أعلن مصدر في قطاع الموانئ الفرنسي، اليوم الجمعة، أنّ سفينة الشحن السعودية "بحري ينبع" التي كانت منتظرة قبالة مرفأ لو هافر، حيث كان من المتوقع أن تحمّل شحنة أسلحة فرنسية مثيرة للجدل، لن ترسو في نهاية المطاف في المرفأ الفرنسي، فيما أكد مسؤول محلي لوكالة "رويترز" أن السفينة السعودية غادرت فعلاً الميناء من دون شحنة الأسلحة.
وكانت سفينة الشحن السعودية متوقفة قبالة الميناء منذ أيام، وكان يُنتظر أن ترسو الأربعاء، غير أنّ الجدال لم يهدأ في فرنسا حول وجهة الأسلحة التي ستحملها، فيما أكدت منظمات عدة أنّها يمكن أن تستخدم ضدّ مدنيين في الحرب التي تشنها السعودية وحليفتها الإمارات على اليمن.
ويبدو أن الضغوط الشعبية والحقوقية ومن منظمات إنسانية قد منعت السفينة في الرسو في الميناء. وقالت حسابات على مواقع التواصل إن السفينة ستتجه إلى مرفأ سانتاندر (إسبانيا)، محملة بشحنة أسلحة بلجيكية.
وكانت محكمة بلجيكية في منطقة لييج، جنوبي بلجيكا، قد فتحت تحقيقاً بتصدير معدات عسكرية "بشكل غير قانوني" إلى السعودية، بعد شكوى جنائية قدمتها منظمة التنسيق الوطني للعمل من أجل السلام والديمقراطية، ورابطة حقوق الإنسان، بدعم من مكتب منظمة العفو الدولية في بلجيكا.
وأمس الخميس، شهد مرفأ لو هافر تظاهرة نظمتها "حركة السلام" و"عصبة حقوق الإنسان".
وأمس أيضاً، قدمت منظمة غير حكومية فرنسية مناهضة للتعذيب، شكوى عاجلة للمحكمة الإدارية في باريس لمنع تحميل "بحري ينبع" أسلحة فرنسية من ميناء لو هافر إلى المملكة، لاحتمال استخدامها في الحرب في اليمن.
وكان مصدر في الميناء قد أكد أمس لـ"فرانس برس" أن البارجة السعودية كانت لا تزال راسية على مسافة 30 كيلومتراً من الميناء بعد ظهر الخميس، وأن الاستعدادات الفنية لا تزال جارية لاستقبالها.
في المقابل، تمسك الرئيس الفرنسي وحكومته بقرار مواصلة بيع الأسلحة للسعودية، رغم النتائج الإنسانية الكارثية للحرب على اليمن.
Twitter Post
|
وقال ماكرون، أمس الخميس، إنه يتحمل "مسؤولية" بيع أسلحة فرنسية للمملكة والإمارات العربية المتحدة يمكن أن يتم نشرها في اليمن، مؤكداً الحصول على "ضمانات" بعدم استخدامها ضد المدنيين.
Twitter Post
|
وأشار الرئيس الفرنسي لدى وصوله للمشاركة في القمة الأوروبية في سيبيو في رومانيا إلى أن "المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة حليفتان لفرنسا. وهما حليفتان في الحرب ضد الإرهاب، نحن نتحمّل المسؤولية كاملة".
يذكر أن موقع "ديسكلوز" الإلكتروني كان قد كشف أن السفينة ستقوم بنقل أول شحنة من المدافع الفرنسية التي يمكن استخدامها في الحرب التي تخوضها المملكة على اليمن.
وبحسب "ديسكلوز"، وهو موقع استقصائي فرنسي انطلق حديثاً، فإن "ثمانية مدافع من نوع قيصر سيتم تحميلها على متن سفينة الشحن، أما الوجهة النهائية فهي مرفأ جدة".
وتفيد مذكرة نشرها "ديسكلوز" في منتصف شهر إبريل/ نيسان الماضي بأن الرياض وأبوظبي تستخدمان فعلياً أسلحة فرنسية على الأراضي اليمنية ضد المدنيين (للاطلاع أنقر هنا)، وهو ما تنفيه فرنسا الرسمية.