رمضان يجدد مواجع المصريين بشأن الغلاء... والركود يطوق الأسواق
سيطرت حالة من الركود الشديد على أسواق الأغذية في مصر مع بداية موسم رمضان؛ نتيجة الزيادات المتتالية في أسعار السلع، في وقت تتدنى القدرات الشرائية للمستهلكين لمستويات غير مسبوقة، في ظل ثبات الأجور منذ العام الماضي.
ومع دخول شهر رمضان الذي غالبا ما تعمد فيه الأسر إلى زيادة استهلاكها، تتجدد مواجع عشرات ملايين المصريين بسبب الغلاء، بعدما أعيتها السياسة النقدية والمالية للدولة، حيث اشتملت على إجراءات تقشفية استهدفت الطبقات الفقيرة والمتوسطة بشكل مباشر، على رأسها تحرير العملة ورفع أسعار الوقود والطاقة والخدمات.
ويقول جمال صالح، موظف بالمعاش، لـ "العربي الجديد": "أحصل على معاش 650 جنيها شهريا (36 دولارا) ولدي ثلاثة أبناء. هذا المبلغ الزهيد لا يكفي لشراء احتياجات الغذاء لمدة أسبوع في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار".
وأشار صالح إلى أن الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها ستضطره إلى الاستغناء عن معظم السلع الغذائية التي اعتاد على شرائها في شهر رمضان كل عام، في مقدمتها الحلوى والتمور، واللجوء إلى أجزاء الدواجن واللحوم المستوردة كبديل عن اللحوم والدواجن المحلية.
وقالت أسماء سعيد، معلمة في إحدى مدارس محافظة القليوبية، إنها لم تشتر "ياميش" رمضان بسبب الأسعار الخيالية للسلع المعروضة لدى المحال التجارية بما يفوق قدرتها المالية.
وأشارت سعيد، إلى أنها ستكتفي خلال رمضان بنفس الكميات التي تستهلكها في الأيام العادية من اللحوم والدواجن وستضطر للاستغناء عن شراء الحلوى في هذا الشهر.
ويتبرأ التجار من موجة الغلاء التي تضرب مصر منذ ثلاث سنوات، مؤكدين أن الإجراءات الحكومية هي الفاعل الرئيس في ظاهرة كهذه، خاصة ما يتعلق بانهيار قيمة الجنيه.
ويقول التجار إن الركود الذي يحاصر أسواقهم بسبب غلاء المعيشة يجعلهم يضحون بالجزء الأكبر من هوامش أرباحهم مقابل تدوير حركة البيع والشراء، ومع ذلك يستمر الركود.
وقال سكرتير شعبة القصابين بغرفة القاهرة التجارية، هيثم عبدالباسط لـ "العربي الجديد" إن سوق اللحوم يعيش حالة من الركود الشديد رغم حلول موسم رمضان والذي يتزايد فيه الاستهلاك، إلا أن الزيادات المتتالية في الأسعار دفعت المواطنين إلى تخفيض استهلاكهم.
وأشار إلى أن انخفاض المعروض من اللحوم البلدية وارتفاع تكلفة الإنتاج في ظل غلاء أسعار الأعلاف، أدى إلى زيادة أسعار المواشي، ما دفع الجزارين إلى رفع أسعار اللحوم البلدية بنسبة 10% خلال مايو/ أيار الجاري.
وأضاف عبدالباسط، أن أسعار اللحوم الكندوز وصلت إلى 150 جنيها للكيلو، أما الضأن فيتراوح سعره من 120 إلى 160 جنيها، والقملي من 90 إلى 100 جنيها.
وأكد رئيس شعبة الثروة الداجنة بغرفة القاهرة التجارية عبدالعزيز السيد، لـ "العربي الجديد"، أن مبيعات الدواجن انخفضت خلال موسم رمضان الحالي بنسبة تجاوزت 60% مقارنة بالموسم الماضي، نتيجة ارتفاع أسعار الدواجن إلى 35 جنيها للكيلوغرام بعد أن كان يباع بنحو 18 جنيها في رمضان 2016.
