بعض مناصري الحزب يتحدثون عن تحويل حزبهم "النهضوي الذي يعيد إلى الأمة السورية حيويتها وقوتها"، إلى ملحق بحزب الله في لبنان وبالنظام السوري، وبشركة الهاتف النقال "سيرياتيل" التي يملكها رامي مخلوف، ابن خال الرئيس بشار الأسد. وبحسب معلومات "العربي الجديد"، فإنّ رامي مخلوف، الذي يدير استثمارات ضخمة في سوريا والعالم لصالح عائلة الأسد، كان قد أقسم يمين الولاء للحزب السوري القومي الاجتماعي أمام رئيسه عصام المحايري، قبل مؤتمره العام الذي عُقد في دمشق في يونيو/حزيران 2013. هو المؤتمر الذي سُمّي بـ"المؤتمر التجديدي" الذي شرع نهائيا الانفصال التنظيمي للحزب في الشام عن القيادة المركزية برئاسة أسعد حردان في بيروت.
وبرّر مخلوف انضمامه إلى الحزب، بأنه استكمال لمسيرة عائلته التي كان الكثير من أفرادها قوميون سوريون، في مقابل انضمام الكثير من العلويين في حينها إلى حزب البعث، ومنهم صهر العائلة، الراحل حافظ الأسد.
لكن معلومات متقاطعة تشير إلى أن الأمر متعلق بدور مخلوف في تمويل "اللجان الشعبية"، و"قوات الدفاع الوطني"، وبالإجمال ما بات يُعرف بـ"الشبيحة"، الذين اشرفت على تدريبهم وتمويلهم "جمعية البستان" التابعة لمخلوف، وكذلك بالبحث عن طرق حماية سياسية واقتصادية لمملكته، بعد الإعلان الاستعراضي لمخلوف عن تحويلها الى "جمعيات خيرية".
لم يكن قرار فصل الحزب في الشام عن بيروت، قراراً سهلا، إذ اعترض عليه بعض "الرفاق"، وفي مقدمتهم رئيس الحزب أسعد حردان. وبحسب معلومات "العربي الجديد"، استعان حردان بالأسد وزاره في أكتوبر/تشرين الأول 2013، طالباً أن يقوم بثني المحايري عن هذا القرار، فما كان جواب الأسد أن الأمر غير ممكن لأن الاحزاب السورية عليها "تكييف وضعها مع قانون الأحزاب الجديد والذي يوجب على ألا يكون للحزب فروعاً خارج سوريا"، علماً أن حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم نفسه، لم يحل حتى الآن قيادته القومية وتنظيماتها المختلفة، ومنها تنظيم الحزب في لبنان.
وحين طُوي قرار حردان بتشكيل مكتب سياسي في الشام، برئاسة نذير العظمة، استقرّ الأمر للمحايري، وللممول الجديد للحزب، رامي مخلوف.
ومع تدفق التمويل والتسليح، بدأ الحزب بتشكيل كتائب عسكرية شاركت في معارك (معلولا وصدد وصيدنايا) ولها وجود كبير في مناطق وادي النصارى وقلعة الحصن، وأعطت مشاركتها طابعاً طائفياً حيث تركز على مناطق المسيحيين الأرثوذكس.
ووفق مصادر "العربي الجديد"، فإن خطوة تعيين ناصر قنديل من خارج الحزب لرئاسة تحرير صحيفة "البناء"، تهدف إلى استكمال إحكام السيطرة عليه. ومن سخرية القدر أن يصدر هذا القرار بمناسبة احتفالات الحزب في ذكرى مولد أنطون سعادة.