صاحب لوحة "الصباحية" التي نال عليها جائزة الدولة التشجيعية (1958)، حظي برعاية رسمية في الحقبة الناصرية بوصفه فناناً قريباً من هموم الشعب وواقعه عبر بحثه المتواصل عن إيجاد صلة حقيقية تجمع المصريين بتاريخهم، عبر أعماله التي تحتشد بالرموز والأيقونات المستمدّة من التراث والتي لا تزال حاضرة في الحياة المعاصرة في مصر.
في ذكرى مولده المئة، افتتح معرض استعادي لـ عبد الرسول في غاليري "أفق" في القاهرة، مساء أول أمس، والذي يستمر حتى الثامن عشر من الشهر المقبل، ووزّعت خلاله دراسة تقديمية عن تجربته للناقد محمد كمال.
المعرض يضمّ أعمالاً تمثّل مختلف المراحل في مشوار الفنان الإبداعي، والذي نهل من ثلاثة مصادر أساسية صاغت خصوصيته، هي: تأثّره بأستاذه راغب عيّاد (1882 – 1982) ومدرسته الواقعية في تصوير الأرياف والمدن المصرية، وكذلك باستعارته أسلوب تحريك العناصر على جدران المقابر الفرعونية محاولاً محاكاته وتطويره لاحقاً.
كما استفاد عبد الرسول من دراسته الطويلة في إيطاليا، وحصوله على أكثر من شهادة في حقول فنية متنوّعة، فظهرت تأثيرات الفنان الإيطالي ماسيمو كامبيلي (1895 – 1971) في اختزاليته الشكلانية للشخوص وتعتيم سطوح لوحاته، والذي يعدّ أثره واضحاً في أعمال فنّانين عرب، وخصوصاً الفنان السوري الراحل فاتح المدرّس.
ربما، غاب حضور عبد الرسول وأقرانه في التجارب العربية الحديثة، لكنه يبقى شاهداً على مرحلة كانت الرسالة والتوظيف الواقعي هدفاً مطلوباً في فن اهتمّ بتقديم الموضوعات الشعبية ومظاهر الاحتفالات وطقوس الصيد والزراعة والحصاد ضمن اشتراطات مرحلة كانت فيها الجماهير حاضرة بقوة في خطابات السياسيين والمثقّفين وأهل الفن أيضاً.