يواصل العيد ولد دلبح الرقص في مساء يوم شاق من العمل مع بعض رفاقه العمال في مجال بناء المنازل في الريف الموريتاني، وذلك من أجل التخفيف من حدة التعب من خلال الرقص بالذات سواء كان جماعياً أو فردياً. هذه الطريقة يعتمدونها كما اعتمدها أهلهم من قبلهم منذ أزمنة بعيدة.
يقول ولد دلبح لـ"العربي الجديد"، إنّه يمارس رقصة "خومبل" التقليدية، وهي رقصة عفوية، من دون مقدمات أو تجهيزات وفي أيّ مكان، إذ يبدأها صاحبها مباشرة لدى وصوله إلى البيت أو الحي الشعبي الذي يقطن فيه، كما أنها تشبه الرياضة البدنية في مجتمعات وثقافات أخرى. يباشر الراقص التمايل مع رفاقه أو بمفرده، حتى يصل إلى الشعور بالراحة التامة والطمأنينة.
يشير ولد دلبح إلى أنّ رقصة "خومبل" تصاحبها في بعض الأحيان موسيقى صاخبة، فيما يستمر الرقص طوال ساعات. ولا يقتصر مفعولها على إزالة التعب، بل إنّ البعض يرقصونها لرؤية مختلفة، إذ يقول ولد دلبح إنّ "خومبل" تجلب أيضاً الحظ السعيد لليوم التالي من العمل كما يعتقد المواطنون من سكان الريف، وخصوصاً الذين يواظبون على رقصها يومياً.
من جهته، يقول حماها ولد أحمد، إنه يمارس رقصة "خومبل" يومياً مثل غيره في الحيّ الذي يسكن فيها، وتتطور الرقصة أحياناً إلى شبه سهرة موسيقية يشارك فيها رفاقه في العمل. يلفت إلى أنّ رقصة "خومبل" من التقاليد المتوارثة التي بقيت حتى الآن تمارَس على مستوى واسع في القرى النائية على وجه الخصوص، على العكس من تقاليد أخرى زالت أو في طريقها إلى الزوال. يضيف ولد أحمد لـ"العربي الجديد"، أنّ الموريتانيين من خلال رقصتهم هذه يكسبون جولة جديدة في طريق الوصول إلى فرص عمل مستقبلية، تبدأ من غدهم بالذات، بروح رياضية، فلا يسمحون للملل والإحباط بأن يتسللا إليهم، وهما اللذان تسببهما ممارسة الأعمال اليدوية الشاقة، كمزاولة بناء المنازل، أو العمل في مقالع الحجارة، أو سقي المواشي عند الآبار لدى سكان الريف والمناطق النائية أو أي أعمال يدوية أخرى شاقة.
يؤكد ولد أحمد أنّ رقصة "خومبل" تشكل أحياناً فرصة لبعض الجيران وسكان الحي الواحد للتلاقي في مكان واحد والمشاركة في الرقص والاستماع إلى الموسيقى، إذ تتحول رقصة "خومبل" الفردية إلى رقص جماعي وسمر وسهر لسكان الحي، أو "لفريك" كما يسمى محلياً، وهو تجمع لعدد من الخيام (تسمى المنازل) المضروبة في الصحراء بالقرب من أحد الآبار في منطقة نائية عن ضجيج المدن ومشاكلها.
اقــرأ أيضاً
لا تقتصر الرقصة التقليدية على من يمارسون المهن اليدوية التي تجلب التعب والإرهاق، بل تنتشر الرقصة بين الرعاة والفلاحين في الريف الموريتاني الذي ما زال سكانه يحافظون بقوة على العادات والتقاليد الثقافية والفنية، خلافاً لسكان المدن الكبرى الذين تقل عندهم، غالباً، ممارسة بعض التقاليد القديمة المتوارثة عن الأجداد.
