بكين قلقة من خسارة تجارتها مع واشنطن: كيف تستعد الصين لاحتمال فوز ترامب؟

25 أكتوبر 2024
شي يعد لعلاقات قوية مع الهند لمواجهة ترامب، 24 أغسطس 2023 (أندريس بيترسون/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تستعد الصين لاحتمال فوز ترامب بولاية ثانية عبر تحسين علاقاتها مع حلفاء الولايات المتحدة وتخفيف التوترات مع دول أخرى، للوقاية من تهديدات تجارية محتملة.
- تعمل الصين على تعزيز صناعاتها المحلية وتقليل الاعتماد على الواردات الأميركية، واستكشاف أسواق بديلة لتعويض أي خسائر اقتصادية محتملة، حيث بلغ إجمالي التجارة بين البلدين 575 مليار دولار في 2023.
- تخطط الصين لتنويع سلاسل التوريد وزيادة استثماراتها في التكنولوجيا الفائقة، وتسعى لبناء تحالفات إقليمية لمواجهة العزلة الاقتصادية المحتملة.

قالت وكالة بلومبيرغ في تقرير، مساء الخميس، إن الصين بدأت تعد نفسها لاحتمال فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بولاية ثانية في البيت الأبيض، عبر التعامل بلطف مع حلفائها قبل الانتخابات الأميركية، حيث ارتفعت الأسهم الصينية للمرة الأولى هذا الأسبوع.
ووفق التقرير، فقد دفع الفوز المحتمل لدونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية والمشاكل الاقتصادية في الداخل الصين إلى الشروع في كسب حلفاء وشركاء أميركا، حيث بدأت بإعلان "بداية جديدة" في علاقاتها مع اليابان وتسوية خلافاتها مع الهند، كما سعى المسؤولون الصينيون إلى تخفيف الاحتكاكات الدبلوماسية في محاولة للوقاية من التهديدات التجارية المحتملة من ترامب في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية. كما أشارت بكين إلى عزمها تحسين العلاقات مع المملكة المتحدة وأستراليا، وهو ما يبدو خروجًا عن نوع الدبلوماسية القتالية التي اشتهرت بها خلال فترة ولاية ترامب الأولى، وفق التقرير.
وتحسبا لولاية ثانية محتملة لترامب، تتخذ الصين عدة خطوات استراتيجية لتجهيز نفسها لمواجهة الآثار المترتبة على سياساته. وتدرك القيادة الصينية أنه بغض النظر عمن سيفوز في الانتخابات الرئاسية الأميركية، فمن المرجح أن تظل العلاقات بين البلدين متوترة، خاصة في ما يتعلق بالتجارة والتكنولوجيا وتايوان. 
وتوصل المسؤولون الصينيون إلى حقيقة مفادها أن قدرتهم محدودة على التأثير في نتيجة الانتخابات الأميركية أو سياساتها اللاحقة. وهم ينظرون إلى كل من ترامب وبايدن على أنهما يمثلان تحديات، مع عدم تفضيل أي من المرشحين من وجهة نظر الصين. ويؤدي هذا الاعتراف إلى التركيز على السيطرة على الأضرار بدلاً من محاولة التأثير على السياسة الأميركية.
وتتوقع الصين أن تؤدي رئاسة ترامب الثانية إلى تصاعد التوترات في العلاقات التجاريةعلى ضوء سياساته الجمركية المعلنة على البضائع الصينية، وهناك دلائل تشير إلى أنه قد يتخذ تدابير أكثر عدوانية إذا أعيد انتخابه. على سبيل المثال، يمكن أن تؤثر مقترحات التعريفات الجمركية التي تصل إلى 60% على جميع الواردات الصينية إلى أميركا، وبالتالي تؤثر بشدة على اقتصاد الصين. وللرد على ذلك، تستعد الصين من خلال تعزيز الصناعات المحلية وتقليل الاعتماد على الواردات الأميركية واستكشاف الأسواق البديلة لبضائعها التي كانت تصدرها إلى السوق الأميركية.

ويرجح محللون أن تبحث الصين عن شركاء تجاريين وأسواق جديدة خارج الولايات المتحدة لتعويض أي خسائر اقتصادية تتكبدها من زيادة التعريفات الجمركية. وبلغ إجمالي قيمة التجارة بين الولايات المتحدة والصين 575 مليار دولارفي العام 2023، بانخفاض قدره 17% عن عام 2022. 

واستوردت الولايات المتحدة بضائع بقيمة 427.2 مليار دولار من الصين، في حين صدرت بضائع بقيمة 147.8 مليار دولار إلى الصين. وأدى ذلك إلى ميزان تجاري سلبي قدره 279.4 مليار دولار للولايات المتحدة.، وذلك وفق بيانات وزارة التجارة الأميركية. ويرى محللون أن التعرفة الجمركية التي من المحتمل أن يطبقها ترامب على البضائع الصينية قد تؤدي إلى إغلاق بعض المصانع في الصين وزيادة نسبة البطالة. وعلى الصعيد الأميركي، فإن توقف استيراد البضائع الصينية الرخيصة من المتوقع أن يؤدي إلى ارتفاع معدل التضخم وغلاء أسعار بعض السلع. 
ولمواجهة التداعيات الاقتصادية المحتملة لسياسات ترامب، يرى تحليل في مصرف "يو بي إس" أن الصين قد تنفذ استراتيجيات اقتصادية مختلفة، مثل تنويع سلاسل التوريد وتوريد المواد من بلدان مختلفة وتقليل التعرض للقيود التي تفرضها الولايات المتحدة.
ويتوقع محللون أن ترفع بكين معدل استثماراتها في قطاعات التكنولوجيا الفائقة حتى تتمكن من تعزيز القدرة التنافسية في مواجهة العقوبات الأميركية التي تهدف إلى كبح التقدم التكنولوجي في الصين. كما تخطط بكين لبناء تحالفات مع الدول الأخرى التي قد تتأثر أيضًا بسياسات الولايات المتحدة للحصول على دعم ضد الإجراءات الأحادية التي قد تتخذها واشنطن. وذلك إضافة إلى إشراك الشركاء الإقليميين في آسيا لإنشاء حاجز ضد العزلة الاقتصادية المحتملة الناتجة عن سياسات ترامب التجارية. ومن المتوقع أن تراقب بكين عن كثب تكوين الفريق الاقتصادي والمالي الذي سيختاره ترامب، وربما يسعى المسؤولون الصينيون لبذل جهود تواصل سرية لإقامة اتصالات مع فريق ترامب.

المساهمون