رغم أنّ تجربتها في العمل الدرامي ليست بقصيرة، إذ تعود بداياتها إلى عام 2004، أي قبل تخرّجها من المعهد العالي للفنون المسرحية بعام، وذلك من خلال الفيلم القصير "عن الحبّ"، الذي كتبه المخرج السوري، عبد اللطيف عبد الحميد، وأخرجه وليد حريب، ورغم أنّها ومنذ تخرّجها حاضرة بشكل شبه دائم على الساحة الدرامية السورية والعربية، فقد ظهرت في مسلسلات شهيرة وقيّمة عدة، كان أهمها مسلسل "الراية" للمخرج مروان بركات، رغم هذا التاريخ المعترف به.
إلا أنّ حضور الممثلة السورية، سوسن أرشيد، في المسلسل الجديد "وجوه وأماكن"، كان متميّزاً ولافتاً، نافست فيه عملاقين وقفت أمامهما في المسلسل هما جمال سليمان ويارا صبري، وهو سيشكّل نقطة تحوّل ثانية ومهمّة في مسيرتها الفنية، بعدما كانت نقطة التحوّل الأولى في العملين الدراميين اللذين فاجأا الجمهور السوري عام 2010، حين لعبت دور المرأة المثيرة في كلّ من "تخت شرقي" و"الخبز الحرام"، وتلقّت حينها العديد من الانتقادات اللاذعة، وخاصة من محبّيها ومعجبيها الذين استهجنوا أداءها شخصية "المرأة اللعوب" التي صدمتهم، وهذا يقرأه النقّاد وأهل صناعة الدراما بشكل إيجابي، إذ يدلّ على نجاح وتفوق الممثلة أرشيد في أداء دورها.
هذا الموسم الرمضاني، لعبت سوسن أرشيد، تحت إشراف المخرج الكبير، هيثم حقّي، دور المرأة الانتهازية المستغلة القادرة على شراء كلّ شيء بالمال، في الجزء الأوّل من ثلاثية المسلسل الاجتماعي "وجوه وأماكن"، والتي أتت بعنوان "وقت مستقطع"، وفيه كانت أرشيد ابنة ضابط متقاعد مقرّب من النظام، مطلّقة، تريد أن تمحو وتستبدل جزءاً من حياتها الفاشلة بحياة أخرى ومع رجل آخر، هو المهندس "مازن" الذي يلعب دوره الفنان، جمال سليمان، ولو كان ذلك على حساب عائلة وزوجة أخرى تلعب دورها الفنانة يارا صبري، رغم أنّ قصة الخيانة، أو "النزوة العابرة" التي يدور حولها هذا الجزء من العمل ليست جديدة الطرح على الدراما، إلا أنّ كاتب العمل حاول من خلال تلك القصّة القديمة الجديدة أن يخوض في حياة أسرة اندمج أحد أبنائها في الأحداث السورية لحظة اندلاعها، وكان لهذا الاندماج الأثر الأكبر على العائلة، وهو سيغير لاحقاً مسيرة حياتها، أما المطلقة المدلّلة، التي تراهنت مع صديقتها للإيقاع بالمهندس الناجح الذي يُشاع في كل مكان خبر قصّة زواجه الناجحة والمثالية، فهي تظهر في حياته في لحظة حرجة، تضعضعه وتكاد تسرقه من نفسه، ولكن موقف العشيقة ووالدها من الثورة وتأييدهما العنف يدفعانه إلى التراجع ومحاولة النهوض من كبوته العائلية.
اقرأ أيضاً: "وجوه وأماكن".. الفنّ استعارة لحياة أفضل
قد تبدو شخصية سلافة، التي تلعبها سوسن أرشيد بسيطة للوهلة الأولى، إلا أنها تخبئ في طيّاتها الكثير من العقد النفسية، التي بدورها شكّلت الرغبة في الانتقام من كلّ ما هو مثالي وناجح، وحلقة إثر أخرى أخذتنا سوسن إلى ظلمات قاع الشخصية وإلى الطرق المتعرّجة التي تسلكها كي تتناسى وتنسي الآخرين مكامن ضعف شخصيتها، وتظهر في دور المرأة القوية، بينما هي ليست كذلك روحياً.
وليس من المبالغ فيه لو قلنا إن المخرج السوري هيثم حقي الغائب الحاضر لسنوات عن الدراما السورية منذ "أولاد القيمرية"، أعاد اكتشاف هذه الممثلة، وفجّر موهبتها بما لديه من قدرات فنية على إدارة الممثل وتوجيهه لإخراج مكنونه، وهو ما كانت تطمح له سوسن، وتصرّح دوماً قائلة إنها "تحبّ أداء الأدوار المركّبة التي تستفزّ ما في داخلها"، ويبدو أنّ المخرج لم يغامر حين أسند لها دور سلافة، الشخصية المحورية والمحركة للحدث في العمل.
