في ظل حملات التهجير، عاد ريف حمص الشمالي وريف حماة الجنوبي مجدداً إلى الواجهة، وذلك مع اقتراب النظام السوري وحليفته روسيا من حسم ملف الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وسط شائعات أثارت حفيظة أهالي المنطقة التي دخلت اتفاق خفض التوتر، العام الماضي.
ورفض الروس تمديد اتفاق خفض التوتر الذي انتهى في فبراير/شباط الماضي، وذلك بهدف الضغط على المعارضة السورية، للقبول بشروط التسوية التي يسعون إليها في المنطقة.
وأفادت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد" بأن "النظام وروسيا ينفذان "لعبة قذرة" في منطقة ريف حمص الشمالي وريف حماة الجنوبي، عن طريق التفاوض مع كل منطقة على حدة، والتفاوض مع جهات غير مخولة، وهو ما شكل انقساماً في المنطقة وحالة من الذعر بين الأهالي، نتيجة الإشاعات المتداولة".
وأوضحت المصادر أن الممثل الروسي في المنطقة، اجتمع أمس مع ممثلين "غير شرعيين" عن ريف حماة الجنوبي، وأمهلهم مدة أسبوع من أجل الاختيار بين ثلاثة أمور هي "التهجير، التسوية، الحرب". كما بينت أن مجموعة أخرى من مدينة تلبيسة شمال حمص، حاول النظام التفاوض معها، ما أثار انقساماً في المدينة.
وأضافت المصادر أن إحدى النقاط التي جرى التفاوض عليها مع الممثل الروسي والنظام هي فتح طريق حمص حماة المقطوع منذ سنوات، والذي يمر بمحاذاة مدينة تلبيسة ومدينة الرستن في ريف حماة الشمالي.
كما أشارت إلى أن النظام وروسيا، يحاولان من خلال تلك المفاوضات الجانبية، الالتفاف على لجنة المفاوضات الممثلة لكافة المناطق والمعتمدة من قبل الفصائل العسكرية والتشكيلات المدنية في المنطقة، لعدم قبولها التخلي عن عدة شروط، على رأسها الإفراج عن المعتقلين.
وفي هذا الشأن، أعلنت "القوى والفعاليات الثورية في مدينة الرستن" عن تأييدها ودعمها الكامل لهيئة التفاوض، مؤكدة أنها الوحيدة المخولة بالتفاوض مع الجانب الروسي والنظام.
كذلك أكدت "رابطة النازحين في ريف حمص الشمالي" في بيانٍ لها، دعمها هيئة التفاوض الممثلة لريف حماة الجنوبي وريف حمص الشمالي، مشيرة إلى أنها الوحيدة التي تملك حق التفاوض عن المنطقة.
ونشرت "هيئة علماء حمص" بياناً طالبت فيه فصائل المعارضة والثورة في ريف حمص الشمالي بالتوحد، والحفاظ على المؤسسات الثورية في المنطقة.
وكانت فصائل من "الجيش السوري الحر" والمعارضة قد شكلت في ريف حمص الشمالي وحماة الجنوبي "الفيلق الرابع" ضمن الجيش الوطني التابع لوزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة برعاية تركية، وضمَّ "الفيلق الرابع" كلاً من "حركة أحرار الشام"، و"فيلق حمص" و"لواء الحق"، ومجموعة من الفصائل الأخرى العاملة في المنطقة.
بدوره، قال صهيب العلي، المتحدث باسم "حركة تحرير الوطن" التابعة لـ"الجيش السوري الحر" والعاملة شمال حمص، "إن المفاوضات بين اللجنة الممثلة للمنطقة والطرف الروسي، لا تزال جارية حول بنود اتفاق خفض التصعيد، ومن بينها نقطة تتعلق بموضوع فتح طريق حمص حماة".
وأوضح العلي، أنّ النظام يروج للمصالحة عن طريق البعض في المنطقة، إلا أنه لم ينجح في ذلك، واللجنة الوحيدة المخولة بالتفاوض هي اللجنة المشكلة من كافة التشكيلات وتمثل كافة مدن وبلدات المنطقة.