تسعى شركات الطيران الإماراتية التي أصابتها خسائر هائلة في المرحلة الماضية إلى انتهاز التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، باكتساب دفق جديد من المسافرين تراهن دبي خصوصاً على أن يعوضها ذلك من فاقد الإيرادات الذي شطبه كورونا من قطاع السفر والسياحة.
في السياق، رجحت شبكة "بلومبيرغ" أن تستغل دبي أكثر من غيرها في مجال الطيران، من اتفاق التطبيع المُعلن عنه الخميس، بما يفضي إلى فتح العلاقات بين الإمارات وكيان الاحتلال، من خلال السفر الجوي، والسياحة، والاستثمار، والأمن والاتصالات، ومن المقرر أن تجتمع وفود البلدين قريباً لوضع التفاصيل.
ومن المتوقع أن يصبح بإمكان شركتي "طيران الإمارات" و"الاتحاد" نقل الركاب القادمين من فلسطين المحتلة والعائدين إليها، من خلال محاور مطاراتهم في دبي وأبوظبي، على التوالي، والاتصال بوجهات أبعد شرقاً وغرباً، علماً أن "الخطوط الملكية الأردنية" و"الخطوط الجوية التركية" هما الناقلتان الوحيدتان في المنطقة اللتان تسيّران حالياً رحلات إلى فلسطين المحتلة.
نائبة رئيس خدمات الطيران والمطار في شركة استشارات الطيران "مورتن باير أند أغنيو" Morten Beyer & Agnew، آن كوريا، قالت إنّ "دبي على وجه الخصوص يمكن أن تستفيد، إذ يوفر مطارها رحلات يومية إلى أكثر من 250 وجهة".
يأتي ذلك بعدما انهارت حركة المرور في "مطار دبي الدولي" خلال ذروة جائحة فيروس كورونا، إذ سجّل المطار، طوال مايو/ أيار الماضي، نسبة حركة المرور نفسها التي كان يسجلها عادة في نحو 4 ساعات فقط.
وتأثرت "طيران الإمارات"، أكبر شركة طيران لمسافات طويلة في العالم، بشكل خاص، لأن نموذج أعمالها مبني لأكبر فئة من الطائرات (115 طائرة إيرباص SE A380، و155 طائرة بوينغ 777) التي تنقل الركاب بين جميع أنحاء العالم.
وفي حين تتوقع إسرائيل والولايات المتحدة أن تحذو دول عربية أخرى حذو الإمارات، إلا أن غالبية المجال الجوي الإقليمي حتى ذلك الحين يبقى مغلقاً أمام الطائرات الإسرائيلية المسجلة. وقالت كوريا: "في هذه المرحلة، سيكون من المنطقي أن يتم تشغيل الرحلات الجوية الإماراتية الإسرائيلية بواسطة شركة طيران مقرها الإمارات".
وسيكون فتح أجواء السعودية أمراً حاسماً بشكل خاص لشركات الطيران الإسرائيلية، نظراً لمساحتها الأرضية الكبيرة في وسط المنطقة، حيث غالباً ما تُجبر النزاعات الطائرات على تغيير مسارها.
وقد تم إيقاف شركة "إل عال" El AL الإسرائيلية عن العمل بسبب فيروس كورونا، ومُددت أخيراً مهلة تعطيلها حتى نهاية أغسطس/ آب، بينما كانت تحاول ترتيب خطة تمويل.
وعند التشغيل، اضطرت طائراتها إلى تشغيل طريق التفافي إلى مومباي، على سبيل المثال، عبر أسفل البحر الأحمر وخليج عدن، لتجنب المجال الجوي السعودي.
ويضيف ذلك ساعتين إلى الرحلة من تل أبيب، ويضع شركة الطيران الإسرائيلية في وضع غير مواتٍ مقارنة بشركة الخطوط الجوية الهندية التي يمكنها الطيران مباشرة.