بلباسهم المغاير وضفائر شعرهم التي يتميّزون بها وكذلك أسلوب عيشهم، كثيراً ما يثير "شباب الراستا" في المغرب تساؤلات لدى مواطنيهم الذين يصدرون أحكاماً متسرّعة بحقهم.
لهؤلاء الشباب آمال كبيرة، لكنهم في الوقت نفسه يعانون من إحباطات كثيرة واجهوها وما زالوا. كمال حوات، من هؤلاء، يشدّد على أن "شباب الراستا مسالمون. نحن نريد العيش بسلام وراحة". يقول: "لم أختر الراستا لأصبح متميّزاً بين الناس أو أفرض حضوري بشكل آخر. أنا أعتبر نفسي شخصاً عادياً. كلنا أناس متشابهون. والراستا هي ستايل عالمي، لا ترتبط بالمغني الأميركي بوب مارلي، بل بثقافة الغناء الكناوي المغربي".
لا يذكر الحوات متى اعتمد نمط العيش هذا ولا هذا الشكل تحديداً. يقول: "كبرت مع قبعة الراستا التي أصنعها من الكروشيه، وصفّفت شعري على شكل ضفائر". ولا يخفي الحوات أنه وبسبب ذلك، "نواجه مشكلات مع الشرطة. هي تعتبر أننا نبيع الحشيش. نحن لا نفعل. ونظرة المجتمع سلبيّة تجاهنا نحن الراستاويين".
ويلفت الحوات، الذي يعمل في مجال الفن والتصميم: "أفكر بتغيير الراستا عند الزواج. نكون قد انتهينا من حياة الطيش الخاصة بنا. ثمة شابات لا يقبلن بالارتباط بأصحاب الراستا. كذلك، فإنني أواجه المتاعب حالياً مع عائلتي".
من جهته، يقول عبد الرحيم الودادي: "أولاً أنا مسلم، وثانياً راستا، وثالثاً لست هيبيّاً. أنا شخص مختلط، ومقلّد للكناويين". يضيف: "نقوم بدمج حضارات وثقافات مع بعضها بعضاً، ونحاول أن نكون منفتحين ونعكس صورة مغايرة. لا بدّ من أن نكون متحررين فكرياً وذاتياً. نحن نفرض وجودنا، حتى لو أننا لا نستطيع التغيير نحو الأفضل. نحن بملابسنا وجمعتنا وتسريحة شعرنا موحَّدون. نؤمن بالفكرة نفسها، نحن مسلمون وعرب وإنما متحررون فكرياً ونعيش واقعنا من دون تفرقة، فنتلاقى مع مسيحيين ونتقاسم معهم ثقافتنا وأسرّة نومنا وطعامنا، من أجل بلوغ غاية الإسلام، ألا وهي السلام".
يتابع الودادي الذي يبدو متصالحاً مع "ذاته الراستاوية" أن "خير الخطّائين، التوابون. ثمّة إيجابيات وسلبيات. السلبيات تبقى، لكن الله غفور رحيم. وقد ورد في القرآن أن الرجل يعقل عند سنّ الأربعين. نحن نتطوّر فكرياً، ورؤيتي في الحياة ألا أؤذي أحداً. وعلاقتي مع الله بيني وبين نفسي". ويخبر: "أصبحت من شباب الراستا منذ 11 عاماً. وكان صعباً عليّ تلبية كل ما يطلبه الأهل والعقيدة. نريد أن نعيش من دون انفصام ولا حالة نكوص، كأن أعيش حالة لم أعشها من قبل في المستقبل".
ويشرح الودادي أن الراستا "ثقافة مستمرّة مذ بدأ الجنس البشري بالتطوّر. ليس للراستا تاريخاً معيناً وهي لا تنتمي إلى أي جهة". لكن الودادي يؤمن بحتميّة الظروف الذي سوف تفرض عليه قصّ شعره، وهي تتعلق بالارتباط والدين.
