور دانييل بلتمان أن دولة الاحتلال تعيد التذكير أكثر فأكثر بألمانيا عام 1933. ولإثبات هذا سجّل ما يلي، في مطلع العام الجديد الحالي:
أولًا، في فبراير/ شباط 1933، ألقى هرمان نف، أحد قادة الحزب النازي في ألمانيا، والذي تولى فيما بعد منصب رئيس رابطة القطاع العام (الحكومي)، خطابًا تحدث فيه حول الطابع الذي يتعين أن يتسم به موظفو القطاع العام في ألمانيا الجديدة، بمن في ذلك المدرسون وموظفو التربية والتعليم. ووفقًا لنف، يمثل تطهير القطاع العام هدفًا مشتهى، يجب تحقيقه على وجه السرعة. ونظرًا لأن هذا القطاع مسؤول عن مصالح الأمة الألمانية، لا بُد من ضمان أن يكون أي مستخدم فيه يتملكه شعور طاغ بأنه ألماني، وأن يعمل بموجب ما يمليه شعورٌ كهذا.
وبرأي بلتمان، ينطبق جوهر هذا التوجه على إعلان رئيس حكومة دولة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بعد أيام قليلة من إعلان فوز المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، برئاسة الولايات المتحدة، أنه ينوي تبني نهج العمل في الرئاسة الأميركية فيما يتعلق بوظائف القطاع الحكومي. وادّعى نتنياهو أن أنظمة التعيينات في سلك الجهاز الحكومي على مستوى المسؤوليات الكبرى والأقل درجة (السلك المهني) لا تساعد من يتم انتخابه على فرض حكمه. وأعلن عن إقامة لجنة وزارية أنيط بها تقديم توصيات لتغيير أنظمة التعيينات، على نحوٍ يسمح للوزراء بتعيين موظفين بشكل مباشر أكثر مما هو مسموح لهم به حاليًا.
ثانيًا، حدّد وزير التربية والتعليم والعلوم في ألمانيا النازية، برنارد روست، الهدف الرئيسي لجهاز التربية والتعليم بأنه "إنتاج نازيين"! وفي الأيام الأخيرة، أكد وزير التربية والتعليم في دولة الاحتلال، في سياق اقتراح تعديل قانون التعليم الإلزامي، أن هدف جهاز التعليم هو "التثقيف للخدمة العميقة في الجيش وللحفاظ على مكانة الجيش واحترامه في المجتمع الإسرائيلي".
في هذه النقطة، قصد الوزير برشاشه منظمةً للجنود الإسرائيليين باسم "لنكسر الصمت"، تعمل في مجال كشف ممارسات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية. وبذا "وضع إصبعه" على "عدو داخليّ" يجب لفظه، والالتفاف حول القيادة في حربها ضده. ومثلما يشير هذا الأستاذ الجامعي، سبق لهتلر في كتابه "كفاحي" أن أكد أن "أي فكرةٍ ومثالٍ ورأيٍ يجب أن يخدم هذا الهدف (محاربة الأعداء الداخليين)"!