شركات التوظيف في العالم العربي... هل هي حقًا مفيدة؟

لميس عاصي

avata
لميس عاصي
25 يوليو 2018
BE9F4DBE-3AF5-4FEE-A359-45124F8B391B
+ الخط -
"منذ عام فقدت عملي، وبدأت رحلة البحث عن فرصة جديدة. لم أوفق رغم نشر سيرتي الذاتية على مواقع شركات توظيف عربية شهيرة، وترقية الحسابات ودفع مبالغ مالية"، تقول أحلام. وتضيف: "على الرغم من نيلي شهادة جامعية، وخبرتي تتجاوز 5 سنوات في مجال تخصصي، إلا أنني لم أوفق".

تشير إلى أنّها عادة ما تتلقى رسائل بريدية من مواقع التوظيف للتقدم لوظائف تناسب خبراتها، إلا أن حقيقة ما يجري، بحسب قولها، هي أن مواقع التوظيف تبحث عن وظائف لها علاقة بكلمات الدلالة التي تضعها في سيرتها، وعادة ما تكون هذه الوظائف غير مناسبة.

على سبيل المثل، تقول: "وضعت في كلمات المفتاح أو الدلالة علم الاتصال والتواصل، وفوجئت بطلب التقدم لوظيفة مهندس اتصالات، أي أن محرك البحث وجد تطابقا بين الاتصال والاتصالات، رغم أن خبراتي ومجالي مختلفة تماما عن عالم الهندسة".

لم تتكلل فرص نجاح الكثير من الشبان الباحثين عن العمل عن طريق مواقع التوظيف الإلكترونية، أو حتى عن طريق مكاتب توظيف عربية. ملايين السير الذاتية يتم رفعها على المواقع الإلكترونية المتخصصة لطالبي الوظائف، إلا أن الاستجابة لهذه السير الذاتية، وبحسب شهادات شباب وشابات من الوطن العربي كانت شبه منعدمة.

لماذا لا تنجح شركات توظيف الشباب في توفير فرص عمل؟

ببساطة، لأن هذه المواقع وشركات التوظيف تعمل على استدراج الشباب والشابات لوضع سيرهم الذاتية مجاناً، ومن ثم إرسال دعوات لهم لترقية الحسابات ودفع مبالغ شهرية نظير إيصال سيرهم الذاتية للعملاء ومقدمي الوظائف. وعلى رغم هذه الخطوة، فإن عدداً كبيراً من هؤلاء الشباب لا يحظون حتى بمقابلة عمل.

"العربي الجديد"، طرحت السؤال التالي: "هل حقاً شركات التوظيف العربية مفيدة؟"، ونشرنا السؤال باستخدام تقنية المسح في غوغل، ونشرناه في مواقع التواصل الاجتماعي. وبالمحصلة، لم تكن التجارب ورديّة.

شركات توظيف تنشر إعلانات وظائف وهمية

إيلي، شاب لبناني يعمل في مجال الإعلانات والتسويق، يقول إن "العديد من مواقع التوظيف الإلكترونية تنشر وظائف وهمية، والغاية من ذلك تسويق موقعها والحصول على المراكز الأولى في محرك البحث غوغل".

ولفت إلى أن بعض المواقع الشهيرة تبحث عن وظائف في الشركات الكبرى وعرضها في مواقعها، وعند الدخول إليها، تحولك مباشرة إلى صفحة الشركة، وعادة ما يكون قد انتهى وقت تقديم الطلبات.

من جهته، يقول زيد، وهو مهندس مدني: "بحسب تجربتي الشخصية، لم أفلح في الحصول على وظيفة باتباع المواقع الإلكترونية في العالم العربي، بل تقدمت إلى مكتب توظيف يتقاضى أموالاً بعد تأمين عقد عمل".

ويضيف: "أجريت 3 مقابلات عمل عام 2015، وبعد حصولي على عرض عمل من قبل إحدى الشركات، قمت بسداد العمولة المتفق عليها مع مكتب التوظيف، لكن منذ عام 2015 وحتى اليوم، لم تفلح محاولاتي للحصول على وظيفة أفضل، سواء عن طريق مكاتب التوظيف أو حتى المواقع الإلكترونية".
أما آمنة فتشير إلى أن الحصول على وظائف في العالم العربي، ليس أمراً سهلاً، ولا يمكن الاعتماد على المواقع الإلكترونية أو ما شابه، بل تؤكد أن العلاقات الاجتماعية، والمحسوبية والواسطة تلعب الدور الأكبر في تشغيل الشباب.

