استمع إلى الملخص
- **مهام البعثة وتدريب الكوادر**: تشمل مهام البعثة الكشف على المرضى، إجراء عمليات جراحية خطرة، وتدريب الكوادر الطبية السورية، مع عقد محاضرات ومؤتمرات نظرية، نظراً لصعوبة سفر الأطباء السوريين.
- **قصص نجاح وتأثير البعثة**: استفاد العديد من المرضى من العمليات الجراحية، مثل علاج أورام سرطانية، وقدمت الطبيبة سوسن رشدان وزوجها خدمات جليلة، مع إدخال أجهزة طبية حديثة لعلاج اضطرابات النظم داخل القلب.
تواصل البعثة الأميركية في إدلب عملها، من خلال إجراء عمليات طبية جراحية نوعية يشرف عليها 25 طبيباً وطبيبة دخلوا مناطق سيطرة المعارضة، شمال غربي سورية، عن طريق "الجمعية الطبية السورية الأميركية" (سامز). وتعد البعثة الرابعة من الولايات المتحدة خلال عام 2024، لكنها الأكبر من حيث عدد الأطباء والاختصاصات النادرة في سورية وبعضها يحضُر للمرة الأولى.
وينقسم عمل البعثة الأميركية التي وصلت إلى سورية الأحد الماضي، إلى ثلاث مهام رئيسية، أولها الكشف على المرضى وإجراء عمليات جراحية خطرة، بعضها يجرى في إدلب للمرة الأولى، والثانية تدريب كوادر طبية سورية لنقل آخر ما توصل إليه المجال الطبي، بالإضافة إلى الشق النظري المتمثل في عقد محاضرات ومؤتمرات، خاصة أن معظم الأطباء في إدلب لا يمكنهم السفر وحضور مؤتمرات خارجية بسبب وضع البلاد الراهن.
وقال منسق المشاريع التخصصية في "سامز"، حمزة السيد لـ"العربي الجديد": "أهم الاختصاصات في هذه البعثة هي القلبية بكل فروعها، ومنها التي تعتمد على تدخلات الأوعية الإكليلية الأكثر طلباً في إدلب، ولأول مرة في سورية سيتم إجراء تدخلات تتعلق بكهربائية الدماغ، إضافة لعمليات جراحية للصمامات القلبية المعقدة جداً، والتي لا يمكن إجراؤها في مستشفيات إدلب العامة أو الخاصة، ويوجد عمليات غير جراحية لإغلاق الفتحات القلبية عبر القهقرة الطبية، وهي أيضاً نادرة وقد أجريت العام الماضي لأول مرة في سورية". وأضاف: "عدد المرضى الأطفال الذين سجلوا لاستشارات طبية باختصاصات غير متوفرة في شمال غرب سوريا تجاوز ألف مريض، في الاضطرابات الهضمية والعصبية وأمراض القلب".
وقبل وصول البعثة لم يكن هناك علاج لهؤلاء الأطفال سوى بنقلهم إلى مستشفيات تركية، وهو خيار أصبح محدوداً جداً مؤخراً، أو بمحاولة العلاج لدى أطباء غير اختصاصيين.
وخلال انتظار الشاب عذاب ضروبا في قاعة الانتظار ضمن مشفى إدلب المركزي التابع لمنظمة "سامز" والده عبيد، قال لـ"العربي الجديد": "منذ شهرين علمنا بإصابة والدي بورم سرطاني في البروستات، ولكن لم يكن لدينا أمل في إجراء هذا التدخل الجراحي في إدلب لولا وصول هذه البعثة، وقد خضع والدي الآن للعملية على يد الطبيب السوري الأميركي وسيم سلقيني".
وكذلك الأمر لزكي العيسى، وهو من المستفيدين من وصول هذه البعثة، يقول لـ"العربي الجديد": "بعد تصوير المثانة لوالدي وملاحظة سماكة في جدارها، قرر الأطباء أخذ خزعة منها لتحليلها، واكتشفنا حينها الورم السرطاني، لم يكن لدينا خيار العلاج وإجراء العمل الجراحي في إدلب لولا توفره ضمن هذه البعثة".
وتقول الطبيبة سوسن رشدان، وهي أخصائية أورام بجامعة تكساس في أوستن، لـ"العربي الجديد: "التجربة الأولى لي ضمن بعثة طبية إلى سورية كانت العام الماضي، كانت رائعة، استطعت تقديم الفائدة للمرضى ونقل آخر ما توصل إليه الطب للأطباء في إدلب بالإضافة لمحاضرات لطلاب الطب، هذا العام أتيت إلى إدلب رفقة زوجي وهو طبيب أخصائي في جراحة القلب، وقد أجرى العديد من العمليات الجراحية هنا".
وتضيف رشدان: "زيارتي لإدلب وتقديم ما تعلمته أمر رائع جداً، لكنني شعرت بالعجز أمام بعض الحالات التي لم أستطع تقديم العلاج لها كما يجب بسبب ضعف الإمكانات".
من جهته قال الطبيب الأخصائي في كهربائية القلب غياث صباغ، لـ"العربي الجديد": "أعيش في الولايات المتحدة منذ 25 عاماً. البعثة الطبية الأولى لي كانت في العام الماضي لمدينة عفرين، استطعنا خلالها إحضار أجهزة طبية قلبية حديثة دخلت سورية للمرة الأولى، ومن حينها قررت القدوم كل عام. في هذه المرة جلبنا معنا أيضاً أجهزة طبية حديثة، أحدها يدخل الشمال السوري للمرة الأولى، وهو يُعنى باضطرابات النظم داخل القلب للتخلص من اللانظميات وتسارع ضربات القلب. اختبرنا الجهاز وهو في حالة جيدة وبدأنا استقبال المرضى لإجراء العمليات".
وكانت مديرية الصحة في مدينة إدلب عقدت في نهاية يونيو/حزيران العام الجاري، مؤتمراً صحفياً لبعثة منظمة "ميد غلوبال" الطبية القادمة من الولايات المتحدة وبريطانيا، بمشاركة مجموعة من أهم الأطباء والجراحين من تخصصات مختلفة. وتناول المؤتمر أهمية عمل البعثات الطبية واستمرار دعم المنشآت والخدمات الصحية، وتدريب الكوادر الطبية، من أجل النهوض بالخدمات الصحية في الشمال السوري.