حصلت شقيقتان سعوديتان على حق اللجوء إلى دولة ثالثة، بعد أن استقرتا في هونغ كونغ عدة أشهر منذ وصلتا إليها هرباً من أسرتهما التي كانت تقضي إجازة في سريلانكا في سبتمبر/أيلول 2018، بعد أن فشلت محاولتهما للوصول إلى أستراليا التي كانتا تأملان في الحصول على حق اللجوء فيها.
ولأسباب تتعلق بالأمان، طلبت الشقيقتان (18 و20 سنة)، عدم الكشف عن هويتهما، ولا عن البلد الذي قبل طلبهما للجوء إليه، بحسب رويترز.
في بيان صدر في وقت متأخر أمس الإثنين، أكد المحامي المقيم في هونغ كونغ، مايكل فيدلر، الذي كان يساعدهما، أن الشقيقتين سافرتا بنجاح إلى دولة ثالثة في "تأشيرات إنسانية".
وكتب على صفحة "فيسبوك" الخاصة بمكتب المحاماة الذي يتابع قضية الفتاتين السعوديتين: "لضمان أمنهما في المستقبل، لن نكشف عن الدولة الثالثة التي تعيش فيها الأختان الآن، ولن نقدم أية تفاصيل أخرى". وأضاف: "لن تصرح الشقيقتان للإعلام ولن تجريا أي مقابلات إعلامية أخرى".
وأعربت الشقيقتان في مقابلات صحافية سابقة، خلال إقامتهما في أحد الفنادق في هونغ كونغ، عن أملهما بأن يمنحا حق اللجوء وأن تحظيا بـ"مستقبل مشرق وجميل"، مؤكدتَين أنهما هربتا من "أسرة مسيئة ومجتمع قمعي".
وقالت الفتاتان إنهما تعرضتا للضرب من والدهما وأشقائهما، وقالت الشقيقة الصغرى "كنت سعيدة جدا" وهي تصف كيف تلقت نبأ حصولهما على حق اللجوء. وأضافت "صرخت قائلة إنها حقيقة. هذا يحدث. شعرت براحة كبيرة. أمر لا ينسى".
وقالت الفتاتان إنهما عاشتا في خوف لمدة ستة أشهر تنقلتا خلالها بين 15 مقر إقامة، ومكثتا مع راهبة، ومع أسر، وفي ملجأ للنساء اللائي تعرضن لإساءة المعاملة. وخشيت الشقيقتان من اعتراض مسؤولين سعوديين لطريقهما أو أن يجبرهما أقارب على العودة للسعودية حيث تعتقدان أنهما قد تعاقبان بالإعدام لارتدادهما عن الإسلام.
وانتقدت الفتاتان نظام ولاية الرجل في السعودية الذي يتطلب من النساء الحصول على إذن قريب من الذكور للعمل أو السفر أو الزواج، وفي بعض الأحيان للحصول على بعض العلاجات الطبية.
وقالت الشقيقة الكبرى "النساء مثل العبيد تماما"، وأضافت أن حلمها هو أن تصبح كاتبة في يوم من الأيام. "أريد فقط أن أستقر وأشعر بالأمان وأن (أعرف) أن لدي حقوقا وأن لي أهمية في ذلك البلد. فقط العيش بشكل طبيعي. واكتشاف نفسي لأنني الآن أملك حياتي".
— Reuters Top News (@Reuters) ٢٣ فبراير ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وليست تلك الحالة الأولى التي تفر فيها سعودية مما تقول إنه قمع، وفي يناير/كانون الثاني، حصلت فتاة سعودية تبلغ من العمر 18 سنة على اللجوء في كندا، بعد أن فرت من أسرتها وتحصنت بفندق في بانكوك لمنع إعادتها إلى بلادها، وجذبت قضيتها انتباه العالم إلى القواعد الصارمة في المجتمع السعودي التي تقول منظمات حقوقية إنها يمكن أن تجعل النساء والفتيات أسيرات أسر متعسفة.
ومنحت المملكة النساء مزيدا من الحقوق في السنوات الماضية، فسمحت لهن بارتياد الملاعب الرياضية، والاقتراع في الانتخابات البلدية، ودور أكبر في قوة العمل، في الوقت الذي تسعى فيه السعودية لتنويع اقتصادها المعتمد على النفط.
وفي العام الماضي رفعت السعودية الحظر على قيادة النساء للسيارات، لكن كثيرات طالبن عبر مواقع التواصل الاجتماعي بمزيد من الحريات، ويقول دعاة لحقوق المرأة إن القضية الرئيسية الباقية هي الولاية.
(رويترز)
— AFP news agency (@AFP) ٢٣ فبراير ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|