يشكّل اللون العنصر الأساسي في تكوين أعمال الفنان التشكيلي السوداني راشد دياب (1957)؛ حيث تحيل أشكاله المختزلة إلى رموز تراثية واسطورية، لكن الطبيعة والنساء دائماً مشرقات ساطعات بألوان تضفي على اللوحة بهجة وصخباً يذكّران بالطقوس الاحتفالية البدائية.
"إيقاعات لونية" عنوان معرضه الجديد الذي يفتتح في غاليري "بيكاسو إيست" في القاهرة عند السابعة من مساء السبت المقبل، الرابع والعشرين من الشهر الجاري، ويتواصل حتى الرابع عشر من الشهر المقبل.
في تقديمه، يقول الفنان: "في أعمالي وخاصة في هذا المعرض، أجد ما أبحث عنه بعد إشباع رغبتي في الرسم وفرحتي بالتلوين في المساحات، محقّقاً من خلال حالة البحث المتواصلة، كمرجعية، حتميةً لوجودي في هذا العالم. اللوحة هي محُصّلة لحركة وجود تاريخية لمعاني ملتبسة في العقل، تتوارد كل التجربة التي عشتها منذ لحظة اكتشافي لنفسي عند مواجهه المساحة أمامي، وكلّما كانت مقاومتي لما أعرف، تحقّق حلمي بظهور رؤية جديدة تدهشني وقد تعجب وتمتع الآخرين مما يدهشني أكثر".
ويؤكد دياب أن النيل والصحراء والمرأة هي مواضعيه الكبرى، التي لازمت تجربته منذ بداياتها، حيث تخرّج من "كلية الفنون الجميلة والتطبيقية" في الخرطوم عام 1978، ثم انتقل إلى مدريد حيث ينال درجة ماجستير في تخصّصي "التلوين" و"الحفر الطباعي" من "جامعة كمبلوتنسي"، قبل أن يقدّم أطروحة دكتوراه بعنوان "فلسفة الفنون التشكيلية السودانية".
درّس فلسفة الفنون في الجامعة التي تخرّج منها في مدريد طيلة تسع سنوات، قبل أن يعود إلى بلاده ويؤسّس "مركز راشد دياب للفنون" عام 2006، والذي يقيم نشاطات دورية، من بينها "المنتدى الأسبوعي" الذي يطرح قضايا فنية وثقافية واقتصادية، إضافة إلى الدورات المستمرة، والورش الفنية المحلية والعالمية في مختلف الفنون، والمؤتمرات والمسابقات الفنية للأطفال والشباب.
تحضر السودان بتراثها وفنّها وواقعها كموضوع أَثير له، سواءً في لوحته أو في المواد والمناهج التي يُدرّسها لطلبته، أو في أنشطة مركزه الفنية والثقافية والاجتماعية. لم يغادر الطفولة في لوحته التي تستمد قوتها وتأثيرها من الإيحاء غير المباشر، كأنها لغة شعرية مكثّفة ومختزلة.
إلى جانب ذلك، أنتج دياب سلسلة من الأعمال مستوحاة من قصائد شعراء من السودان هم محمد المهدي مجذوب وعبد الهادي الصديق وصلاح إبراهيم، كما خصّ الشاعر العراقي عبد الوهاب البياتي بعدد من رسومه.