وعن سؤالنا لسوسن حول الأدوار التي تراها الأمتع للممثل حين يؤديها، وتفضيلها ما بين تلك التي تتشابه وشخصيته أو التي تختلف معه أجابت: "كلّ دور له متعته في الأداء بالنسبة للممثل، وبالعموم لا يمكن أن توجد شخصية تشبه الممثل بالمطلق، لا بدّ من وجود اختلافات، ولكنّ الشخصية البعيدة بتفاصيلها عن الممثل، تحتاج لجهد أكبر منه في الأداء بطبيعة الحال، أما الأمتع بالنسبة للممثل فهي الشخصيات التي فيها تحوّلات درامية، أي الشخصيات التي تمرّ بتقلّبات وأحداث تغيّر من مسارها".
رصيد غنيّ
في رصيد سوسن أرشيد العشرات من الأعمال الدرامية نذكر منها: "ملوك الطوائف" للمخرج حاتم علي، "قرن الماعز"، "أحقاد خفية"، "خلف القضبان"، ولها ظهور مميز في بعض اللوحات الخاصة بالسلسلة الكوميدية "بقعة ضوء"، من أهمّ أعمالها "زمن الخوف" للمخرج هيثم حقي، "تخت شرقي" للمخرجة رشا شربتجي عن نصّ للكاتبة يمّ مشهدي، و"الخبز الحرام" للمخرج تامر إسحاق، ومسلسل "الراية" للمخرج مروان بركات، والذي توقفت سوسن بعده عن الاشتراك في الأعمال الدرامية السورية أو حتى المشتركة، إلى أن عادت في عام 2014 لتشارك في المسلسل العربي المشترك "سرايا عابدين" في جزأيه الأول والثاني، حيث جسدت دور زوجة الخديوي السورية الأصل "جشم".
ولسوسن تجربة مسرحية هامة مع المخرج السوري الأرمني الأصل، مانويل جيل، بعنوان "بيت العيلة"، وتجربة سينمائية في الفيلم الروائي الطويل "صديقي الأخير" للمخرج جود سعيد.
اقرأ أيضاً: نعمى عمران تلحّن وتغنّي موسيقى "وجوه وأماكن"
ومسلسل "وجوه وأماكن" من تأليف وإخراج هيثم حقّي، ويدور حول ثلاث قصص منفصلة، انتهت القصة الأولى منها والتي كانت بعنوان "وقت مستقطع" وتطرقت لبدايات الأزمة السورية واندلاع المظاهرات في محاولة من مؤلف العمل لتبيان وشرح الأسباب الحقيقية التي كانت وراء مغادرة بعض العائلات السورية إلى الخارج، وكانت من بطولة كل من جمال سليمان، يارا صبري، سوسن أرشيد، عبد الحكيم قطيفان، دارين الجندي، ورمزي شقير... وقد تمّ تصوير هذا الجزء في مدينة مرسين التركية، على اعتبارها المدينة الأقرب إلى دمشق، وربما الأسهل في الحصول على تأشيرات دخول للممثلين.
إلا أنّ حضور الممثلة السورية، سوسن أرشيد، في المسلسل الجديد "وجوه وأماكن"، كان متميّزاً ولافتاً، نافست فيه عملاقين وقفت أمامهما في المسلسل هما جمال سليمان ويارا صبري، وهو سيشكّل نقطة تحوّل ثانية ومهمّة في مسيرتها الفنية، بعدما كانت نقطة التحوّل الأولى في العملين الدراميين اللذين فاجأا الجمهور السوري عام 2010، حين لعبت دور المرأة المثيرة في كلّ من "تخت شرقي" و"الخبز الحرام"، وتلقّت حينها العديد من الانتقادات اللاذعة، وخاصة من محبّيها ومعجبيها الذين استهجنوا أداءها شخصية "المرأة اللعوب" التي صدمتهم، وهذا يقرأه النقّاد وأهل صناعة الدراما بشكل إيجابي، إذ يدلّ على نجاح وتفوق الممثلة أرشيد في أداء دورها.
هذا الموسم الرمضاني، لعبت سوسن أرشيد، تحت إشراف المخرج الكبير، هيثم حقّي، دور المرأة الانتهازية المستغلة القادرة على شراء كلّ شيء بالمال، في الجزء الأوّل من ثلاثية المسلسل الاجتماعي "وجوه وأماكن"، والتي أتت بعنوان "وقت مستقطع"، وفيه كانت أرشيد ابنة ضابط متقاعد مقرّب من النظام، مطلّقة، تريد أن تمحو وتستبدل جزءاً من حياتها الفاشلة بحياة أخرى ومع رجل آخر، هو المهندس "مازن" الذي يلعب دوره الفنان، جمال سليمان، ولو كان ذلك على حساب عائلة وزوجة أخرى تلعب دورها الفنانة يارا صبري، رغم أنّ قصة الخيانة، أو "النزوة العابرة" التي يدور حولها هذا الجزء من العمل ليست جديدة الطرح على الدراما، إلا أنّ كاتب العمل حاول من خلال تلك القصّة القديمة الجديدة أن يخوض في حياة أسرة اندمج أحد أبنائها في الأحداث السورية لحظة اندلاعها، وكان لهذا الاندماج الأثر الأكبر على العائلة، وهو سيغير لاحقاً مسيرة حياتها، أما المطلقة المدلّلة، التي تراهنت مع صديقتها للإيقاع بالمهندس الناجح الذي يُشاع في كل مكان خبر قصّة زواجه الناجحة والمثالية، فهي تظهر في حياته في لحظة حرجة، تضعضعه وتكاد تسرقه من نفسه، ولكن موقف العشيقة ووالدها من الثورة وتأييدهما العنف يدفعانه إلى التراجع ومحاولة النهوض من كبوته العائلية.
