سترة للمكفوفين... ابتكار من غزة للمساعدة على الحركة

01 يناير 2018
تأمل نورا أن يصبح ابتكارها متاحاً لكل المحتاجين(عبدالحكيم أبورياش)
+ الخط -

أعطى بحث الشابة الفلسطينية نورا صبرة (23 عاماً) من قطاع غزة المتعلق بخدمة شريحة المكفوفين بصرياً، فرصة لها لتتوصل لابتكار سترة مزودة بقطع إلكترونية تُمكّن مرتديها من هذه الفئة من التحرك داخل المنزل ومساعدتهم في القيام بمهامهم بكل سهولة.


ويعتمد الابتكار الذي توصلت إليه الشابة الغزية على ثلاث تقنيات تساعد المكفوف، من خلال  مجسّ يقيس بُعد الحاجز عن الكفيف بدقة عالية ومن ثم يتم تنبيهه بشكل صوتي إلى كل ما يعترض طريقه، بالإضافة إلى خاصية التعرف على الأجهزة الإلكترونية المحيطة بالبيت، وخاصية "GPS" التي تمكّن من تحديد موقع الكفيف عبر الهاتف المحمول.

وعملت صبرة على إنجاز مشروعها في فترة لم تتجاوز أربعة أشهر، إذ شكل في البداية مشروعًا لتخرجها من تخصص هندسة الحاسوب والاتصالات من جامعة الأزهر بغزة، قبل أن تقرر المواصلة في تطويره بشكل يمكنها من إنجاز هذه السترة (الجاكيت) وبيعها للمكفوفين.
وتقول صبرة لـ "العربي الجديد": إنها "خلال فترة زادت عن عام تقريباً، كانت تبحث عن مشروع مميز، قبل أن تختار فئة المكفوفين التي لا تجد اهتماماً كبيراً في مجال الابتكارات الذي يقتصر في الكثير من الأحيان على العصا التي تساعدهم في الطريق، لكنها لا ترشدهم بشكل حقيقي ومتكامل".

وتضيف الشابة الغزية، أنها خلال فترة العمل على إنجاز المشروع اصطدمت كثيرًا بنقص القطع الإلكترونية الخاصة بإنجاز مشروعها، نظراً لعدم تواجدها كثيراً في السوق المحلي بفعل الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ 11 عاماً، وارتفاع تكلفتها التي تفوق في بعض الأحيان مبلغ (500 شيقل إسرائيلي) للقطعة الواحدة في حين لا يتجاوز سعرها خارجياً 35 دولارا أميركيا (الدولار= 3.49 شيقلات).

وتوضح صبرة أنها ستواصل العمل في الفترة المقبلة على تطوير هذه السترة بشكل أوسع وأعمق في محاولة لمساعدة المكفوفين، ومن خلال العمل على إنجاز المزيد منها وبيعها لهذه الفئة بشكل يساهم في مساعدتهم بالقيام بمهامهم اليومية دون الحاجة لمساعدة.



وتشير إلى أن ارتفاع تكلفة القطع الإلكترونية الخاصة بالسترة في السوق المحلية في القطاع سيساهم في ارتفاع تكلفة السترة الواحدة والتي من شأنها أن تصل إلى 700 دولار أميركي، في حين من الممكن أن تنخفض إلى نحو 450 دولارا أميركيا فيما إذا جرى إدخالها دون أي معيقات.

تساعد السترة فئة المكفوفين (عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)


وحَرَمَ إغلاق معبر رفح البري من قبل السلطات المصرية الشابة صبرة من السفر للمشاركة في مسابقة نجوم العلوم خلال شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري، والتي أرادت خلالها عرض مشروعها أمام الجمهور العربي بشكل يساهم في انتشاره وتطويره.

وتبين أن المشروع سيكون خلال الفترة الأولى مقتصراً على الانتشار المحلي لفئة المكفوفين، وستحاول فيما بعد الانتقال به للانتشار على المستويين العربي والدولي، وستعمل على تطوير السترة بأشكال مختلفة ومتنوعة لتتناسب مع اختيارات مرتديها.

وتطمح صبرة إلى أن يتطور مشروعها خلال الفترة المقبلة بشكل يمكنها من إضافة لغات جديدة إلى جانب اللغة العربية، كاللغة الإنكليزية بشكل يساعد المكفوفين الأجانب كذلك على اقتناء هذه السترة والاعتماد عليها خلال تحركهم داخل منازلهم أو خارجها.

وتشير الشابة الفلسطينية إلى أن ظروف الحصار الإسرائيلي المشدد والمنع الأمني حرمها من إدخال كاميرا خاصة لإضافتها إلى السترة بشكل يمكن المكفوف الذي يرتديها من معرفة الأشياء المحيطة بها خارج المنزل كالسيارات والطرق والأماكن العامة، واقتصر الأمر على الأشياء داخل المنزل.
ستعمل الشابة على تطوير السترة حتى تلائم احتياجات المكفوفين (عبد الحكيم أبو رياش/ العربي الجديد)


وبحسب صبرة، فإن المشروع يحظى باهتمام العديد من المؤسسات الخاصة بدعم فئة المكفوفين بصرياً، والتي طلبت منها المزيد من التفاصيل عنه وآلية عمله أملاً في الحصول عليه منها لتوفيره لدى هذه الفئة.

ومن وسط حصار غزة، خرجت في السنوات الأخيرة إبداعات لافتة لشبان وشابات فلسطينيين، لكن معظمها اصطدمت بجدار التمويل وغياب التسويق الخارجي والسفر وتلقي الخبرات، لكن ذلك لم يوقف الفلسطينيين عن إبداعاتهم.
المساهمون