توالت ردود الأفعال الحقوقية الغاضبة، على مذبحة استاد الكلية الحربية التي وقعت مساء أمس الأحد، وراح ضحيتها 22 من مشجعي نادي الزمالك، بالتزامن مع مباراة بين فريقي الزمالك وإنبي.
وعلق المحامي ومدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، جمال عيد، على المذبحة ومسؤولية وزارة الداخلية عنها، على "فيسبوك"، قائلا: إن تقديراته الأولية التي يعمل حاليا على توثيقها، تشير إلى أن عدد القتلى المصريين في عهد وزير الداخلية المصري الحالي، محمد إبراهيم، يتجاوز ضحايا كل وزراء الداخلية المصريين السابقين منذ استقلال مصر عام 1952، بل قد يكونون الأكثر على الإطلاق في القرن العشرين.
وتساءل عيد: "ما الذي يدفعني للتوقف عن القتل، حين يكون جزائي عليه ترقية أو مكافآت؟".
وعلقت الصحافية المصرية، والعضو المستقيل من مجلس نقابة الصحافيين، عبير سعدي، قائلة: "لعنة الدم لا تصيب فقط من أسال الدم، ولكن من برره أو حتى تجاهله، المرة المقبلة ربما يكون شخصا من عائلتك ذاهب لعمله أو للتعبير عن رأيه أو حتى لتشجيع فريقه. للأسف سقط آخر شهيد عندما فرطنا في حق أول شهيد، لا رحمة من دون إنسانية ولا سلام من دون عدالة، اللهم ارحمهم وارحمنا وألهمنا تغيير ما بأنفسنا حتى تغيرنا".
من جانبه، أصدر المركز المصري لحقوق الإنسان، بيانا عبر فيه عن أسفه جراء سقوط قتلى ومصابين على هامش مباراة الزمالك وإنبي باستاد الدفاع الجوي، ما يكشف عن "عشوائية المرحلة الراهنة وغياب الشفافية والمعلومات والمساءلة، ويفتح باب الانتقادات لوزارة الداخلية والاستراتيجية التي تتبعها فى التعامل مع التظاهرات السياسية والفاعليات الرياضية المختلفة"، بحسب بيان المنظمة، صباح اليوم.
وأكد المركز المصري أن واقعة استاد الدفاع الجوي تأتي بعد أيام قليلة من مقتل الناشطة شيماء الصباغ على هامش الاحتفال بالذكرى الرابعة لثورة يناير، وبالرغم من الإعلان عن ملاحقة الجاني وتقديمه إلى المحاكمة، إلا أن جريمة استاد الدفاع الجوي تكشف عن استمرار إفلات الجناة من العقاب، وعدم تدريب أفراد الشرطة على الطرق المناسبة للتعامل مع أعمال الشغب.
ودعا المركز المصري للتحقيق مع قيادات الداخلية المسؤولة عن تأمين المباراة، وكذلك مسؤولي الزمالك منظم المباراة، وقيادات مشجعي الزمالك، لمعرفة ملابسات الحادث وإعلان الحقائق كاملة، ومعاقبة الجناة بشكل عاجل وتحقيق العدالة الناجزة، وصرف تعويضات عاجلة لأسر الضحايا، خاصة أن إيقاف الدوري لتهدئة الرأي العام لن ينجح في تخفيف حدة الغضب.
وأصدر البيت العربي للبحوث والدراسات، بيانا أعرب فيه عن قلقه إزاء مقتل مشجعي نادي الزمالك، محملا قوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية مسؤولية ما جرى من أحداث عنف نتج عنه قتل المواطنين.
وقال مدير البيت العربي، مجدي عبد الفتاح، إن ما حدث من تطور للأوضاع أثناء دخول المواطنين إلى الاستاد لمشاهدة مباراة كرة قدم، نتج عنه هذا العدد الكبير من القتلى، هو دليل على خلل تنظيمي وعدم قدرة قوات الأمن على الحفاظ على حياة المواطنين، مشيرا إلى أن نتائج الأحداث تدل على ضعف تدريب أفراد الأمن من قبل وزارة الداخلية للتعامل مع التجمعات الكبيرة، وطبيعة وشكل وهدف تلك التجمعات، والتي يجب على أساسها اختيار قوات الأمن المشاركة في التأمين والحماية.
وأضاف عبد الفتاح، أن قرار إنشاء بوابة واحدة لدخول المواطنين عبر قفص حديد أمر يدل على أن وزارة الداخلية تتعامل مع كل أشكال تجمع المواطنين بمعنى واحد، وكأن هدف الجميع هو الاعتداء على قوات أمن الوزارة.