اقرأ أيضاً: "وجوه وأماكن".. الفنّ استعارة لحياة أفضل
قد تبدو شخصية سلافة، التي تلعبها سوسن أرشيد بسيطة للوهلة الأولى، إلا أنها تخبئ في طيّاتها الكثير من العقد النفسية، التي بدورها شكّلت الرغبة في الانتقام من كلّ ما هو مثالي وناجح، وحلقة إثر أخرى أخذتنا سوسن إلى ظلمات قاع الشخصية وإلى الطرق المتعرّجة التي تسلكها كي تتناسى وتنسي الآخرين مكامن ضعف شخصيتها، وتظهر في دور المرأة القوية، بينما هي ليست كذلك روحياً.
وليس من المبالغ فيه لو قلنا إن المخرج السوري هيثم حقي الغائب الحاضر لسنوات عن الدراما السورية منذ "أولاد القيمرية"، أعاد اكتشاف هذه الممثلة، وفجّر موهبتها بما لديه من قدرات فنية على إدارة الممثل وتوجيهه لإخراج مكنونه، وهو ما كانت تطمح له سوسن، وتصرّح دوماً قائلة إنها "تحبّ أداء الأدوار المركّبة التي تستفزّ ما في داخلها"، ويبدو أنّ المخرج لم يغامر حين أسند لها دور سلافة، الشخصية المحورية والمحركة للحدث في العمل.
وعن سؤالنا لسوسن حول الأدوار التي تراها الأمتع للممثل حين يؤديها، وتفضيلها ما بين تلك التي تتشابه وشخصيته أو التي تختلف معه أجابت: "كلّ دور له متعته في الأداء بالنسبة للممثل، وبالعموم لا يمكن أن توجد شخصية تشبه الممثل بالمطلق، لا بدّ من وجود اختلافات، ولكنّ الشخصية البعيدة بتفاصيلها عن الممثل، تحتاج لجهد أكبر منه في الأداء بطبيعة الحال، أما الأمتع بالنسبة للممثل فهي الشخصيات التي فيها تحوّلات درامية، أي الشخصيات التي تمرّ بتقلّبات وأحداث تغيّر من مسارها".
رصيد غنيّ
في رصيد سوسن أرشيد العشرات من الأعمال الدرامية نذكر منها: "ملوك الطوائف" للمخرج حاتم علي، "قرن الماعز"، "أحقاد خفية"، "خلف القضبان"، ولها ظهور مميز في بعض اللوحات الخاصة بالسلسلة الكوميدية "بقعة ضوء"، من أهمّ أعمالها "زمن الخوف" للمخرج هيثم حقي، "تخت شرقي" للمخرجة رشا شربتجي عن نصّ للكاتبة يمّ مشهدي، و"الخبز الحرام" للمخرج تامر إسحاق، ومسلسل "الراية" للمخرج مروان بركات، والذي توقفت سوسن بعده عن الاشتراك في الأعمال الدرامية السورية أو حتى المشتركة، إلى أن عادت في عام 2014 لتشارك في المسلسل العربي المشترك "سرايا عابدين" في جزأيه الأول والثاني، حيث جسدت دور زوجة الخديوي السورية الأصل "جشم".
ولسوسن تجربة مسرحية هامة مع المخرج السوري الأرمني الأصل، مانويل جيل، بعنوان "بيت العيلة"، وتجربة سينمائية في الفيلم الروائي الطويل "صديقي الأخير" للمخرج جود سعيد.
اقرأ أيضاً: نعمى عمران تلحّن وتغنّي موسيقى "وجوه وأماكن"
ومسلسل "وجوه وأماكن" من تأليف وإخراج هيثم حقّي، ويدور حول ثلاث قصص منفصلة، انتهت القصة الأولى منها والتي كانت بعنوان "وقت مستقطع" وتطرقت لبدايات الأزمة السورية واندلاع المظاهرات في محاولة من مؤلف العمل لتبيان وشرح الأسباب الحقيقية التي كانت وراء مغادرة بعض العائلات السورية إلى الخارج، وكانت من بطولة كل من جمال سليمان، يارا صبري، سوسن أرشيد، عبد الحكيم قطيفان، دارين الجندي، ورمزي شقير... وقد تمّ تصوير هذا الجزء في مدينة مرسين التركية، على اعتبارها المدينة الأقرب إلى دمشق، وربما الأسهل في الحصول على تأشيرات دخول للممثلين.