رغم الدمار...ما يزال مواظباً على بيع الكتب بحلب

حلب

الأناضول

avata
الأناضول
23 ديسمبر 2015
49359320-A886-4EBA-9F7D-8BC07CA6352E
+ الخط -


قتلت زوجته، تضرر منزله بالقصف، يعيش بمدينة صنفت مؤخراً على أنها "الأخطر في العالم"، ومع ذلك لم ينقطع الشيخ عبد الخالق شامية عن متابعة مزاولة مهنة بيع الكتب التي واظب عليها لأكثر من 55 عاماً.  

"شامية" من مواليد حلب القديمة عام 1933 ينتمي لعائلة حلبية معروفة، درس منذ صغره في الجامع الأموي في حلب المعروف بـ"الجامع الكبير" حتى عام 1950، وبدأ العمل بجمع الكتب التاريخية والأثرية والدينية والثقافية وأسس مكتبات لبيع الكتب بكافة اللغات للسياح والأجانب في سوق الزهراوي العريق، وشارع خان الوزير وخان الحرير بحلب القديمة. 

يعد "شامية" أقدم بائع للكتب في حلب ما يزال على قيد الحياة ومواظباً على عمله، كما يجيد فن الزخرفة العثمانية باستخدام الأحجار الكريمة، وتشهد بذلك لوحاته التي ما يزال يحتفظ ببعضها حتى الآن ويخاف عليها من أن تتحطم بالقصف. 

ما يزال يعيش شامية في حلب القديمة التي تسيطر قوات المعارضة على معظم أجزائها، مقابل قلعة حلب الشهيرة الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، وتعرض بيته لقصف النظام السوري ثم أصبح في مرمى نيران القناص التابع لقوات النظام المتمركز في القلعة. 

وأفاد شامية أن كثيراً من أصحاب المكتبات الكبيرة في مدينة حلب تعلموا المهنة منه، وكان يبيعهم الكتب في بداية عملهم في هذه المهنة. واعتبر أن عمله خدمة للعلم والثقافة، فقد استفاد منه معنوياً لأنه أفسح له المجال لقراءة الكثير من الكتب، ومادياً من خلال بيعها، حيث درت عليه أرباحاً مكنته من تربية 11 ولداً، مشيراً بحزن إلى أن أولاده جميعهم غادروا البلاد بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية والأمنية جراء الحرب الدائرة فيه منذ نحو 5 سنوات. 

ودعا شامية السوريين للتوحد وعدم السماح لأطراف أجنبية باستغلالهم، متهماً أميركا بصنع الإرهاب في سورية، واعتبرها المستفيد الأكبر منه. ويعمل الرجل الثمانيني حالياً في مكتبته الصغيرة في حيه القديم (خان الوزير) بعد أن خسر بقية مكتباته، وبالرغم من قلة الزبائن وتدني أرباحه بشكل كبير، إلا أنه يحرص يومياً على القدوم من منزله الذي ما تزال تبدو عليه آثار الدمار، ليعبر عن إصراره على الاستمرار في ما يسميه "خدمة العلم".


اقرأ أيضاً: 7 صور مأساوية: هنا ينام أطفال سورية

ذات صلة

الصورة
قوات روسية في درعا البلد، 2021 (سام حريري/فرانس برس)

سياسة

لا حلّ للأزمة السورية بعد تسع سنوات من عمر التدخل الروسي في سورية الذي بدأ في 2015، وقد تكون نقطة الضعف الأكبر لموسكو في هذا البلد.
الصورة
البعثة الأميركية في إدلب، سبتمبر 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

تواصل البعثة الأميركية في إدلب عملها، من خلال إجراء عمليات طبية جراحية نوعية يشرف عليها 25 طبيباً وطبيبة دخلوا مناطق سيطرة المعارضة، شمال غربي سورية...
الصورة
النازح السوري محمد معرزيتان، سبتمبر 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

يُواجه النازح السوري محمد معرزيتان مرض التقزّم وويلات النزوح وضيق الحال، ويقف عاجزاً عن تأمين الضروريات لأسرته التي تعيش داخل مخيم عشوائي قرب قرية حربنوش
الصورة
غارات جوية إسرائيلية على دمشق 21 يناير 2019 (Getty)

سياسة

قتل 16 شخصاً وجُرح 43 آخرون، في عدوان إسرائيلي واسع النطاق، ليل الأحد- الاثنين، على محيط مصياف بريف حماة وسط سورية.
المساهمون