رياض سلامة.. رجل الاستقرار النقدي وحامي الليرة لمدة ربع قرن

يختلف الراصدون لأداء حاكم "مصرف لبنان" المركزي، رياض سلامة، لدى تقييمهم أداءه؛ منهم من يراه شخصية استثنائية ضمنت استقراراً نقدياً واجتماعياً لعقود، ومن ينظر إليه بعين "التبعية" لواشنطن. فمن هو سلامة؟

هو الابن البكر لتوفيق سلامة ورينيه رومانوس، ولد في 17 يوليو/ تموز 1950، وتابع دراساته في "مدرسة سيدة الجمهور للآباء اليسوعيين" ثم التحق بـ"الجامعة الأميركية في بيروت" حيث نال إجازة في الاقتصاد.

عُيّن حاكما لـ"مصرف لبنان" المركزي في 1 أغسطس/ آب 1993 لولاية 6 سنوات، وأُعيد تعيينه 4 ولايات متتالية في الأعوام 1999 و2005 و2011 و2017، وهو يدير "المركزي" يعاونه 4 نوّاب و"المجلس المركزي".

وبهذه الصفة، يترأس سلامة "المجلس المركزي لمصرف لبنان"، و"الهيئة المصرفية العليا"، و"هيئة التحقيق الخاصة المعنية بمكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب" و"هيئة الأسواق المالية".

هو عضو في مجلس محافظي "صندوق النقد الدولي" و"صندوق النقد العربي". وفي عام 2012، ترأس اجتماعات مجلسَي محافظي صندوق النقد والبنك الدوليين في طوكيو.

ومنذ 1 يوليو/ تموز 2013، أصبح رئيسا مشاركا في "مجلس الاستقرار المالي لمنطقة دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" مدة عامين. كما ترأس مجلس محافظي "صندوق النقد العربي" لسنة 2013. 

وبين 1973 و1985، اكتسب خبرة واسعة في مؤسسة "ميريل لينش" العالمية، متنقلًا بين بيروت وباريس، الأمر الذي أدى إلى تعيينه نائبا للرئيس ومستشارا ماليا عام 1985، إلى حين تعيينه حاكما لـ"مصرف لبنان" عام 1993، حيث تهدف سياسته النقدية إلى صون الليرة اللبنانية من أجل إرساء أُسس نمو اقتصادي واجتماعي مستدام.

نال سلامة العديد من الجوائز والأوسمة، ومن أبرزها منح Euromoney إيّاه جائزة أفضل حاكم مصرف مركزي عربي عام 1996، واللقب عينه عام 2003 (رجل العام)، وأفضل حاكم في الشرق الأوسط عام 2005 عن جائزتها للأسواق الناشئة، وأفضل حاكم في العالم سنة 2006، وأفضل حاكم في الشرق الأوسط لعام 2013.

كما منحته مجلة The Banker جائزة أفضل حاكم في الشرق الأوسط في الأعوام 2008 و2009 و2012، وصنّفته مجلة Global Finance كأحد أفضل ستة حكام في العالم سنة 2011، وأحد أفضل الحكام في العالم للأعوام 2016 و2017 و2018 على التوالي.

إضافة إلى الجوائز، نال سلامة وسام جوقة الشرف من رتبة فارس من رئيس الجمهورية الفرنسي الراحل جاك شيراك عام 1997، ووسام جوقة الشرف من رتبة ضابط من الرئيس السابق نيكولا ساركوزي عام 2009.

كذلك، حظي بالدكتوراه الفخرية في الإنسانيات من "الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت" عام 2009، ومن "الجامعة اللبنانية" (رسمية) عام 2010، ومن "الجامعة الأميركية للتكنولوجيا في جبيل" عام 2013.
هذا بالإضافة إلى نيله درعا تكريميا من منظمة "مصرفيون من أجل مستقبل أفضل" في فرانكفورت لاختياره كأحد أفضل 20 حاكما في العالم سنة 2004، وجائزة "جمعية المصرفيين العرب في شمال أميركا" ABANA سنة 2007، وجائزة شخصية الريادة المصرفية عام 2008 من "الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب"، الذي منحه أيضا جائزة أفضل حاكم عربي لعامي 2012 و2013. وكان أول حاكم مصرف مركزي عربي يقرع جرس افتتاح بورصة نيويورك عام 2009، وشارك في حفل افتتاح بورصة لندن لمناسبة يوم الأسواق المالية اللبنانية عام 2012.

كذلك، نال سلامة جائزة رجل العام 2010 من "غرفة التجارة الدولية- لبنان"، ودرعا تكريميا لمناسبة مرور 50 عاما على تأسيس "مصرف لبنان" من "اتحاد المصارف العربية" عام 2014، ودرعا من "مجموعة البنك والمستثمر" لرعايته مؤتمر "الاتجاهات الحالية والمستقبلية للنظام المصرفي في المنطقة" عام 2014، ودرعا تذكاريا من "الندوة الاقتصادية اللبنانية" عام 2017، وقلادة "بول هاريس" مع شهادتها ودرع المؤتمر السنوي للروتاري في لبنان تكريما لعطاءات حاكم مصرف لبنان عام 2014.

وقد أصدرت شركة "ليبان بوست" طابعا بريديا تكريما لسلامة لمناسبة مرور 25 عاما على تسلّمه حاكمية "مصرف لبنان" في 25 يونيو/حزيران 2018، وحظي بجائزة "محافظ العام 2019" كأفضل محافظ مصرف مركزي عربي في المؤتمر المصرفي العربي لسنة 2019.