هوكشتاين من بيروت: ملتزمون بحلّ النزاع في لبنان وفق القرار 1701

21 أكتوبر 2024
من زيارة هوكشتاين وأبو الغيط إلى بيروت، 21 أكتوبر 2024 (حسين بيضون)
+ الخط -

هوكشتاين: واشنطن تريد إنهاء هذه المواجهة والنزاع بأسرع وقتٍ

أبو الغيط يجري محادثات في بيروت مع المسؤولين اللبنانيين

مصدر مقرّب من برّي: نتمسك بالقرار 1701 ونرفض الشروط الإسرائيلية

شدّد الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين من بيروت، على ضرورة التأكد من تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، وذلك في ظلّ الحراك الدبلوماسي الدولي والعربي المستمرّ لوقف التصعيد على جبهة لبنان، مع توسيع الاحتلال الإسرائيلي من عدوانه منذ ما يقارب الثلاثين يوماً. ووصل هوكشتاين في وقت سابق اليوم، حيث التقى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، اليوم الاثنين، والذي فوّضه حزب الله في الحراك القائم لوقف إطلاق النار في لبنان.

وفي موقفٍ وُضع في إطار التراجع عن تعديل القرار الدولي 1701 كما كان يُسوّق له قبيل الزيارة وعشيتها، قال هوكشتاين بعد لقاء برّي: "نحن نلتزم حلّ النزاع استناداً وبناءً على القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن، وهذا ما سيكون شكل الحلول، وللقيام بذلك يجب أن نتأكد من أن أطراف النزاع يعرفون أن القرار المذكور سيطبق وينفذ". وأشار إلى أن "أي طرف لم يقم بشيء لتطبيق القرار خلال السنوات الـ18 السابقة، لذلك يجب أن نمنح الشعب اللبناني والشعوب الأخرى في المنطقة الدعم والثقة أن الأمور ستختلف هذه المرّة، فنحن اليوم بعيدون مما كان يجب عليه أن يطبق منذ عام 2006".

وأوضح أنه "هنا اليوم ليجري المحادثات ليس حول تغيير القرار 1701، فهذا ما سنتطلع اليه كأساس لوضع حدٍّ للنزاع، لكن ما يجب القيام به للتأكد من تطبيقه وتنفيذه بطريقةٍ عادلة وشفافة ودقيقة، وذلك سيأتي بثقة يجب أن تعطيها الحكومتان اللبنانية والإسرائيلية للشعوب على الجهة الثانية من الحدود، والمجتمع الدولي الذي يجب أن يدعم لبنان في ظلّ الدمار الحاصل وإعادة الإعمار".

ورأى الموفد الأميركي أن "الجيش اللبناني يستطيع أن يحمي لبنان ومرافقه وكل جزء من البلد، ويحتاج إلى المساعدة، لكن بالنسبة إلى العالم الذي سيساهم بإعادة الإعمار العسكري والاقتصادي، فعليه أن يعرف أن ذلك لن يلحقه نزاعاً بعد سنوات، لذلك يجب أن يكون هناك التزام عام بالقرار 1701، مع وضع النقاط والمسائل حتى تكون هناك ثقة بأنه سيطبق، وتالياً نحن لا نتحدث عن تعديله". وشدّد هوكشتاين على أنّ "ربط مستقبل لبنان بنزاعاتٍ أخرى في المنطقة ليس في مصلحة لبنان"، مشيراً إلى أننا "نبّهنا مراراً حول خشيتنا من خروج الأمور عن السيطرة، وإلحاح الوضع، وقدّمنا حلّاً كان مُمكناً ولكن تم رفضه، وخرجت الأمور عن السيطرة".

وكرّر هوكشتاين التأكيد على قول الرئيس الأميركي جو بايدن بأن "هدفنا الوصول إلى اتفاق شامل يشمل القرار 1701 ويضمن أن يكون هذا النزاع الأخير لأجيال عديدة، فالقرار 1701 كان ناجحاً لإيقاف الحرب عام 2006 لكن لم يقم أي طرف بتطبيقه، وأنا عدت إلى بيروت للقيام بمباحثات مع الحكومة والقادة السياسيين والعسكريين وأي شخص ممكن أن يلعب دوراً أساسياً لوضع لبنان على طريق حديد من القوة والاستقرار والازدهار الاقتصادي".

وأضاف: "لقد أجريت لقاءً بنّاء للغاية مع الرئيس بري وشكرته على هذه المباحثات المفصّلة، والحكومة اللبنانية وقادتها يحتاجون إلى دعم العالم، وأميركا وشركاؤها ملتزمون بهذا الدعم، والحكومة تستطيع ويجب أن تضع احتياجات شعبها أولاً، والعالم سيقف إلى جانب لبنان وقادته إذا قاموا بأخذ الخيارات الشجاعة والصعبة والضرورية المطلوبة في هذا الوقت لمصلحة الشعب".

