رائحة الدماء تحفز دول الصراع السوري
ربما لا يجد المرء الكلمات التي تصف ما يجري في عموم سورية هذه الأيام وبالأخص في مناطق إدلب وغوطة دمشق وعفرين، من صراعات عسكرية دولية رسمية ومليشياوية محلية بإشراف دول كروسيا والولايات المتحدة وتركيا.
تلك القوى التي تتحكم بمجريات الصراع على الأراضي السورية، ومع تطلع المجتمع الدولي - شكليا - لبناء عملية سلام محكومة بالفشل مسبقاً، فإن سياسة النظام وروسيا الراعي الرسمي له، والولايات المتحدة، وتركيا مؤخرا باتت مرتبطة ارتباطاً لا ينفصم بآلية مؤتمرات لا تلبث أن تبدأ حتى تنتهي، وهي لا تغني عن عيش كما يقال.
ولو تذكرنا سريعاً ما تخلل وتلا سلسلة مؤتمرات كـ"الجينفيات"، ومؤتمر أستانة ومؤخراً سوتشي وانسحاب وفد المعارضة، لأدركنا سريعاً أن هذه المؤتمرات كانت مرتكزات لاستراتيجيات عسكرية قادمة تدفع الصراع السوري لذروة يمكن من خلالها بناء تفاهمات دولية معينة تكفل مصالح الدول سالفة الذكر المعنية بالصراع وسط دمار غير مسبوق في بنية المجتمع السوري، وما يحدث اليوم في الغوطة الشرقية، شرق العاصمة دمشق، أكبر من أن تصوغه الكلمات.
وبالتالي فإن الرؤية تتضح لكون مؤتمرات السلام السورية لم تكن يوما مشروعا لصياغة عملية سلام حقيقية وإنما هي وبشكل عملي جزء من مشروع عسكري كبير تتخلله بعض الوقفات السياسية كتلك المؤتمرات، وليس العكس. ما يحدث الآن في المناطق السورية المختلفة من تفاقم عسكري يعكس خيبة تلك المؤتمرات والداعين لها أيضاً، والحديث هنا ليس عن تلك المؤتمرات السالفة وإنما عن توحش وعنف الدول المشاركة والمسؤولة عن تردي الوضع الميداني في سورية وعدم رغبتها في إحلال السلام إلا إذا تحولت البلاد لركام، وبالتالي تصبح الأطراف السورية غير قادرة على الاستمرار بالحرب بكافة أشكالها من دون مساعدة تلك الدول.
وبالنسبة للكثير من متتبعي الشأن السوري، بات واضحاً أن الوصول لهدنة طويلة الأمد في سورية وإحلال حالة أمن لن يكون إلا بتدمير كافة سبل الحياة، وبانعدام فعلي لأي دور سوري عسكري أو سياسي أو مليشياوي على شاكلة ما يحدث في غوطة دمشق الشرقية، وسط صمت دولي مُهين وخائف أكثر من أي وقت مضى.
مؤخراً ساعد تراجع الرؤية المبدئية السياسية الرسمية للمعارضة السورية، وأعني هنا موقف الائتلاف السوري المعارض بوصفه واجهة جامعة لكل السوريين، لكونه بات يفتقر للجدية بطرح مواقفه، إذ لم نعد نسمع على الأقل عن بيانات تحذر من استهداف المدنيين، وعندما تصبح خلف الأحداث فلن يحترمك أحد، إذ ماذا تعني اليوم المعارضة لروسيا أو للولايات المتحدة أو لتركيا؟!
لم نعد نشعر باستقلالية المعارضة حتى بالأشياء الصغيرة باستثناء الموقف القاطع بشأن النظام، لكن رفض المعارضة لنظام دموي قتل عشرات الآلاف من المدنيين يبدو أمراً طبيعيا!
تلك القوى التي تتحكم بمجريات الصراع على الأراضي السورية، ومع تطلع المجتمع الدولي - شكليا - لبناء عملية سلام محكومة بالفشل مسبقاً، فإن سياسة النظام وروسيا الراعي الرسمي له، والولايات المتحدة، وتركيا مؤخرا باتت مرتبطة ارتباطاً لا ينفصم بآلية مؤتمرات لا تلبث أن تبدأ حتى تنتهي، وهي لا تغني عن عيش كما يقال.
ولو تذكرنا سريعاً ما تخلل وتلا سلسلة مؤتمرات كـ"الجينفيات"، ومؤتمر أستانة ومؤخراً سوتشي وانسحاب وفد المعارضة، لأدركنا سريعاً أن هذه المؤتمرات كانت مرتكزات لاستراتيجيات عسكرية قادمة تدفع الصراع السوري لذروة يمكن من خلالها بناء تفاهمات دولية معينة تكفل مصالح الدول سالفة الذكر المعنية بالصراع وسط دمار غير مسبوق في بنية المجتمع السوري، وما يحدث اليوم في الغوطة الشرقية، شرق العاصمة دمشق، أكبر من أن تصوغه الكلمات.
وبالتالي فإن الرؤية تتضح لكون مؤتمرات السلام السورية لم تكن يوما مشروعا لصياغة عملية سلام حقيقية وإنما هي وبشكل عملي جزء من مشروع عسكري كبير تتخلله بعض الوقفات السياسية كتلك المؤتمرات، وليس العكس. ما يحدث الآن في المناطق السورية المختلفة من تفاقم عسكري يعكس خيبة تلك المؤتمرات والداعين لها أيضاً، والحديث هنا ليس عن تلك المؤتمرات السالفة وإنما عن توحش وعنف الدول المشاركة والمسؤولة عن تردي الوضع الميداني في سورية وعدم رغبتها في إحلال السلام إلا إذا تحولت البلاد لركام، وبالتالي تصبح الأطراف السورية غير قادرة على الاستمرار بالحرب بكافة أشكالها من دون مساعدة تلك الدول.
وبالنسبة للكثير من متتبعي الشأن السوري، بات واضحاً أن الوصول لهدنة طويلة الأمد في سورية وإحلال حالة أمن لن يكون إلا بتدمير كافة سبل الحياة، وبانعدام فعلي لأي دور سوري عسكري أو سياسي أو مليشياوي على شاكلة ما يحدث في غوطة دمشق الشرقية، وسط صمت دولي مُهين وخائف أكثر من أي وقت مضى.
مؤخراً ساعد تراجع الرؤية المبدئية السياسية الرسمية للمعارضة السورية، وأعني هنا موقف الائتلاف السوري المعارض بوصفه واجهة جامعة لكل السوريين، لكونه بات يفتقر للجدية بطرح مواقفه، إذ لم نعد نسمع على الأقل عن بيانات تحذر من استهداف المدنيين، وعندما تصبح خلف الأحداث فلن يحترمك أحد، إذ ماذا تعني اليوم المعارضة لروسيا أو للولايات المتحدة أو لتركيا؟!
لم نعد نشعر باستقلالية المعارضة حتى بالأشياء الصغيرة باستثناء الموقف القاطع بشأن النظام، لكن رفض المعارضة لنظام دموي قتل عشرات الآلاف من المدنيين يبدو أمراً طبيعيا!