وتقول: "لم أحصل على عمل إلا من خلال صديقتي، حيث شُغر مكان في عملها، فاتصلت بي، ودبرت لي مقابلة مع المدير، وبالحرف قال المدير لصديقتي: إنها على كفالتك، دربيها ولتبدأ العمل".

ومن خلال الإجابات التي تلقيناها، رسالة من مواطن يدعى أبو عمر، يقول: "كنت فريسة سهلة لأحد مكاتب التوظيف، حيث طلب منّي دفع رسوم مالية ليتمكن من نشر سيرتي الذاتية على الشركات، واعداً بتأمين وظيفة في إحدى الدول الخليجية".

وبالفعل، بحسب قول أبو عمر، "دفعت 20 دولاراً، وبعد أشهر، فوجئت بأن شركة التوظيف أقفلت أبوابها، ولم أتمكن من الاتصال بها"، لافتاً إلى أن "شركات كثيرة تقوم بهذه الأعمال بهدف جمع الأموال".


هل هناك شركات توظيف تعطي نتيجة؟

صحيح أن جميع ردود الأفعال لم تكن إيجابية، إلا أن بعض التجارب الشخصية لعدد من الشباب تشير إلى أنهم تلقوا بالفعل اتصالات من شركات عن طريق مواقع التوظيف الإلكترونية أو عن طريق مكاتب التوظيف، وأجروا مقابلات عمل، نجح بعضهم بالحصول على الوظيفة، فيما آخرون لم يوفقوا، ويعود السبب في ذلك إلى الشركة نفسها التي تختار الأفضل للمنصب المتاح.

الخبير الاقتصادي مازن إرشيد، يرى أن ارتفاع عدد المواقع الإلكترونية الخاصة بالوظائف في الوطن العربي مع انخفاض فرص العمل، ظاهرة تؤثر سلباً في الموقع نفسه وفي العميل، حيث يفقد الثقة بالموقع كلياً.

ويقول لـ"العربي الجديد": تقوم هذه الشركات بمهام صعبة في الظرف الحالي، فالوضع الاقتصادي ونسب النمو والمؤشرات جميعها ليست على المستوى المطلوب في جميع الدول العربية تقريباً، حتى في الدول الخليجية لم تعد الفرص متاحة كالسابق".

ويلفت إلى أن ارتفاع طلبات التوظيف مقابل محدودية فرص العمل، قلص من فعالية المواقع الإلكترونية الخاصة بالتوظيف.

ويضيف أن "بعض المواقع الإلكتروينة وشركات توظيف بدأت تنحرف عن مسارها بلعب دور الوسيط، وبدأت تلجأ إلى نشر الدرسات، واستطلاعات الرأي، وغيرها من الأمور لتنشيط موقعها فحسب".

أما بالنسبة إلى مكاتب التوظيف، فيرى أن نشاطها يتعلق بحركة السوق أيضاً، ومدى قدرته على استيعاب اليد العاملة، مؤكداً أن بعض المكاتب ومن خلال علاقاتها مع مسؤولي التوظيف في المؤسسات والشركات تنجح في إيجاد فرص عمل، لقاء دفع عمولة متفق عليها مسبقاً.
دلالات

ذات صلة

الصورة
شهادات الميلاد لازمة للحصول على الخدمات (محمود عيسى/الأناضول)

مجتمع

تعتبر أزمة إصدار شهادات الميلاد لأطفال غزة المولودين خلال فترة العدوان إحدى أبرز العقبات التي تواجه أسر الأطفال، إذ تحرمهم من الخدمات.
الصورة
احتجاجات سابقة في تونس (العربي الجديد)

مجتمع

بدأ حاملو الشهادات العليا في تونس، أمس الإثنين، إضراباً مفتوحاً عن الطعام أمام وزارة الشؤون الاجتماعية، تحت شعار "إضراب الكرامة".
الصورة
فلسطين/سياسة/ليلة العودة إلى الدامون/(العربي الجديد)

سياسة

لم يستطع أهالي قرية الدامون المهجرة في الجليل حبس دموعهم في "ليلة العودة إلى الدامون"، وهم يستمعون إلى شهادات من بقوا على قيد الحياة، فيما كانت الألعاب النارية تضيء سماء المنطقة احتفالا بما يسميه كيان الاحتلال "يوم الاستقلال".
الصورة
طالب فلسطيني متفوق رغم "الشلل الرباعي" (الأناضول)

مجتمع

بصعوبة بالغة، يستجمع الفتى الفلسطيني، ناصر البحيصي، قواه كي يتمكن من نطق بعض "عبارات الشكر"، مجاملةً للوفود التي قدِمت لتهئنته بالنجاح في امتحانات الثانوية العامة.
المساهمون