رشاقة أم موهبة...لاعبة الجمباز الأميركية التي تحدت الجاذبية

17 اغسطس 2016
سيموني بايلز والإبداع في الجمباز (العربي الجديد، Getty)
+ الخط -

أبهرت لاعبة الجمباز الفني، سيموني بايلز، الجماهير في أولمبياد ريو 2016 عبر أدائها الرائع ورشاقتها المُميزة، هذا بالإضافة إلى حركاتها البهلوانية الخطيرة في الهواء، لتصبح واحدة من أفضل رياضيي الجمباز الفني.

حصدت سيموني بايلز خمس ميداليات في أولمبياد ريو الحالي، أربع منها ذهبية وواحدة برونزية، ورغم أن الفريق الأميركي في هذه الرياضة يُقدم عروضا رائعة، إلا أن بايلز ظهرت بشكل لافت، ووصف المعلقون كل حركاتها وأدائها الرياضي بأنه تحد للجاذبية.

تملك سيموني بايلز رشاقة ولياقة بدنية رهيبة في عالم الجمباز الفني، ولديها حركة خاصة تُعرف بـ"ذا بايلز" التي تعتمد على مجموعة من الحركات الهوائية غير المتوازنة تسير في نسق واحد، والنسق أو ما يُعرف بـ"Layout"، هو الحفاظ على الجسد ممدودا برشاقة في الهواء.

"ذا بايلز" هي قفزة مزدوجة في الهواء خلال نسق واحد تُضاف إليها نصف لفة في الهواء وسقوط على الأرض بدون النظر إلى المكان، كما أن بايلز تتميز بأنها تقوم بحركة أخرى حيث تنعطف بكامل جسدها مرتين قبل النزول إلى الأرض، لتعتمد بايلز على فيزياء الجاذبية معتمدة على التمارين الرياضية التقليدية في الجمباز.

وكان رولاند وولف، المُتوج بذهبية الجمباز في أولمبياد 1932، أول من ابتكر "اللفة والانعطاف" مع التحرك، ومنذ ذلك الحين كانت حركة القفز مع الالتفاف في الهواء محصورة بفئة الرجال فقط.

في العام 1952 بدأت النساء في المشاركة برياضة الجمباز، وكانت الحركات عادية ولا يمكن مقارنتها باليوم، إلى حين أصبح القفز مع تغيير الاتجاهات أمرا عاديا عند الرجال والنساء في المنافسات الأولمبية.

بايلز وتحدي الجاذبية
نجحت سيموني بايلز في صناعة أجمل وأصعب الحركات الهوائية على لإطلاق، وهي تعتمد دائماً في قفزتها على قوة قدميها التي تدفع بايلز للوصول إلى أعلى نقطة في الهواء، ويظهر الزخم دائماً عندما تقفز مستفيدة من قصر قامتها وصغر حجمها، لكن السؤال الذي طرحه علماء الفيزياء كيف يمكن لبايلز القيام بهذه الحركات في مساحة صغيرة وضيقة؟

يصل طول المربع الذي تتنافس فيه الرياضيات في الجمباز الفني إلى حوالي 12 متراً و39 قدماً، وبسبب ضيق المساحة، على بايلز أن تتحرك بسرعة لتنفيذ حركاتها الفنية، وهنا تكمن الصعوبة البالغة.

هذا الأمر دفع ببعض الخبراء البريطانيين للقيام بأبحاث علمية لمعرفة قدرة بايلز الخارقة على القيام بهذه الحركات المُميزة في مساحة ضيقة، واكتشفوا حقائق مُميزة أذهلت العالم وبرهنت أن بايلز ستكون إحدى نجمات الجمباز على مدى سنوات قادمة.

واكتشف الخبراء أن الرياضي بحاجة إلى مضمار طويل لكي يقوم بحركة هوائية مؤلفة من ثلاث لفات، وذلك لأن المسافة الطويلة تمنح الرياضي السرعة الكافية لوضع كل قوته في القفزة وبالتالي كسب مساحة أكبر في الهواء، لكن ماذا عن نصف اللفة التي تقوم بها بايلز في الهواء، هل لها تفسير علمي؟

عندما تقوم بايلز بعدة حركات في الهواء يصعب على علماء الفيزياء تفسير الظاهرة، لأن بايلز تلتف في عدة اتجاهات مختلفة، ولكي تنجح في صناعة نصف لفة في الهواء عليها أن تأخذ كل جسمها في اتجاه واحد، وهو الأمر المستحيل بسبب الجاذبية، كيف ذلك؟

يمكن للإنسان أن يغيّر طريقة سيره على الأرض لأنه يلمس شيئا ويغيّر اتجاهه، لكن كيف يتحرك رجل الفضاء في مكان لا جاذبية فيه؟ طبعاً يحتاج إلى ثقل لكي يحافظ على توازن ويبقى على الأرض ولا يطير.

بايلز تغيّر اتجاهها في الهواء بدون مساعدة من أحد وبدون أن تضع قدمها أو يديها على مكان يجعلها تلتف بسهولة، لكن سر تفوق بايلز هو ما تفعله قبل أن تلتف تلك اللفة على شكل نصف دائرة، إذ تقوم الأميركية بضم يدها اليُمنى نحو صدرها لتغيير الاتجاه، فماذا يحصل؟

عندما تضم بايلز يديها اليُمنى إلى صدرها في الهواء، يحصل خلل في توازن الجسد فيتغيّر في الاتجاه الذي تريد بايلز من خلال حركة اليد اليُمنى. بايلز تحدت الجاذبية وكسرت علم الفيزياء بحركة واحدة وغيّرت اتجاهها بدون الاتكاء على أي شيء سوى الهواء، الأمر الذي سيجعل من بايلز تسيطر على رياضة الجمباز الفني في السنوات القادمة.

دلالات
المساهمون