في الوقت الذي بدأ فيه وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، جولة خليجية تشمل الكويت، ذكرت صحيفة "نوفيه إزفيستيا" الروسية، اليوم الاثنين، أن نقطة واحدة "خاصة" قد تتخلل مباحثات الدفع بالحوار الاستراتيجي بين البلدين، وهي مصير المواطنة الروسية، سيدة الأعمال، ماريا لازاريفا (45 عاماً)، التي حكم عليها القضاء الكويتي العام الماضي بالسجن لمدة 10 أعوام.
وفي عام 2006، أسست لازاريفا شركة "كي جي إل" للاستثمار في الكويت التي سرعان ما تحولت إلى مجمع لوجيستي ارتفع حجم أعماله إلى مئات ملايين الدولارات. إلا أنها باتت منذ إبريل/ نيسان 2017 تواجه تهم "اختلاس الأموال"، قبل أن يتم اعتقالها في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام ذاته. وبعد قضائها 7 أسابيع في السجن، تم الإفراج عن لازاريفا بكفالة 30 مليون دولار دفعتها شركتها، مع استمرار منعها من مغادرة البلاد.
وفي 6 مايو/ أيار 2018، أصدر القضاء الكويتي حكماً بالسجن لمدة عشر سنوات بحق لازاريفا مع إلزامها بسداد أكثر من 100 مليون دولار، بما فيها غرامة قدرها 73 مليون دولار تقريبا، على ألا يتم ترحيلها إلى بلدها إلا بعد استكمال مدة العقوبة.
وأشارت "نوفيه إزفيستيا" إلى مجموعة من المخالفات أثناء المرافعات، ومنها عدم ترجمة 20 ألفاً من أصل 30 ألف صفحة من مواد القضية إلى اللغة الروسية أو الإنكليزية، ما حال دون اطلاع المتهمة عليها، وعدم السماح باستجواب شهود الاتهام.
وعلى مدى العام الأول من سجنها، تردد والدها فلاديمير لازاريف على عشرات الجهات الروسية بحثاً عن الدفاع لابنته، بينما انتقلت والدتها ليديا إلى الكويت للاعتناء بحفيدها البالغ من العمر أربعة أعوام فقط.
ولم تخل مزاعم ملاحقة لازاريفا من شبهة دوافع المنافسة التجارية مع شركة عملاقة أخرى، وفق ما أوضحه أليكسي موخين، وهو المدير العام لمركز الإعلام السياسي بموسكو.
وأكد الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، في تصريحات صحافية اليوم، أن وزارة الخارجية الروسية تتولّى قضية لازاريفا، كما أن الرئيس فلاديمير بوتين على علم بهذا الوضع.
ولازاريفا هي من خريجي جامعة موسكو في تخصص "علم الاجتماع والتسويق"، بالإضافة إلى حصولها على درجة الماجستير من مدرسة وارتون للأعمال التابعة لجامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة، كما أن خبرتها في مجال الصيرفة الاستثمارية والاستشارات المالية في مختلف دول العالم تزيد عن 20 عاماً، وفق وكالة "بلومبيرغ".
ومن الكويت، أفادت معلومات "العربي الجديد" بأن السيدة الروسية لم تؤسس الشركة بمفردها، بل مع مجموعة من كبار تجار الكويت (الذين حوكموا معها)، علماً أن هذه الشركة قامت بالكثير من عمليات الاحتيال على الدولة والنصب وسرقة المرافق العامة بعد فوزها بعقد تجاري كبير مع الموانئ الكويتية ودفع ملايين الدنانير رشاوى لمسؤولين في الدولة، وأنها قد تزوّجت (أو هكذا فُسّرت علاقتها) برئيس الشركة سعيد دشتي.