أما حسين الإدريسي، فتسريحته تقتصر على ثلاث ضفائر، إذ إن "الشرطة أجبرتني على قص شعري عندما أردت الحصول على رخصة سيارة أجرة ورُفِض طلبي. استفزّني الأمر، وعملت يوماً واحداً من دون تصريح. لكنهم حجزوا سيارتي. القانون يفرض أن يكون مظهر السائق حسناً. وأنا اليوم أخفي الخصلات المتبقية تحت القبعة". ولا ينكر الإدريسي أن "شعري كان عزيزاً عليّ، وقد بكيت كثيراً". ويشير إلى أنه اعتاد على الراستا منذ ثماني سنوات، "وأنا متمسّك بها، حتى لو أن الصعوبات التي واجهتها كثيرة. لا أحد يتركك بحالك. تواجه على الدوام انتقادات ومشكلات مع الأهل. وأنا رفضت مراراً طلب أبي لقصّ شعري". ويردف: "الشعر يجلب الفتنة والعين، وسأقلع عن ذلك عند زواجي. أنا لا أريد لأطفالي أن يكونوا راستاويين". ياسين أيضاً من هؤلاء الشباب، إلا أنه تخلّص من ضفائره بداعي العمل والدراسة. يقول: "يعتقد الناس بأننا مهملون. لذلك رفضت المدرسة والعمل موضة الراستا. لكنني سأعود إليها قريباً".
الموسيقى لحياة أفضل
الشعر الطويل المجدول، والملابس الفضفاضة، وبعض الألفاظ، والتدخين، وافتراش قارعة الطريق أو الشاطئ، والسفر الطويل... من أساليب تعبير "شباب الراستا" عن انفتاحهم وبحثهم عن الهدوء والسلام من خلال الاستماع إلى موسيقى كناوة أو عزفها. وينتقل أكثرهم إلى الصويرة في شهر مايو/أيار، للمشاركة في فعاليات مهرجان موسيقى الكناوة الذي يحمل في كل عام شعار "حياة أفضل ولا للتطرف والانعزال".
إقرأ أيضاً: "حيطيست".. جزائريون يعانون من البطالة المزمنة
لهؤلاء الشباب آمال كبيرة، لكنهم في الوقت نفسه يعانون من إحباطات كثيرة واجهوها وما زالوا. كمال حوات، من هؤلاء، يشدّد على أن "شباب الراستا مسالمون. نحن نريد العيش بسلام وراحة". يقول: "لم أختر الراستا لأصبح متميّزاً بين الناس أو أفرض حضوري بشكل آخر. أنا أعتبر نفسي شخصاً عادياً. كلنا أناس متشابهون. والراستا هي ستايل عالمي، لا ترتبط بالمغني الأميركي بوب مارلي، بل بثقافة الغناء الكناوي المغربي".
لا يذكر الحوات متى اعتمد نمط العيش هذا ولا هذا الشكل تحديداً. يقول: "كبرت مع قبعة الراستا التي أصنعها من الكروشيه، وصفّفت شعري على شكل ضفائر". ولا يخفي الحوات أنه وبسبب ذلك، "نواجه مشكلات مع الشرطة. هي تعتبر أننا نبيع الحشيش. نحن لا نفعل. ونظرة المجتمع سلبيّة تجاهنا نحن الراستاويين".
ويلفت الحوات، الذي يعمل في مجال الفن والتصميم: "أفكر بتغيير الراستا عند الزواج. نكون قد انتهينا من حياة الطيش الخاصة بنا. ثمة شابات لا يقبلن بالارتباط بأصحاب الراستا. كذلك، فإنني أواجه المتاعب حالياً مع عائلتي".
