قتلت زوجته، تضرر منزله بالقصف، يعيش بمدينة صنفت مؤخراً على أنها "الأخطر في العالم"، ومع ذلك لم ينقطع الشيخ عبد الخالق شامية عن متابعة مزاولة مهنة بيع الكتب التي واظب عليها لأكثر من 55 عاماً.
"شامية" من مواليد حلب القديمة عام 1933 ينتمي لعائلة حلبية معروفة، درس منذ صغره في الجامع الأموي في حلب المعروف بـ"الجامع الكبير" حتى عام 1950، وبدأ العمل بجمع الكتب التاريخية والأثرية والدينية والثقافية وأسس مكتبات لبيع الكتب بكافة اللغات للسياح والأجانب في سوق الزهراوي العريق، وشارع خان الوزير وخان الحرير بحلب القديمة.
يعد "شامية" أقدم بائع للكتب في حلب ما يزال على قيد الحياة ومواظباً على عمله، كما يجيد فن الزخرفة العثمانية باستخدام الأحجار الكريمة، وتشهد بذلك لوحاته التي ما يزال يحتفظ ببعضها حتى الآن ويخاف عليها من أن تتحطم بالقصف.
ما يزال يعيش شامية في حلب القديمة التي تسيطر قوات المعارضة على معظم أجزائها، مقابل قلعة حلب الشهيرة الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، وتعرض بيته لقصف النظام السوري ثم أصبح في مرمى نيران القناص التابع لقوات النظام المتمركز في القلعة.
وأفاد شامية أن كثيراً من أصحاب المكتبات الكبيرة في مدينة حلب تعلموا المهنة منه، وكان يبيعهم الكتب في بداية عملهم في هذه المهنة. واعتبر أن عمله خدمة للعلم والثقافة، فقد استفاد منه معنوياً لأنه أفسح له المجال لقراءة الكثير من الكتب، ومادياً من خلال بيعها، حيث درت عليه أرباحاً مكنته من تربية 11 ولداً، مشيراً بحزن إلى أن أولاده جميعهم غادروا البلاد بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية والأمنية جراء الحرب الدائرة فيه منذ نحو 5 سنوات.
ودعا شامية السوريين للتوحد وعدم السماح لأطراف أجنبية باستغلالهم، متهماً أميركا بصنع الإرهاب في سورية، واعتبرها المستفيد الأكبر منه. ويعمل الرجل الثمانيني حالياً في مكتبته الصغيرة في حيه القديم (خان الوزير) بعد أن خسر بقية مكتباته، وبالرغم من قلة الزبائن وتدني أرباحه بشكل كبير، إلا أنه يحرص يومياً على القدوم من منزله الذي ما تزال تبدو عليه آثار الدمار، ليعبر عن إصراره على الاستمرار في ما يسميه "خدمة العلم".
اقرأ أيضاً: 7 صور مأساوية: هنا ينام أطفال سورية