وعزا السيد ارتفاع الأسعار، إلى زيادة مستلزمات الإنتاج خاصة الأعلاف بعد قرار البنك المركزي بتحرير سعر الصرف حيث يتم استيراد نحو 85% منها من الخارج، إضافة إلى تخارج نحو 40% من المربين من السوق.
وقال محمد الصعيدي، أحد أصحاب المزارع، لـ "العربي الجديد"، إن أسعار البط سجلت في المزرعة 45 جنيها للكيلوغرام مقابل 40 جنيها بداية الأسبوع الجاري، والدواجن 30 جنيها بعد أن كانت تباع بنحو 27 جنيها بالمزرعة، مشيرا إلى أن السوق يعاني من نقص في المعروض نتيجة ارتفاع تكلفة الإنتاج، وتخارج المربين.
وقال سكرتير شعبة المواد الغذائية بغرفة القاهرة التجارية عماد عابدين، لـ "العربي الجديد"، إن أسعار الأرز شهدت ارتفاعا بنسبة 13% خلال الأيام القليلة الماضية حيث ارتفع سعر الجوال زنة 25 كيلوغراما إلى نحو 200 جنيه بعد أن كان يباع بنحو 170 جنيها قبل موسم رمضان.
وأشار عابدين، إلى أن أسواق المواد الغذائية تشهد حالة من الهدوء خلال موسم رمضان الحالي في ظل تراجع الطلب من جانب المواطنين الذين يعانون من ارتفاع معدلات التضخم بشكل غير مسبوق.
وقال مصدر مسؤول في غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات المصرية، إن الزيادة الأخيرة في أسعار منتجات الألبان ترجع إلى ارتفاع أسعار اللبن المجفف في السوق العالمية، والذي تعتمد شركات الصناعات الغذائية على استيراده بنسبة 100 %.
وقال على عواض، تاجر حبوب، لـ "العربي الجديد"، إن أسعار الفول البلدي ارتفعت إلى 13 جنيها للكيلوغرام خلال الفترة الأخيرة بعد أن كان يباع بسعر 8 جنيهات قبل تطبيق قرار البنك المركزي بتعويم الجنيه في نوفمبر/ تشرين الأول 2016.
اقــرأ أيضاً
ومع دخول شهر رمضان الذي غالبا ما تعمد فيه الأسر إلى زيادة استهلاكها، تتجدد مواجع عشرات ملايين المصريين بسبب الغلاء، بعدما أعيتها السياسة النقدية والمالية للدولة، حيث اشتملت على إجراءات تقشفية استهدفت الطبقات الفقيرة والمتوسطة بشكل مباشر، على رأسها تحرير العملة ورفع أسعار الوقود والطاقة والخدمات.
ويقول جمال صالح، موظف بالمعاش، لـ "العربي الجديد": "أحصل على معاش 650 جنيها شهريا (36 دولارا) ولدي ثلاثة أبناء. هذا المبلغ الزهيد لا يكفي لشراء احتياجات الغذاء لمدة أسبوع في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار".
وأشار صالح إلى أن الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها ستضطره إلى الاستغناء عن معظم السلع الغذائية التي اعتاد على شرائها في شهر رمضان كل عام، في مقدمتها الحلوى والتمور، واللجوء إلى أجزاء الدواجن واللحوم المستوردة كبديل عن اللحوم والدواجن المحلية.
وقالت أسماء سعيد، معلمة في إحدى مدارس محافظة القليوبية، إنها لم تشتر "ياميش" رمضان بسبب الأسعار الخيالية للسلع المعروضة لدى المحال التجارية بما يفوق قدرتها المالية.
وأشارت سعيد، إلى أنها ستكتفي خلال رمضان بنفس الكميات التي تستهلكها في الأيام العادية من اللحوم والدواجن وستضطر للاستغناء عن شراء الحلوى في هذا الشهر.
ويتبرأ التجار من موجة الغلاء التي تضرب مصر منذ ثلاث سنوات، مؤكدين أن الإجراءات الحكومية هي الفاعل الرئيس في ظاهرة كهذه، خاصة ما يتعلق بانهيار قيمة الجنيه.
