في ما عُرف بـ"الأغاني الملتزمة" في فترة السبعينيات والثمانينيات، عرفنا وجوهاً غنائية لبنانية عديدة، مثل مارسيل خليفة، وزياد الرحباني، وجوزف صقر، وغيرهم.
إلى جانب هؤلاء، ثمّة اسمٌ بقي معروفاً بدرجةٍ أقل، رغم أنّ كثيرين يردّدون واحدة من أبرز الأغاني التي أدّاها، "بلا ولا شي"، المعروفة بـ"حب يساري"، وهي من ألحان زياد الرحباني. إنّه سامي حوّاط (1956)، الذي ينتظر الجمهور اللبناني حفله يوم 11 من الشهر الجاري في "مسرح أبراج" البيروتي. يحضر حوّاط مع فرقته "الرحّالة"، التي كان اسمها سابقاً المجموعة.
الفنان، الذي غنّى "أنا مش كافر"، ولا "تسألني عن ديني" و"الرأي العام"، ما زال يصرّ على يساريته، معتبراً في تصريحاته أن "هذه الحياة تريد نضالاً"، رافضاً أن يكون ما تبقّى من أفكاره مجرّد حنين، رغم اعترافه، ضمنياً، بأن أغانيه تنتمي إلى زمنٍ مضى، لكنّ الواقع لم يتغيّر كثيراً. بهذا، فإن أغاني حوّاط تظلّ موضوعاً راهناً، رغم مرور أكثر من 30 عاماً على كثيرٍ منها.
يتّضح من خلال طبيعة الموسيقى والألحان التي يقترحها حوّاط في أعماله، أنّه حتى تقنياً، من ناحية ما موسيقية، لا يزال ينتمي إلى ذلك الزمن، الذي تأثّر، إلى حدٍ كبير، بالشيخ إمام، سواء من جهة موسيقية، أو من جهة الشكل العام للأغنيات والأداء، خصوصاً الحسّ الساخر الذي تتسم به الأغاني.
يبدو أن حوّاط على قطيعة مع الأنماط الموسيقية الحديثة، إذ يرى، كما يقول في مقابلة له، أنّ هذه الموسيقى لم تنطلق من القديم، وإنما بدت مستوردة، وتجارية، من دون هوية. هكذا، تبدو ألحان حوّاط زاهدة أيضاً، كما يصف نفسه دائماً، متخليّاً عن السوق، وما أودت به الحداثة والعولمة، لنُلاحظ ميله إلى الجُملة الشرقية الخفيفة والرشيقة، منحازاً إلى اقتراح النّص، والموسيقى ليست سوى وسيلة لتمرير الرّسالة التي تحتويها القصيدة، أو كلمات الأغنية.
رغم هذه المُباشرة، وعدم الاهتمام بما هو حداثي، وعدم الاكتراث بالتجديد، يظلّ حوّاط ذا حضور خاصّ؛ فهو عفويّ بشكل أساسي، بعيد، بعكس كثيرين من أبناء جيله، عن أي تكلّف. نلاحظ هذا في أغانيه: "أهلا وسهلا فينا وفيك/ أرض بلادك بتحييك/ طالما الجيبة مليانة/ صروف وكسّر عاللبناني/ واحفظ درسك عالعميانة/ كلّه تيكن بترنتيك".
هكذا، تبقى أغاني حوّاط، إلى جانب سخريتها، منحازةً أيضاً ضدّ سطوة رأس المال، وتذهب في الحياة اليومية للناس البسطاء. اختار، مثلاً، قصيدة بيرم التونسي، "العامل المصري"، وغنّاها: "ليه أمشي حافي/ وأنا منبت مراكبكم/ ليه فرشي عريان، وأنا منجّد مراتبكم/ ليه بيتي خربان/ وأنا نجّار دواليبكم/ هي كده قسمتي؟ الله يحاسبكم!".
لم يقتصر عمل حوّاط على غناء هذا اللون من الأغاني وحسب، بل أيضاً قدّم أعمالاً خاصة بالأطفال، وكذلك أنشأ مسرحاً، يعرف بـ"المسرح الريفي"، كما أنّه شارك كممثل مع زياد الرحباني في مسرحياته: "شي فاشل" و"فيلم أميركي طويل" و"بالنسبة لبكرة شو" و"نزل السرور".
يتضمن برنامج حفل حوّاط أغنيات كثيرة، منها "ما أول ع آخر" و"في وردة" و"خمسة بالتاكسي" و"في لبنان وما في لبنانية"، إضافة إلى أغانيه القديمة المعروفة، مثل "دخلك على شو شايفة حالك"، و"أحد الإخوان" و"كيف أنسى" وأغنيات أخرى من ألبوماته "في شي ما شي" (2000) و"الرحالة" (2003) و"إنّو يعني" (2005).