يعتبر الباحث الموريتاني سيد أحمد عبد اللطيف، أنّ ساعة من الرقص، أو أكثر، تمثل ترويحاً للنفوس وإزاحة لمشاكل الحياة ومشاغلها وصعابها الكثيرة التي تسبب التعب والإرهاق. وهكذا، فإنّ الموريتانيين يواجهون تلك المتاعب بالرقص والموسيقى للتخفيف من حدتها وآلامها. يضيف ولد عبد اللطيف لـ"العربي الجديد"، أنّ رقصة "خومبل" تعبير عن الفرح وتغلب على صعاب الحياة اليومية، كما يراد لها أن تجلب الفرح والسرور وتزيح آثار المشقة، وهي كذلك وسيلة للتحمل وعدم الانهزام. وعن طريق "خومبل" التي تجمع كلّ الموريتانيين تتجدد الحياة ويفسح المجال لغد مشرق يمكن من خلاله للحياة أن تكون غير الأمس، فتنضج الأفكار وتنزاح الهموم والمتاعب التي تكدر العيش.
لا يقتصر أداء رقصة "خومبل" على فئة من فئات المجتمع الموريتاني، إذ يشير عاليون صاو إلى أنّها استقطبت الكثير من الشباب من الموريتانيين ذوي الأصول الأفريقية (أي من البلدان الأفريقية غير العربية، مثل السنغال ومالي وغيرهما)، كما امتدت إلى الفئات الأخرى حتى أصبحت عرفاً متبعا لأغلب الشباب، بغض النظر عن عرقهم، خصوصاً في المدن الجنوبية كمدن كيهيدي وروصو وبوكي وسيلبيابي، جنوبي شرق موريتانيا، بحسب موقع وزارة الثقافة والصناعة التقليدية في موريتانيا.
تجدر الإشارة إلى أنّ رقصة "خومبل" ليست حكراً على الرجال. فكما يتعب الرجال في أعمالهم تتعب النساء في الحقول والمراعي والبيوت والأعمال الشاقة المختلفة، وهكذا فإنّ فرصهن متساوية في الحصول على لحظات من التعبير عن الذات من خلال الرقص العفوي، ومعه إزالة التعب اليومي.
يقول ولد دلبح لـ"العربي الجديد"، إنّه يمارس رقصة "خومبل" التقليدية، وهي رقصة عفوية، من دون مقدمات أو تجهيزات وفي أيّ مكان، إذ يبدأها صاحبها مباشرة لدى وصوله إلى البيت أو الحي الشعبي الذي يقطن فيه، كما أنها تشبه الرياضة البدنية في مجتمعات وثقافات أخرى. يباشر الراقص التمايل مع رفاقه أو بمفرده، حتى يصل إلى الشعور بالراحة التامة والطمأنينة.
يشير ولد دلبح إلى أنّ رقصة "خومبل" تصاحبها في بعض الأحيان موسيقى صاخبة، فيما يستمر الرقص طوال ساعات. ولا يقتصر مفعولها على إزالة التعب، بل إنّ البعض يرقصونها لرؤية مختلفة، إذ يقول ولد دلبح إنّ "خومبل" تجلب أيضاً الحظ السعيد لليوم التالي من العمل كما يعتقد المواطنون من سكان الريف، وخصوصاً الذين يواظبون على رقصها يومياً.
