وقال مدير المشفى الميداني في مضايا عامر برهان، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "قافلة من المساعدات بدأت بالدخول إلى مدينة مضايا، مكونة من 25 سيارة محملة بنحو 3700 سلة غذائية، عمادها الرز والبرغل والعدس والقليل من الفاصولياء والزيت والملح والسكر ورب البندورة والفول المعلب، إضافة إلى كمية من الأدوية"، ولفت إلى أن هناك "ثلاث سيارات إضافية ستدخل إلى الزبداني تحمل ذات السلة الغذائية، إلا أنها لا تحوي أي نوع من الأدوية".
وبيّن أن "الكمية الحالية هي نصف الكمية التي أدخلتها الأمم المتحدة قبل قرابة 33 يوماً، والتي نفدت من جميع المنازل منذ أكثر من أسبوع، ما دفع المحاصرين إلى العودة إلى وجبتهم الوحيدة، المكونة من الأعشاب والماء والملح، والتي عاشوا عليها لأشهر الحصار المطبق، والذي تجاوز الثمانية أشهر الآن".
وأوضح أن "المساعدات الغذائية المقدمة للمحاصرين، والذين يعانون من مضاعفات حالة الجوع، لا تتناسب مع احتياجاتهم، حيث يغيب عن السلة الخضار والفواكه والبروتين الحيواني".
وفي سياق ذي صلة، بين برهان أن "سيارتين إحداهما تابعة للأمم المتحدة وأخرى عيادة متنقلة تابعة للهلال الأحمر، دخلتا قبل وصول المساعدات بعدة ساعات إلى المشفى الميداني، واطلعتا على حالات الأطفال التي أعلن عن أنها تعاني من انتفاخ في البطن والوجه قبل أيام، إضافة إلى التقاط عدة صور لهم، ومن ثم غادرتا دون تقديم أي نوع من الدواء، ولم تخرجا أي حالة إنسانية، علما أن الحالات الإنسانية المحتاجة لرعاية طبية خاصة جاوزت الـ400 حالة".
في المقابل، شهدت مدينة معضمية الشام في ريف دمشق الغربيّ، مساء اليوم الأربعاء، دخول مساعدات إنسانية تابعة للأمم المتحدة بعد توقفها عدة ساعات على حواجز لقوات النظام.
وأوضح الناشط الإعلاميّ محمد نور لـ"العربي الجديد" مساء اليوم أنّ "عشر سيارات تحمل مساعدات إنسانية تابعة لفرق الأمم المتحدة دخلت قبل قليل إلى مدينة معضمية الشام التي يحاصرها النظام غربيّ دمشق"، نافياً صحة ما أوردته وكالة أنباء النظام الرسمية "سانا" حول دخول 35 شاحنة إلى المنطقة.
وبحسب نور، فإنّه من المتوقع أن يتم توزيع المساعدات على شكل قطاعات لأهالي المعضمية غداً في حين لم يُعرف محتواها حتى اللحظة.
وأشار الناشط الإعلاميّ إلى أنّ "هذه السيارات توقفت نحو ثماني ساعات على ثلاثة حواجز تفتيش للنظام في مدخل المدينة، أولّها يتبع للمخابرات الجوية والثاني للفرقة الرابعة وآخرها لمليشيا ما يسمى جيش الدفاع الوطنيّ، حيث حاول كلّ منها تأخير دخول المساعدات".
وكانت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري قد أعلنت عبر صفحتها الرسمية في "فيسبوك" صباح اليوم، عن قيامها بالتعاون مع "الشركاء" بتحريك أكثر من 100 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية مقدمة من مكاتب الأمم المتحدة باتجاه بلدات مضايا والزبداني والمعضمية في ريف دمشق وبلدتي كفريا والفوعة في ريف إدلب.
يشار إلى أن أكثر من 14 منطقة في سورية تعاني من الحصار الخانق، يعيش فيها أكثر من مليوني شخص، يعاني جزء كبير منهم من شح المواد الغذائية والطبية إلى درجة كبيرة، ما تسبب في موت عشرات الأشخاص معظمهم من الأطفال وكبار السن جراء نقص التغذية الشديد.