كشفت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الإثنين، عن أن روسيا تعتزم اتّخاذ قاعدتها في طرطوس قاعدةً بحرية دائمة، بينما أفادت صحيفة "إزفيستيا" بأن موسكو تتفاوض مع مصر على استئجار مواقع عسكرية، بما في ذلك استعادة القاعدة الجوية السوفييتية في مدينة سيدي براني، شمال غرب مصر.
وقال نائب وزير الدفاع الروسي، نيكولاي بانكوف، في اجتماع للجنة الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد الروسي: "ستكون لدينا قاعدة بحرية حربية دائمة في طرطوس. تم إعداد وثائق بهذا الشأن، وهي تخضع لإجراءات التنسيق بين الجهات. درجة الجاهزية عالية جداً ونأمل في أننا سنطلب منكم قريباً المصادقة على هذه الوثائق".
من جهته، أكد النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع والأمن بمجلس الاتحاد، فرانتس كلينتسيفيتش، لوكالة "نوفوستي"، أن المجلس مستعد للمصادقة على الاتفاقية في أسرع وقت.
ومنذ بدء تدخلها العسكري المباشر في سورية، قبل أكثر من عام؛ عملت روسيا على تعزيز حضورها في المنطقة، بين المصادقة على اتفاقية نشر مجموعة الطيران الروسية في حميميم على أساس دائم، واستخدام قاعدة همدان في إيران، الذي لم يدم طويلاً، إلى أن تردد اليوم الحديث عن إقامة قاعدة بمصر.
وبحسب صحيفة "إزفيستيا"، ففي حال إقامة قاعدة عسكرية روسية في مصر؛ سيشكل ذلك انتقالاً إلى "مرحلة جديدة من التعاون بين البلدين، وسيساعد في حل مهام جيوسياسية محددة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".
ونقلت الصحيفة عن مصدر في الأوساط الدبلوماسية، وآخر مقرب من وزارة الدفاع الروسية، أنه قد تتم استعادة قاعدة سيدي براني بحلول عام 2019 في حالة التوصل إلى اتفاق.
وفي حين قال المصدر الدبلوماسي الروسي إن "القاهرة مستعدة للموافقة على تأجيرها لموسكو لحل المهام الجيوسياسية الأولية، التي تلبي مصالح الجانب المصري أيضاً"، نفى المتحدث الرسمي باِسم الرئاسة المصرية، علاء يوسف، ما تردد حول إمكانية بناء قواعد أجنبية في السواحل المصرية.
وأضاف الدبلوماسي الروسي أنه "بحسب الاتفاقات التي تم التوصل إليها في هذه المرحلة، فإن روسيا ستنقل معدات عسكرية بحراً، وسيكون هناك حضور عسكري روسي دائم بالقاعدة، إلا أن عدد العسكريين في المرحلة الأولية سيكون قليلاً جداً".
من جهته أوضح المصدر العسكري، أن وجود قاعدة عسكرية في شمال أفريقيا "ضروري" لروسيا، لحل المهام الجيوسياسية في ظروف عدم الاستقرار في المنطقة.
وتعمل نقطة الدعم المادي الفني للأسطول السوفييتي، ثم الروسي، في طرطوس منذ عام 1977، وذلك بموجب اتفاقية موقعة عام 1971، ويعتبر مرفأ طرطوس هو نقطة الدعم الوحيدة لروسيا في البحر الأبيض المتوسط، بينما تعتبر حميميم هي القاعدة الروسية الوحيدة خارج الاتحاد السوفييتي السابق.
أما قاعدة سيدي براني، فاستخدمها الاتحاد السوفييتي كقاعدة بحرية حتى عام 1972، وذلك لمراقبة القوات البحرية الأميركية، ولكن دون نشر مجموعات ضاربة بها.