من جهته، يقول حماها ولد أحمد، إنه يمارس رقصة "خومبل" يومياً مثل غيره في الحيّ الذي يسكن فيها، وتتطور الرقصة أحياناً إلى شبه سهرة موسيقية يشارك فيها رفاقه في العمل. يلفت إلى أنّ رقصة "خومبل" من التقاليد المتوارثة التي بقيت حتى الآن تمارَس على مستوى واسع في القرى النائية على وجه الخصوص، على العكس من تقاليد أخرى زالت أو في طريقها إلى الزوال. يضيف ولد أحمد لـ"العربي الجديد"، أنّ الموريتانيين من خلال رقصتهم هذه يكسبون جولة جديدة في طريق الوصول إلى فرص عمل مستقبلية، تبدأ من غدهم بالذات، بروح رياضية، فلا يسمحون للملل والإحباط بأن يتسللا إليهم، وهما اللذان تسببهما ممارسة الأعمال اليدوية الشاقة، كمزاولة بناء المنازل، أو العمل في مقالع الحجارة، أو سقي المواشي عند الآبار لدى سكان الريف والمناطق النائية أو أي أعمال يدوية أخرى شاقة.
يؤكد ولد أحمد أنّ رقصة "خومبل" تشكل أحياناً فرصة لبعض الجيران وسكان الحي الواحد للتلاقي في مكان واحد والمشاركة في الرقص والاستماع إلى الموسيقى، إذ تتحول رقصة "خومبل" الفردية إلى رقص جماعي وسمر وسهر لسكان الحي، أو "لفريك" كما يسمى محلياً، وهو تجمع لعدد من الخيام (تسمى المنازل) المضروبة في الصحراء بالقرب من أحد الآبار في منطقة نائية عن ضجيج المدن ومشاكلها.
لا تقتصر الرقصة التقليدية على من يمارسون المهن اليدوية التي تجلب التعب والإرهاق، بل تنتشر الرقصة بين الرعاة والفلاحين في الريف الموريتاني الذي ما زال سكانه يحافظون بقوة على العادات والتقاليد الثقافية والفنية، خلافاً لسكان المدن الكبرى الذين تقل عندهم، غالباً، ممارسة بعض التقاليد القديمة المتوارثة عن الأجداد.
يعتبر الباحث الموريتاني سيد أحمد عبد اللطيف، أنّ ساعة من الرقص، أو أكثر، تمثل ترويحاً للنفوس وإزاحة لمشاكل الحياة ومشاغلها وصعابها الكثيرة التي تسبب التعب والإرهاق. وهكذا، فإنّ الموريتانيين يواجهون تلك المتاعب بالرقص والموسيقى للتخفيف من حدتها وآلامها. يضيف ولد عبد اللطيف لـ"العربي الجديد"، أنّ رقصة "خومبل" تعبير عن الفرح وتغلب على صعاب الحياة اليومية، كما يراد لها أن تجلب الفرح والسرور وتزيح آثار المشقة، وهي كذلك وسيلة للتحمل وعدم الانهزام. وعن طريق "خومبل" التي تجمع كلّ الموريتانيين تتجدد الحياة ويفسح المجال لغد مشرق يمكن من خلاله للحياة أن تكون غير الأمس، فتنضج الأفكار وتنزاح الهموم والمتاعب التي تكدر العيش.
لا يقتصر أداء رقصة "خومبل" على فئة من فئات المجتمع الموريتاني، إذ يشير عاليون صاو إلى أنّها استقطبت الكثير من الشباب من الموريتانيين ذوي الأصول الأفريقية (أي من البلدان الأفريقية غير العربية، مثل السنغال ومالي وغيرهما)، كما امتدت إلى الفئات الأخرى حتى أصبحت عرفاً متبعا لأغلب الشباب، بغض النظر عن عرقهم، خصوصاً في المدن الجنوبية كمدن كيهيدي وروصو وبوكي وسيلبيابي، جنوبي شرق موريتانيا، بحسب موقع وزارة الثقافة والصناعة التقليدية في موريتانيا.
تجدر الإشارة إلى أنّ رقصة "خومبل" ليست حكراً على الرجال. فكما يتعب الرجال في أعمالهم تتعب النساء في الحقول والمراعي والبيوت والأعمال الشاقة المختلفة، وهكذا فإنّ فرصهن متساوية في الحصول على لحظات من التعبير عن الذات من خلال الرقص العفوي، ومعه إزالة التعب اليومي.