في أول رد فعل إيراني على قرار إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، قال الرئيس حسن روحاني، الثلاثاء، إن بلاده عليها انتظار "رد فعل الدول الكبرى" على خطوة ترامب، وإنه "سنسير وفقاً للأمن الإقليمي والعالمي، وسنتخذ خطوات تبعاً لمصلحتنا".
وأوضح روحاني، في كلمة له نقلها التلفزيون الإيراني الرسمي، أن بلاده ستبقى ملتزمة بالاتفاق النووي رغم إعلان ترامب، مشددا: "إذا حققنا أهداف الاتفاق بالتعاون مع الأعضاء الآخرين به فسيظل ساريا... وبالخروج من الاتفاق تقوض أميركا بشكل رسمي التزامها تجاه معاهدة دولية".
وأكد روحاني أنه أوعز إلى الخارجية الإيرانية بأن "تبدأ بحوار مكثف مع بقية أطراف الاتفاق، لتعرف كيف ستتصرف في المرحلة المقبلة، وما إن كانت ستضمن مصالح إيران، وهو ما يعني بقاء طهران في الاتفاق لفترة قصيرة جدا إلى حين إنهاء التشاور مع الشركاء الآخرين".
وهدد روحاني بقدرة بلاده على "استئناف التخصيب من دون أي قيود، إذا ما اقتضت الحاجة، وهو ما ستقرره طهران بعد حوارها مع بقية أطراف الاتفاق".
وحاول روحاني طمأنة الإيرانيين بقوله إن "على الشعب الإيراني ألا يقلق على مستقبل بلاده"، مشددا على أن الحكومة الإيرانية اتخذت "جملة من القرارات الاقتصادية تحسبا للقرار الأميركي كي لا يتأثر شعبنا".
وأكد الرئيس الإيراني أن "الحكومة لن تسمح لترامب بأن يمارس أي ضغوط نفسية أو اقتصادية على الشعب الإيراني".
وفيما أبرز أن إيران التزمت بما تعهدت به في الاتفاقية وطبقته عمليا، قال إن "أميركا تنقض عهودها، ولا تحترم الاتفاقات الدولية"، مشددا: "بهذا الانسحاب تقر أميركا بأنها دولة لا تحترم الاتفاقات الدولية، وهو قرار ينسجم مع سجلها في خرق الاتفاقات الدولية".
وأشار إلى أن "الاتفاقية لم تكن بيننا وبين أميركا حتى تعلن انسحابها، بل اتفاقية متعددة الطرف وعالمية، وصادق عليها مجلس الأمن الدولي".
وفي السياق ذاته، أرسل نواب في البرلمان الإيراني رسالة إلى المرشد الأعلى، علي خامنئي، جاء فيها أنهم "سيفرضون على الحكومة اتخاذ إجراءات صارمة لمواجهة خروج الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق النووي"، مؤكدين أن مجلس الشورى الإسلامي "سيقف بوجه المطالب الأميركية المتزايدة".
وجاء في الرسالة أن "النواب، بمختلف انتماءاتهم السياسية، لا يثقون في واشنطن ولن يسمحوا لها بفرض إملاءاتها على إيران".
وأبدى النواب رفضهم القاطع "عقد أي حوار جديد مع الغرب حول النووي".
في السياق ذاته، قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إنه "في حال ارتكب ترامب خطأ الخروج من الاتفاق، فلن يصل إلى أي نص يماثله أو يقترب منه".
من جهة أخرى، ذكرت مواقع إيرانية أن مساعد وزير الخارجية، عباس عراقجي، التقى مسؤولين سياسيين من بريطانيا وألمانيا وفرنسا في بروكسل، وحاولت هذه الأطراف أن تقنع طهران بالبقاء في الاتفاق، مؤكدين ضرورة استمراره.