وتابع هوكشتاين أن "أميركا تريد إنهاء هذه المواجهة والنزاع بأسرع وقتٍ ممكن وهي تعمل مع الحكومتين اللبنانية والإسرائيلية للوصول إلى صيغة تضع حداً للنزاع لمرة أخيرة، وتضع نيات لكي تسمع ليس فقط بوقف النزاع الآن ليبدأ بعد فترة، بل لينتهي تماماً ويستطيع الجميع العودة إلى منازلهم ويعرفون أننا وصلنا إلى عهدٍ جديدٍ من الازدهار".

من جهة ثانية، رفض هوكشتاين التعليق على ما ورد في تقرير "أكسيوس" الأميركي، وقال "لن أعلق على تقارير إعلامية مختلفة عن حلقات وتكتيكات ومفاوضات مختلفة سيكون لدينا محادثات بناءة مع الحكومتين اللبنانية والإسرائيلية للوصول إلى أفضل طرف لحل النزاع".

ونقل موقع "أكسيوس" في وقت سابق اليوم، عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين قولهم إن إسرائيل سلّمت الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، ورقة مبادئ لإنهاء الحرب على لبنان، تشترط فيها حرية عمل سلاح الجو الإسرائيلي في الأراضي اللبنانية لمنع تسليح حزب الله. وقال مسؤولون إسرائيليون إن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قدم الوثيقة إلى البيت الأبيض قبل زيارة هوكشتاين إلى بيروت، اليوم الاثنين، لمناقشة حل دبلوماسي للحرب التي تشنها إسرائيل على لبنان. وأضاف المسؤولون الإسرائيليون أن الورقة جاءت نتيجة للمناقشات التي أجراها وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، مع وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، حول الشروط التي تطالب بها إسرائيل لتكون جزءاً من أي حل دبلوماسي لإنهاء الحرب في لبنان.

وكرر مصدر مقرب من رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري لـ"العربي الجديد"، تأكيد "التزام موقف لبنان الرسمي بالقرار 1701، بمندرجاته كافة، من دون إدخال أي تعديل عليه". وقال: "هذه من المسلّمات ولا حديث فيها"، مشدداً على أن "الأولوية اليوم وقف العدوان الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية وتطبيق القرار الأممي".

أبو الغيط: مدخل الحل يكون في تطبيق القرار 1701

وفي إطار الحراك العربي للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان، زار الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، بري، ضمن جولة على المسؤولين في بيروت، حيث شدد على أن "مدخل الحلّ يكون في إصدار مجلس الأمن الدولي قراراً بوقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701". وفي معرض ردّه على أسئلة الصحافيين حول "إمكانية القضاء على حزب الله كما تطمح إسرائيل، وما إذا كانوا يؤيدون هذه الفكرة، ردّ أبو الغيط بالقول: "عند الحديث عن القضاء على حزب أو حركة أو فكرة، أحيلكم إلى مقال في غاية الأهمية في مجلة فورين بوليسي الأميركية، كتبه أستاذ أميركي جامعي، يقول فيه إنه لا تستطيع أن تقتل فكرة".

وتابع: "أكدت أيضاً ضرورة انسحاب إسرائيل الفوري مع توقف إطلاق النيران من أي أراضٍ لبنانية تكون قد خضعت للاحتلال أو لمحاولات إسرائيلية في التواجد على الأرض اللبنانية"، مشدداً على أن "القرار 1701 محوريّ ويجب استعادته وتنفيذه حرفياً وبالكامل، وفي أسرع وقتٍ ممكنٍ". وأضاف أبو الغيط "تحدثت أيضاً مع بري واستمعت إلى رؤيته للموقف ونقاشه مع الوسيط الأميركي وإلى ما توصّل إليه معه من احتمالاتٍ لتفاهمات، وآمل في أن تتحرك الأمور وألا ننتظر كثيراً في تحقيق هذه الانفراجة المطلوبة للوضع في لبنان"، مشدداً على أن "الوضع خطير".

وحول دور إيران في المنطقة ومواقفها المعلنة أخيراً، أجاب أبو الغيط في معرض ردّه على أسئلة الصحافيين "قرارات الجامعة العربية واضحة جداً، وأنا أعمل في إطار هذه القرارات، أي تدخلات أجنبية على الأرض اللبنانية أمر غير مقبول لدى الجامعة العربية، ويجب إعطاء الفرصة للبنان لاستعادة هيبته على أرضه ووحدة أراضيه وسيادته".

وحول الجهود العربية والخارجية وعدم التوصل إلى حل حتى الآن، قال أبو الغيط، إن حجم التواصل العربي العربي والنقاشات الدائرة بين العالم العربي والقوى الأجنبية عميقة للغاية".

المساهمون