ما الذي جاء بكَ إلى شرفتي في شارع كوميرس؟
أستيقظُ، في حدود الرابعة، فأسمع خربطتك المريبة وسط الهدوء الجاثم. أتفقّد الأستوديو، بغرفته ومطبخه وحمّامه، ثم بغتةً أرى شيئاً كالشبح من وراء الزجاج.
أفتح باب شرفة المطبخ، وأَختضُّ بحجمك الكبير ومنقارك المرعب.
نورس؟ نورس في بيتي؟
كان هذا الناقص! أقتربُ منك بهلع، ويدي ترتعد: عُد إلى بحرك، بحق سان جوردي، عُد!
تُطلق صوتاً حادّاً وتهمّ بالهجوم.
حذار أن تفعل!
ما أنا سوى غريب مثلك في هذه النواحي.
والبحر الذي جئتَ منه هو ذاته الذي قطعتُهُ من طرفه الأبعد، لأجرّب حظي.
بعد لحظات، أُوارب الباب بحذر، ويكون النوم طار، فأسمع خربطتك، ولكن هذه المرّة مُنفّرة أكثر: هل تنبش شيئاً ما؟
وأتذكّر كيس الزبالة الذي أضعه عادةً هناك، فأرتاح:
لقد هبطتَ إليّ بسبب الكيس وليس لكسرٍ في ساقك أو عطبٍ في جناحك.
وأسرح: يا كم نتشابه يا زائري، مع أنني أقلّ نهماً.
أسعى نهاري، وأَقبل بما تهبُ السلال.
* شاعر فلسطيني مقيم في برشلونة