"تعبئة متواصلة من أجل تشجيع الشباب على القراءة" شعار تطرحه "شبكة القراءة بالمغرب"، وهي مؤسسة ثقافية غير حكومية أطلقها مثقفون ونشطاء، قضيتها الأساسية هي الكتاب وتشجيع الشباب على القراءة، من خلال التنشيط الثقافي في الفضاءات العامة كالحدائق والمراكز والشوارع، في إطار ثقافة الحوار.
الأكاديمية ورئيسة الشبكة رشيدة رقّي أكّدت لـ"العربي الجديد" بأن قضية القراءة تشكل الهاجس الأكبر في برنامج عمل الشبكة "لأن البعد الثقافي يمثل ركيزة أساسية لأي تنمية شاملة. ولأن كل المؤشرات تشير إلى العلاقة الوطيدة بين عدد الكتب التي يقرأها المواطنون وبين تطور بلدانهم".
وتضيف رقي: "الأرقام في المغرب، كما معظم البلدان العربية، صادمة. والغريب أنه يمكن للطالب أن يحصل على دبلوم في التعليم العالي دون أن يكون قد قرأ ولو كتاباً في السنة أثناء دراسته، مكتفياً بالحفظ النمطي للدرس، وبدون تفكير نقدي مبني على معرفة عميقة بقضايا الفكر والإبداع. هذا الواقع المتردي جعلنا نشارك في انتفاضة القراءة التي يقوم بها الشباب بالمؤسسات والحدائق العمومية".
تعمل "شبكة القراءة" على إبداع طرق جديدة في التنشيط الثقافي، إذ تجعل من الساحات العمومية مجالها الحيوي، كي تلفت انتباه الناس وتشتبك معهم مباشرة، وتراهن على جذب مختلف الشرائح العمرية، من أجل أن تصبح القراءة نشاطاً يومياً للمواطن.
من جهته يراهن الإعلامي ياسين عدنان على هذه المبادرة، لكونها تخلخل الجمود المهيمن على البلد في كل ما يتعلق بالقراءة، قائلاً لـ"العربي الجديد": "نعاني من غياب تام لعادة القراءة في البيت والمدرسة والفضاء العمومي، والشبكة تروّج للكتاب وفعل القراءة في الحديقة والشارع والشاطئ والترامواي، لذلك أحرص على تلبية دعوتها، والمساهمة فعلياً مع أعضائها في كل أنشطتهم".
تأتي أهمية هذه المبادرة بسبب غياب أي مبادرات مؤسساتية أو حكومية. ويعمل أعضاء "الشبكة" على توسيع العضوية، والانتشار في المدن المغربية، حتى لا تبقى حبيسة المراكز فقط.