طالبت شركات صغيرة ومتوسطة في ألمانيا بمنح حق البقاء للاجئين المندمجين في البلاد، ذاهبة إلى أن خسارة الأيدي العاملة ستكون له عواقب وخيمة على الاقتصاد الألماني الذي هو في حاجة ماسة لليد العاملة، وأكدت أن خسارة الأيدي العاملة من اللاجئين عن طريق سحب تصريح الإقامة أو الترحيل، لها عواقب على وجود بعض الشركات الحالية أو المستقبلية.
وحسب تقرير لتلفزيون "دويتشه فيله"، قالت دراسة لمعهد حكومي في ألمانيا، إن إدماج اللاجئين سيؤتي ثماره اقتصادياً على المدى القريب، وكشف التقرير عن مجموعة مطالب تقدمت بها الشركات المتوسطة والصغيرة لوزارة الاقتصاد الألمانية بهذا الشأن.
ورأت الشركات أن سحب الإقامة من اللاجئين "بين ليلة وضحاها" سيؤدي إلى "ضياع كفاءات يحتاج إليها سوق العمل بشكل كبير". كما طالبت بعدم الإقدام على ترحيل أي طالب لجوء لديه عقد عمل أو ينهي تدريباً مهنياً قبل دخول قانون الهجرة الجديد حيز التنفيذ، وبغض النظر عن وضعه القانوني.
وتناقش الحكومة الألمانية قانوناً جديداً للعمل يمنح حقوقاً واسعة للمهاجرين.
وقال "معهد سوق العمل وأبحاث المهن" الألماني في تقرير لبرلمان ولاية شمال الراين - ويستفاليا، إن الاستثمار في دورات اللغة والتعليم سيؤدي إلى ارتفاع نسبة التشغيل والحصيلة الضريبية والتقليل من المشاكل الاجتماعية.
ونفى المعهد وبشكل صريح ادعاءات كتلة حزب البديل في برلمان الولاية، أن أغلب اللاجئين "أميون"، مؤكداً أن النسبة لا تتجاوز 15%.
ويتخوف برلمانيون ألمان من تداعيات الكلفة العالية للاجئين، الذين يعتمدون على المساعدات، على الاقتصاد الألماني الذي يعيش حالياً مرحلة من التباطؤ في النمو.
وكانت صحيفة "بيلد" الألمانية واسعة الانتشار، قد ذكرت في تقرير نُشر مؤخراً، أن قرابة ثلثي اللاجئين، أو ما يعادل نسبة (63.7%)، يعيشون على المساعدات الاجتماعية وفق قانون "هارتس 4" الذي يحدد الحد الأدنى للمساعدات.
ومن بين المجموع الكلي للأجانب المقيمين في البلاد يحصل نحو 20.6% من اللاجئين على مساعدات البطالة من" مراكز العمل"، وهي المساعدات المعروفة بمساعدات "هارتس 4"، نسبة إلى مدير الأعمال الألماني بيتر هارتس الذي اقترح القانون المذكور وحدد إطار العمل به، حيث يحصل الشخص دون عمل على الحد الأدنى من المساعدات، لكنه يجب أن يكون مستعداً لقبول أي عمل أو وظيفة تناط به من قبل دائرة العمل.
ويعيش حالياً حوالي 1.7 مليون لاجئ في ألمانيا. والدول الرئيسية التي ينحدر منها اللاجئون هي: سورية وأفغانستان والعراق وإيران ونيجيريا وباكستان وإريتريا والصومال.