ويقول التجار إن الركود الذي يحاصر أسواقهم بسبب غلاء المعيشة يجعلهم يضحون بالجزء الأكبر من هوامش أرباحهم مقابل تدوير حركة البيع والشراء، ومع ذلك يستمر الركود.
وقال سكرتير شعبة القصابين بغرفة القاهرة التجارية، هيثم عبدالباسط لـ "العربي الجديد" إن سوق اللحوم يعيش حالة من الركود الشديد رغم حلول موسم رمضان والذي يتزايد فيه الاستهلاك، إلا أن الزيادات المتتالية في الأسعار دفعت المواطنين إلى تخفيض استهلاكهم.
وأشار إلى أن انخفاض المعروض من اللحوم البلدية وارتفاع تكلفة الإنتاج في ظل غلاء أسعار الأعلاف، أدى إلى زيادة أسعار المواشي، ما دفع الجزارين إلى رفع أسعار اللحوم البلدية بنسبة 10% خلال مايو/ أيار الجاري.
وأضاف عبدالباسط، أن أسعار اللحوم الكندوز وصلت إلى 150 جنيها للكيلو، أما الضأن فيتراوح سعره من 120 إلى 160 جنيها، والقملي من 90 إلى 100 جنيها.
وأكد رئيس شعبة الثروة الداجنة بغرفة القاهرة التجارية عبدالعزيز السيد، لـ "العربي الجديد"، أن مبيعات الدواجن انخفضت خلال موسم رمضان الحالي بنسبة تجاوزت 60% مقارنة بالموسم الماضي، نتيجة ارتفاع أسعار الدواجن إلى 35 جنيها للكيلوغرام بعد أن كان يباع بنحو 18 جنيها في رمضان 2016.
وعزا السيد ارتفاع الأسعار، إلى زيادة مستلزمات الإنتاج خاصة الأعلاف بعد قرار البنك المركزي بتحرير سعر الصرف حيث يتم استيراد نحو 85% منها من الخارج، إضافة إلى تخارج نحو 40% من المربين من السوق.
وقال محمد الصعيدي، أحد أصحاب المزارع، لـ "العربي الجديد"، إن أسعار البط سجلت في المزرعة 45 جنيها للكيلوغرام مقابل 40 جنيها بداية الأسبوع الجاري، والدواجن 30 جنيها بعد أن كانت تباع بنحو 27 جنيها بالمزرعة، مشيرا إلى أن السوق يعاني من نقص في المعروض نتيجة ارتفاع تكلفة الإنتاج، وتخارج المربين.
وقال سكرتير شعبة المواد الغذائية بغرفة القاهرة التجارية عماد عابدين، لـ "العربي الجديد"، إن أسعار الأرز شهدت ارتفاعا بنسبة 13% خلال الأيام القليلة الماضية حيث ارتفع سعر الجوال زنة 25 كيلوغراما إلى نحو 200 جنيه بعد أن كان يباع بنحو 170 جنيها قبل موسم رمضان.
وأشار عابدين، إلى أن أسواق المواد الغذائية تشهد حالة من الهدوء خلال موسم رمضان الحالي في ظل تراجع الطلب من جانب المواطنين الذين يعانون من ارتفاع معدلات التضخم بشكل غير مسبوق.
وقال مصدر مسؤول في غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات المصرية، إن الزيادة الأخيرة في أسعار منتجات الألبان ترجع إلى ارتفاع أسعار اللبن المجفف في السوق العالمية، والذي تعتمد شركات الصناعات الغذائية على استيراده بنسبة 100 %.
وقال على عواض، تاجر حبوب، لـ "العربي الجديد"، إن أسعار الفول البلدي ارتفعت إلى 13 جنيها للكيلوغرام خلال الفترة الأخيرة بعد أن كان يباع بسعر 8 جنيهات قبل تطبيق قرار البنك المركزي بتعويم الجنيه في نوفمبر/ تشرين الأول 2016.
دلالات
المساهمون
المزيد في اقتصاد