إلى جانب هؤلاء، ثمّة اسمٌ بقي معروفاً بدرجةٍ أقل، رغم أنّ كثيرين يردّدون واحدة من أبرز الأغاني التي أدّاها، "بلا ولا شي"، المعروفة بـ"حب يساري"، وهي من ألحان زياد الرحباني. إنّه سامي حوّاط (1956)، الذي ينتظر الجمهور اللبناني حفله يوم 11 من الشهر الجاري في "مسرح أبراج" البيروتي. يحضر حوّاط مع فرقته "الرحّالة"، التي كان اسمها سابقاً المجموعة.
الفنان، الذي غنّى "أنا مش كافر"، ولا "تسألني عن ديني" و"الرأي العام"، ما زال يصرّ على يساريته، معتبراً في تصريحاته أن "هذه الحياة تريد نضالاً"، رافضاً أن يكون ما تبقّى من أفكاره مجرّد حنين، رغم اعترافه، ضمنياً، بأن أغانيه تنتمي إلى زمنٍ مضى، لكنّ الواقع لم يتغيّر كثيراً. بهذا، فإن أغاني حوّاط تظلّ موضوعاً راهناً، رغم مرور أكثر من 30 عاماً على كثيرٍ منها.
يتّضح من خلال طبيعة الموسيقى والألحان التي يقترحها حوّاط في أعماله، أنّه حتى تقنياً، من ناحية ما موسيقية، لا يزال ينتمي إلى ذلك الزمن، الذي تأثّر، إلى حدٍ كبير، بالشيخ إمام، سواء من جهة موسيقية، أو من جهة الشكل العام للأغنيات والأداء، خصوصاً الحسّ الساخر الذي تتسم به الأغاني.
يبدو أن حوّاط على قطيعة مع الأنماط الموسيقية الحديثة، إذ يرى، كما يقول في مقابلة له، أنّ هذه الموسيقى لم تنطلق من القديم، وإنما بدت مستوردة، وتجارية، من دون هوية. هكذا، تبدو ألحان حوّاط زاهدة أيضاً، كما يصف نفسه دائماً، متخليّاً عن السوق، وما أودت به الحداثة والعولمة، لنُلاحظ ميله إلى الجُملة الشرقية الخفيفة والرشيقة، منحازاً إلى اقتراح النّص، والموسيقى ليست سوى وسيلة لتمرير الرّسالة التي تحتويها القصيدة، أو كلمات الأغنية.
رغم هذه المُباشرة، وعدم الاهتمام بما هو حداثي، وعدم الاكتراث بالتجديد، يظلّ حوّاط ذا حضور خاصّ؛ فهو عفويّ بشكل أساسي، بعيد، بعكس كثيرين من أبناء جيله، عن أي تكلّف. نلاحظ هذا في أغانيه: "أهلا وسهلا فينا وفيك/ أرض بلادك بتحييك/ طالما الجيبة مليانة/ صروف وكسّر عاللبناني/ واحفظ درسك عالعميانة/ كلّه تيكن بترنتيك".
هكذا، تبقى أغاني حوّاط، إلى جانب سخريتها، منحازةً أيضاً ضدّ سطوة رأس المال، وتذهب في الحياة اليومية للناس البسطاء. اختار، مثلاً، قصيدة بيرم التونسي، "العامل المصري"، وغنّاها: "ليه أمشي حافي/ وأنا منبت مراكبكم/ ليه فرشي عريان، وأنا منجّد مراتبكم/ ليه بيتي خربان/ وأنا نجّار دواليبكم/ هي كده قسمتي؟ الله يحاسبكم!".
لم يقتصر عمل حوّاط على غناء هذا اللون من الأغاني وحسب، بل أيضاً قدّم أعمالاً خاصة بالأطفال، وكذلك أنشأ مسرحاً، يعرف بـ"المسرح الريفي"، كما أنّه شارك كممثل مع زياد الرحباني في مسرحياته: "شي فاشل" و"فيلم أميركي طويل" و"بالنسبة لبكرة شو" و"نزل السرور".
يتضمن برنامج حفل حوّاط أغنيات كثيرة، منها "ما أول ع آخر" و"في وردة" و"خمسة بالتاكسي" و"في لبنان وما في لبنانية"، إضافة إلى أغانيه القديمة المعروفة، مثل "دخلك على شو شايفة حالك"، و"أحد الإخوان" و"كيف أنسى" وأغنيات أخرى من ألبوماته "في شي ما شي" (2000) و"الرحالة" (2003) و"إنّو يعني" (2005).