من جهته، يقول عبد الرحيم الودادي: "أولاً أنا مسلم، وثانياً راستا، وثالثاً لست هيبيّاً. أنا شخص مختلط، ومقلّد للكناويين". يضيف: "نقوم بدمج حضارات وثقافات مع بعضها بعضاً، ونحاول أن نكون منفتحين ونعكس صورة مغايرة. لا بدّ من أن نكون متحررين فكرياً وذاتياً. نحن نفرض وجودنا، حتى لو أننا لا نستطيع التغيير نحو الأفضل. نحن بملابسنا وجمعتنا وتسريحة شعرنا موحَّدون. نؤمن بالفكرة نفسها، نحن مسلمون وعرب وإنما متحررون فكرياً ونعيش واقعنا من دون تفرقة، فنتلاقى مع مسيحيين ونتقاسم معهم ثقافتنا وأسرّة نومنا وطعامنا، من أجل بلوغ غاية الإسلام، ألا وهي السلام".
يتابع الودادي الذي يبدو متصالحاً مع "ذاته الراستاوية" أن "خير الخطّائين، التوابون. ثمّة إيجابيات وسلبيات. السلبيات تبقى، لكن الله غفور رحيم. وقد ورد في القرآن أن الرجل يعقل عند سنّ الأربعين. نحن نتطوّر فكرياً، ورؤيتي في الحياة ألا أؤذي أحداً. وعلاقتي مع الله بيني وبين نفسي". ويخبر: "أصبحت من شباب الراستا منذ 11 عاماً. وكان صعباً عليّ تلبية كل ما يطلبه الأهل والعقيدة. نريد أن نعيش من دون انفصام ولا حالة نكوص، كأن أعيش حالة لم أعشها من قبل في المستقبل".
ويشرح الودادي أن الراستا "ثقافة مستمرّة مذ بدأ الجنس البشري بالتطوّر. ليس للراستا تاريخاً معيناً وهي لا تنتمي إلى أي جهة". لكن الودادي يؤمن بحتميّة الظروف الذي سوف تفرض عليه قصّ شعره، وهي تتعلق بالارتباط والدين.
أما حسين الإدريسي، فتسريحته تقتصر على ثلاث ضفائر، إذ إن "الشرطة أجبرتني على قص شعري عندما أردت الحصول على رخصة سيارة أجرة ورُفِض طلبي. استفزّني الأمر، وعملت يوماً واحداً من دون تصريح. لكنهم حجزوا سيارتي. القانون يفرض أن يكون مظهر السائق حسناً. وأنا اليوم أخفي الخصلات المتبقية تحت القبعة". ولا ينكر الإدريسي أن "شعري كان عزيزاً عليّ، وقد بكيت كثيراً". ويشير إلى أنه اعتاد على الراستا منذ ثماني سنوات، "وأنا متمسّك بها، حتى لو أن الصعوبات التي واجهتها كثيرة. لا أحد يتركك بحالك. تواجه على الدوام انتقادات ومشكلات مع الأهل. وأنا رفضت مراراً طلب أبي لقصّ شعري". ويردف: "الشعر يجلب الفتنة والعين، وسأقلع عن ذلك عند زواجي. أنا لا أريد لأطفالي أن يكونوا راستاويين". ياسين أيضاً من هؤلاء الشباب، إلا أنه تخلّص من ضفائره بداعي العمل والدراسة. يقول: "يعتقد الناس بأننا مهملون. لذلك رفضت المدرسة والعمل موضة الراستا. لكنني سأعود إليها قريباً".
الموسيقى لحياة أفضل
الشعر الطويل المجدول، والملابس الفضفاضة، وبعض الألفاظ، والتدخين، وافتراش قارعة الطريق أو الشاطئ، والسفر الطويل... من أساليب تعبير "شباب الراستا" عن انفتاحهم وبحثهم عن الهدوء والسلام من خلال الاستماع إلى موسيقى كناوة أو عزفها. وينتقل أكثرهم إلى الصويرة في شهر مايو/أيار، للمشاركة في فعاليات مهرجان موسيقى الكناوة الذي يحمل في كل عام شعار "حياة أفضل ولا للتطرف والانعزال".
إقرأ أيضاً: "حيطيست".. جزائريون يعانون من البطالة المزمنة