وقال الأرشمندريت إلياس عواد، راعي كنيسة الروم الأرثوذكس في رام الله، على هامش مؤتمر صحافي عقده اليوم في المدينة، إنه "وضمن مسلسل تهويد مدينة القدس، فرضت سلطات الاحتلال الضرائب على الكنائس، ولم تحترم الستايكو المعمول به منذ الفترة العثمانية، بإعفاء الكنائس من الضرائب"، مشدداً على أن الاحتلال "يستهدف المقدسيين بشتى الطرق، فقد استهدف المسجد الأقصى بالحفريات وبالاقتحامات، ومن ثم موضوع البوابات الإلكترونية، واليوم أتى دور الكنائس، بتجميد أرصدتها وممتلكاتها، وفرض الضرائب، لكن مرة أخرى ظهر شعبنا موحداً، وتصدى لهذه المحاولات، ليتراجع الاحتلال عن إجراءاته".
وأضاف عواد، خلال المؤتمر: "يبدو أن الاحتلال بعد قرار ترامب بنقل السفارة إلى القدس، كثّف نشاطاته بتهويد القدس، وبدأ الآن في الكنائس، وبعد التغييرات العالمية التي حدثت، استغلّ الفرصة ليفرض الضراب على الكنائس، بهدف وضع اليد على أموالها وممتلكاتها في القدس".
ولفت عواد إلى قرار الكنائس بعدم الخضوع وإغلاق الكنيسة "جاء كرسالة أن كنائس القدس حزينة وتواجه خطراً، وأن هناك خوفا على المسيحيين في القدس، ودفعت الضغوط الدولية الاحتلال إلى اتخاذ قراره بتجميد جبي الضرائب من الكنائس، وشكلوا لجنة لمتابعة الأمر، بعدما كانوا يرفضون النقاش في هذا الأمر إلا بعد دفع الضرائب".
ولفت عواد إلى "أنهم إن عادوا للمطالبة بجبي الضرائب من الكنائس، عدنا، وربما سيكون الاحتجاج ليس فقط إغلاق كنيسة القيامة، وإنما الكنائس الفلسطينية جميعها، وسنتصدى بقلب واحد لكل هذه المحاولات، وسندافع عن تاريخ المدينة وعن وجودنا في هذه المدينة".
من جهته، قال الأمين العام لـ"الهيئة الإسلامية والمسيحية"، حنا عيسى، إن "ما جرى بالأمس تكملة للانتصار الذي تمّ في المسجد الأقصى، في شهر يونيو/حزيران الماضي، ضمن احتجاجات سلمية وقانونية، إذ إن إسرائيل تعلم أن الاحتلال الناشئ عن الحرب لا يؤدي إلى نقل السيادة".
وأكد عيسى أن "إسرائيل استغلت الحالة القائمة في العالم، من أجل تنفيذ مخططاتها، ولكن الشعب الفلسطيني أثبت أن كل ما تقوم به إسرائيل مخالف للاتفاقيات الموقعة بيننا وبينهم".
ورأى عيسى أن إسرائيل حاولت، منذ احتلالها للقدس، إضعاف الوجود الفلسطيني في المدينة المقدسة، من خلال ضرب المساجد والكنائس، لتحاول من خلال ذلك أن تقول إنها "صاحبة الولاية في هذه المدينة المقدسة"، وهي تحاول بشتى الطرق ضرب الوجود المسيحي في القدس.
وأوضح أن "إسرائيل بدأت ضرب الكنائس، من خلال جباية الضرائب، حيث إنها فرضت 191 مليون دولار أميركي عليها، فهي تحاول وضع اليد على أجزاء من مباني الكنائس، إن لم تجبَ الضرائب".
بدوره، قال الشيخ ناجح بكيرات، رئيس قسم المخطوطات والتراث في المسجد الأقصى، إن "الأهم هو أن القدس ما زال فيها رهبانها وشيوخها رغم كل الحصار، وفيها عطاء بحاجة إلى استغلال، إن القدس ربّت أطفالها وشيوخها على التمسك بها".
وشدّد على أن "انتصار باب الأسباط العام الماضي، وانتصار القيامة هذا العام، دليل على أن القدس لم تجف رغم أننا مقصرون جميعا، وعلينا أن نفهم أن الاحتلال يوزع الأدوار، في هجمته، لذا يجب علينا اليوم أن نقف كشعب واحد وكتلة واحدة بأن من يعتدي على المسجد الأقصى يعتدي على القيامة، ومن يعتدي على شيخ يعتدي على راهب، فرسالتنا رسالة وحدة ومقاومة".