أعلن مكتب رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، اليوم الثلاثاء، عن توجه الأخير إلى الولايات المتحدة الأميركية في زيارة تستغرق يومين، يلتقي خلالها بالرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وقال بيان حكومي عراقي إن الكاظمي سيبحث مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في لقائهم المقرر الخميس المقبل، تعزيز العلاقات الثنائية بين بغداد وواشنطن، إلى جانب مناقشة التطورات الراهنة على الساحة الإقليمية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، مضيفاً أن رئيس الحكومة العراقية سيعقد خلال زيارته محادثات مع كبار المسؤولين الأميركيين، تتضمّن بحث العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون المشترك في مجالات عديدة، في مقدمتها الأمن والاقتصاد والصحة، وغيرها من القطاعات.
ومن المقرر أن تعقد الجولة الثانية من الحوار الاستراتيجي الأميركي العراقي خلال الزيارة، التي يرافق الكاظمي فيها وفد كبير من المسؤولين العراقيين، بينهم ستة وزراء، أبرزهم الدفاع والأمن الوطني والداخلية والخارجية.
وكان الكاظمي قد أدلى بتصريحات صحافية قبل مغادرته البلاد إلى الولايات المتحدة، قال فيها إن بلاده لا تزال بحاجة إلى مساعدة أميركية من أجل مواجهة التهديد الذي يمثله تنظيم "داعش" الإرهابي، مبيناً أن شكل المساعدة سيعتمد على الطبيعة المتغيرة للتهديد. وتابع "سنبقى بحاجة إلى تعاون ومساعدة بمستويات قد لا تتطلب دعماً عسكرياً وميدانيا مباشراً"، موضحاً أن المساعدة قد تتضمن تدريباً ودعماً بالسلاح.
وحاول الكاظمي النأي ببلاده عن الحديث بشأن نقله رسائل بين بغداد وواشنطن قائلاً "نحن في العراق لا نلعب دور ساعي البريد"، وأكد التزام بلاده بحماية البعثات الدبلوماسية في المنطقة الخضراء وسط بغداد التي توجد فيها السفارة الأميركية، والتي تتعرّض لهجمات متكررة بصواريخ الكاتيوشا، مضيفاً "نحن ملتزمون بإصلاح المؤسسة الأمنية وتعزيز قدرتها على التعامل مع هذه الأنواع من التحديات ومحاسبة من يفشل في حماية المدنيين ووضع حد لهذه الجماعات الخارجة عن القانون".
ومن المنتظر أن يبدأ وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين الذي وصل إلى واشنطن ليل الاثنين – الثلاثاء حوارات مع نظيره الأميركي مايك بومبيو تمهيداً للقاء الكاظمي مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخميس المقبل.
وقالت وزارة الخارجية العراقية في بيان إن الحوارات ستبدأ الأربعاء على مستوى وزراء الخارجية.
مسؤول حكومي عراقي أكد لـ "العربي الجديد" عدم وجود نية لبغداد للعب دور الوسيط بين أميركا وإيران، مشيراً إلى وجود نية عراقية للبحث عن كل ما من شأنه تحقيق مصلحة العراق، وخصوصاً في ما يتعلق بمساعدة القوات العراقية في قتال ما تبقى من عناصر تنظيم "داعش".
ولفت إلى وجود ملفات أخرى مهمة ستطرح في الجولة الثانية من الحوار، مؤكداً حرص الوفد العراقي على تحقيق مكاسب في الحوار على ألا تنتقص من السيادة العراقية.
وأمس الاثنين، قال المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي أحمد ملا طلال إن زيارة الكاظمي إلى الولايات المتحدة الأميركية ستناقش ملفات عدة في مجالات الأمن والاقتصاد والطاقة والصحة، مبيناً أن هذه الزيارة تمثل الجولة الثانية للحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن.
في غضون ذلك، لا يزال الكاظمي يخضع لضغوط نواب وقوى سياسية مقربة من إيران لدفعه باتجاه طلب إخراج القوات الأميركية خلال زيارته إلى واشنطن.
وأكد عضو البرلمان عن تحالف "الفتح" (الجناح السياسي للحشد الشعبي) محمد البلداوي أن بقاء القوات الأميركية في البلاد سيكون عامل تهديد للعراق والمنطقة، موضحاً، في تصريح صحافي، أن "مفاوضات واشنطن يجب أن تركز على إخراج تلك القوات من العراق، وإبعادها عن التدخل بالشأن الداخلي والملف الاقتصادي العراقي".
وتابع أن "العراق يحتاج في مفاوضاته مع أميركا إلى ركائز أساسية تتعلق باحترام الولايات المتحدة لسيادة العراق، وعلى أن يتم ذلك بعدم التدخل بالشأن العراقي".
كذلك قال عضو البرلمان عن تحالف "الفتح" عامر الفايز، الأحد، إن "الكاظمي مطالب خلال زيارته إلى الولايات المتحدة الأميركية بمفاتحة السلطات الأميركية من أجل إخراج قواتها، لأن العراق ليس بحاجة إليها".